اتهم مسؤول عسكري عراقي رفيع البيشمركة بخرق الاتفاق حول تسليم معبر فيشخابور الاستراتيجي شمال البلاد للقوات الاتحادية، بينما تعقد بغداد وأربيل اليوم اجتماعا عسكريا لتثبيت وقف القتال.
نقلت وكالة الأناضول اليوم، عن المقدم مظفر عطوان الجابري من كتيبة الآليات المدرّعة في الجيش العراقي، أن قيادات القوات المسلحة العراقية والبيشمركة " اتفقوا أمس على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة من أجل إعادة نشر قوات مشتركة ببعض المواقع في المناطق المتنازع عليها غرب الموصل وشرقها، وتسليم معبر فيشخابور "ليكون تحت إدارة اتحادية بنسبة 80 في المئة". وقال الجابري إن عدم التزام الأكراد بالاتفاق، مع قرب انتهاء المهلة "يثير الريبة بعدم رغبة الطرف الآخر بتحقيق السلام وحقن الدماء التي قد تسفك في حال تجددت المواجهات بين القوات الاتحادية والبيشمركة". وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قد أمر أمس الجمعة، بإيقاف حركة القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها لمدة 24 ساعة، لإفساح المجال أمام فريق فني مشترك يتولى مهمة نشر القوات الاتحادية في تلك المناطق فضلا عن معبر فيشخابور. وأوضح الجابري أنه في حال انقضت المهلة الزمنية دون انسحاب البيشمركة، " تقضي الأوامر العسكرية بالتقدم واستخدام القوة النارية لإعادة فرض سلطة القانون". اجتماع في الموصل لإنقاذ الهدنة لكن العقيد أحمد الجبوري من قيادة عمليات نينوى (تابعة للجيش)، استبعد استئناف القتال بين الجانبين على المدى القريب. وأضاف الجبوري، أن اجتماعا يعقد اليوم بين القوات الاتحادية وإقليم كردستان، لبحث إمكانية إعادة انتشار القوات العراقية وانسحاب البيشمركة من المناطق المتنازع عليها"، مشيرا إلى أن الوفد العراقي قد يترأسه رئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عثمان الغانمي، لافتا إلى أن مسرور بارزاني ونجل رئيس الإقليم مسعود بارزاني سيترأسان جانب البيشمركة. بدوره، أكد رئيس الأركان العراقي السابق، بابكر زيباري، أن "وفدا عسكرياً رفيعا من إقليم كردستان سيتوجه إلى الموصل، اليوم السبت، ليعقد اجتماعاً مع وفد عسكري عراقي". وقال بابكر زيباري، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "مسؤولين عسكريين أمريكيين سيحضرون هذا الاجتماع، وأنه من المتوقع أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق لوقف العمليات القتالية". معبر فيشخابور على تقاطع الصراعات الإقليمية ويقع معبر فيشخابور على نهر دجلة، على بعد نحو 50 كم غرب مدينة دهوك ضمن حدود إقليم الشمال، وأنشئ عام 1991، ويعد المنفذ الوحيد الذي يربط الإقليم بسوريا على مقربة من حدود تركيا، وبعد عام 2003 تراجع العمل في المعبر بسبب تنشيط معبر ربيعة. والمعبر غير معتمد رسميا من الحكومتين العراقية والسورية، ويستخدم لتنقل الأشخاص بدرجة أساسية فضلا عن نقل بضائع محدودة، وتسيطر عليه حاليا من الجانب العراقي البيشمركة. ونشر موقع "واشنطن إكزامينر" الأمريكي مقالا للكاتب توم روغن، جاء فيه، أن "على الولايات المتحدة الأمريكية عدم السماح لإيران بالسيطرة على معبر فيشخابور الحدودي" الذي يفصل بين العراق وسوريا. وحذر صاحب المقال من أن هذا سيمثل "انتصارا استراتيجيا لمصلحة إيران، لأنه لن يقتصر على إيقاف حركة العبور بالنسبة للأكراد، بل إن الولايات المتحدة ستواجه التحدي ذاته"، بحسب المقال. ووفقا للمقال، فإن "السيطرة على هذا المعبر الحدودي يعني فتح طريق بين طهران وبيروت، وبالتالي سيكون بإمكان إيران نقل الأسلحة والجنود عن طريق البر". وشدد روغن على ضرورة أن "تكون الولايات المتحدة مستعدة لإرسال قوات عسكرية للسيطرة على تلك النقطة الحدودية"، ومن ثم يجب على الرئيس دونالد ترامب أن يبلّغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان "بأنه لن يقبل بحدوث مثل هذا الأمر بأي شكل من الأشكال". هذا، وأعلنت إدارة معبرِ فيشخابور أمس عن إيقاف جميع الحالات الإنسانية من الدخول والخروج من المعبر بسبب ما سمته الوضع المتأزم. وبحسب وثيقة صادرة عن إدارة المعبر، فإن المديرية أكدت للمسافرينَ إيقافَ جميع الحالاتِ الإنسانية مبينة أن المنع سيُنفذ إعتبارا من اليوم السبت وإلى إشعار آخر. المصدر: وكالات