بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، ودّعت الساحة العالمية لسباقات الخيل أحد أبرز رموزها، بوفاة الشيخ محمد بن عبيد آل مكتوم، أحد كبار مُلّاك ومربّي الخيل في العالم، وصاحب إسهامات استثنائية امتد أثرها لأكثر من ثلاثة عقود في أوروبا والشرق الأوسط وأستراليا وأمريكا الشمالية.
وشكّل الراحل مدرسة متكاملة في عالم سباقات الخيل، لم يقتصر حضوره فيها على حصد الألقاب، بل تجاوزها إلى بناء فلسفة راسخة في الاختيار والتربية والاستثمار طويل الأمد. وارتبط اسمه بالشعار الأيقوني ذي اللون الأصفر والنقاط السوداء، الذي أصبح رمزًا عالميًا للجودة والدقة والنجاح في ميادين السباق.
ويُعد إنجازه الأبرز في مجال التربية إنتاج الفحل العالمي «دوباوي»، أحد أعظم فحول العصر الحديث، والذي شكّل ركيزة أساسية في صناعة الإنتاج العالمية، بعد أن ترك بصمة وراثية عميقة عبر أجيال متعاقبة من أبطال سباقات القمة. وجاء «دوباوي» ثمرة رؤية بعيدة المدى انطلقت من الفرس المؤسسة «زوماراده»، الفائزة بسباق الأوكس الإيطالي عام 1998.
وعلى صعيد الإنجازات الميدانية، سجّل إسطبل الشيخ محمد بن عبيد حضورًا تاريخيًا في سباقات الكلاسيك، أبرزها تتويج الجواد «هايج رايز» بلقب ديربي إبسوم عام 1998. كما تألق الإسطبل مع الجواد الأسطوري «بوستبوند»، الذي حقق انتصارات كبرى في أوروبا، قبل أن يسطع عالميًا بفوزه بسباقي دبي سيتي أوف غولد ودبي شيماء كلاسيك.
وفي أستراليا، حقق الإسطبل إنجازًا نادرًا بتتويج الجواد «ويذاوت آ فايت» بثنائية كولفيلد كب وملبورن كب، فيما امتدت النجاحات إلى أمريكا الشمالية بتتويج الفرس «شيخة ريكا» بلقب سباق E.P. Taylor Stakes من الفئة الأولى في كندا.
وبرحيله، تفقد سباقات الخيل العالمية شخصية استثنائية تركت إرثًا خالدًا في ميادين السباق والإنتاج، وسيبقى اسمه حاضرًا في سجلات العظماء، بما قدّمه من رؤية وإنجازات صنعت تاريخًا لا يُنسى في عالم الخيل.