نيروز الإخبارية : نيروز_تنبأ الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز فرانك بروني أن ميلانيا ترامب قد تكون أهم سيدة أولى يحظى بها البيت الأبيض، نظرًا لإثارتها ثورة ناعمة ضد ترامب الذي يمقته الأمريكيون، بحسب وصفها.
وفي أعقاب الفضائح التي ارتبطت بترامب ومستشاريه، ربما يحدد مؤرخو رئاسته هذا الأسبوع، باعتباره نقطة بداية انهيار نظامه الذي ترافق مع تصيد زوجته له وانتقادها لسلوكياته.
وأكدت الصحيفة أنه من المؤكد أن كتاب التاريخ سيلقبون هذا الأسبوع باسم بليغ، ربما يكون “اثنين ميلانيا/ Melania Monday”، إذ قامت السيدة الأولى وهي ترتدي قميصًا ذا ربطة بياقة مرتفعة “كعادتها” بالتهجم علنًا على المتنمرين الرقميين، في نفس الوقت الذي كان فيه زوجها الرئيس ترامب متشدقًا ومهتاجًا عبر تويتر، خلال تشبيهه روبرت مولر بجوسيف مكارثي، المشتهر بادعاءاته القائلة بتسلل الشيوعيين إلى داخل أروقة وزارة الخارجية الأمريكية، كاشفًا أن استيعابه للتاريخ يتناسب مع استيعابه للسياسة.
احتجاجًا على انقطاع الماء يوم العيد.. مغاربة يعلقون جلود الأضاحي على مقر الشركة (فيديو)
مصر.. انتحار ممرضة بهذه الطريقة عقب انفصال والديها
وحينها بحسب الكاتب، سيعرب الجميع عن إعجابهم بخبث إعلانها بعد بضعة ساعات، بأنها ستذهب في رحلة منفردة إلى أفريقيا التي لا يستطيع الرئيس النطق بأسماء دولها بشكل صحيح، فضلًا عن احترامهم في أبعد وأبرز رحلة تقوم بها بصفتها سفيرة رسمية، وهي لم تختر وجهتها بشكل عشوائي، بل اختارتها بتحدٍ، مهينةً بذلك زوجها.
وأشار إلى أن ميلانيا أصبحت مصدر إزعاج للرئيس ولا شك أنها تبذل جهدًا لذلك، وإن حولت خطواتها الصغيرة هذه إلى أخرى واسعة وكاملة، قد تنجح في القضاء عليه وتحرير الأمريكيين منه، وبذلك تصبح “ميلانيا المنقذة” أو ” انقلاب القميص ذي الياقة العالية” واقعيًا، فلا شيء يمكنه أن يمنع ذلك حيث وقعت أمور أكثر غرابة في السابق وولدت خيالات أقل ابتهاجًا.
هل هذا بعيد المنال حقًا؟
بالحكم على ترامب من خلال تغريداته ونوبات غضبه واعتقاده الواضح بأن رودي جوليني هو مناصر مناسب، يتأرجح دونالد ترامب على حافتَي التضارب وتدمير الذات ولا يحتاج إلا لدفعة بسيطة، ومن هو أفضل من يمكن أن يمنحه هذه الدفعة من زوجته، التي تنام في غرفة منفصلة عنه في البيت الأبيض وفي جناح فندقي منفصل أيضًا عند سفرهم؟
وهي تقترب أكثر من أي وقت مضى للإعراب علنًا عن احتقارها له. وهي تجد طرقًا مبدعة بشكل متزايد لإظهاره، في ارتباط مثالي للوطنية والانتقام لكل الإهانات التي وجهها لها.
لا شك أن مكانتها كسيدة أولى حيرتها في البداية فهي مهمة غريبة، حيث يفترض بها أن تحدث فرقًا دون أن أحداث ضجة، والعثور على شغف، بينما تخفي قناعاتها وتبتسم بلطف أمام كل فحص مدقق متواصل لكل إكسسوار ترتديه.
إنه أمر صاغر ومستغل للمرأة، إن شبهنا إدارة رئاسية بسيارة سيدان، فإن السيدة الأولى لن تكون سوى شعار غطاء السيارة الأمامي، وإن شبهناه بمنزل قس فستكون هي النباتات التي تزين الدرج المؤدي لمدخل المنزل.
هل ظهورها المفاجئ؟
عادة ما كانت ميلانيا ترامب زينة غائبة وكان لأمريكا “دَرَجٌ” مجرّد، ما دفع الجميع لوضع افتراضات متعجلة، عندما أعلنت في البداية عن حملتها ضد التنمر عبر الإنترنت في خطاب ألقته في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، اعتقدنا أنها كانت غير جادة أفلم تكن ترى التناقض؟
إلا أن النظرية المحدّثة حول اختيارها لها هو أنها كانت تتصيده، وهي نظرية منطقية بحسب نيويورك تايمز وتتناسب مع الكثير من الأمور الأخرى.
فقد ارتدت ميلانيا أثناء خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد، بذلة نسائية باللون الأبيض كان بمثابة تذكار ملبوس لحركة النساء المطالبات بحقوقهن في القرنين التاسع عشر والعشرين، وبهيلاري كلينتون أيضًا، وفي هذا الشهر، بعد أن شكك ترامب بذكاء لاعب كرة السلة ليبرون جيمس في تغريدة، أصدرت المتحدثة باسمها بيانًا أكد فيه إعجاب السيدة الأولى بعمل جيمس مع الأطفال المعرضين للخطر في مسقط رأسه مدينة أكرون، أوهايو.
وقال البيان إن ميلانيا مهتمة بزيارة المدرسة التي ساعد جيمس في إنشائها.
وذكرت الصحفيتان كاتي روجرز وماجي هابرمان مؤخرًا أنه خلال رحلة في الخارج في الشهر الماضي، غضب الرئيس لأن تلفزيون السيدة الأولى في طائرة رئيس الولايات المتحدة “سلاح الجو واحد” كان مضبوطًا على شبكة سي إن إن وليس على شبكة فوكس نيوز المحببة له.
لكن هل كان ضبط التلفزيون على شبكة “سي إن إن” مصادفة أم استفزازًا؟ حسنًا، في رد علني على الحادثة، أوضحت المتحدثة باسم ميلانيا أن السيدة الأولى تشاهد “أي قناة تريدها”.
وأشار فرانك بروني أنه لا يستطيع فهم السترة التي ارتدتها وكتب على ظهرها “أنا حقًا لا أبالي فهل تبالي أنت؟ والذي ارتدته في طريقها لزيارة مركز احتجاز أطفال في ولاية تكساس، ربما هذه موضة عصرنا، لكن ماذا لو كانت الرسالة هي أنها لا تمانع أن تفسر وسائل الإعلام سلوكها بأنه استنكار لسلوك زوجها؟
م
الزواج من ناحية نفسية ليس أمرًا جديدًا على البشر، لكنها كمرحلة والرهانات عليها تعتبر كبيرة. ففي يوم الإثنين أشار جيمس هومان من واشنطن بوست، بأنها استخدمت عبارة “المجتمع العالمي” في كل من ملاحظاتها الشفوية عن التنمر عبر الإنترنت، والمكتوبة حول السفر إلى أفريقيا التي مدحتها بسبب “ثقافتها الغنية”، أما زوجها بالطبع فإنه يعامل “العولمة” و”العولميين” على أنها كلمات قبيحة، وبعضًا من الدول التي يعتبرها “قذرة” تقع في القارة غنية الثقافة، وسوف تذهب هناك دونه.
غيرها ممن كنّ في موقع السيدة الأولى عملن على تجميل الطرق السريعة، وشجعن على القراءة، أو زراعة القرع، لكن دورها كسيدة أولى يمكن اختصاره بأنه كابوس؛ فهي في وضع لم تكن سابقاتها فيه حيث ترتكز على كتف عملاق يحتاج للترويض، وهذا هو مفتاحها نحو العظمة، أو على الأقل دافع لرحلتها المصممة للتهكم.
وأكد الكاتب في نهاية مقالته، أنه يشجع ميلانيا على زيارة مدرسة جيمس، وإحضار الصحفي من شبكة “سي إن إن” دون ليمون معها، واقترح أن تذهب في مواعيد غداء مع النائبة الديمقراطية الأميركية ماكسين ووترز، وشرب كوكتيل كحولي مع أنجلا ميركل وإقامة حفلات ليلية مع زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وارتداء القمصان عالية الرقبة والبذلة النسائية لأيام، فهذا هو طريق ثورة التغيير.