كشف تحقيق صحفي جديد يتعلق بالملاذات الضريبية "أوفشور"، عن أن الملكة البريطانية إليزابيث الثانية قد تكون متورطة في فضيحة تهرب ضريبي أطلق عليها تسمية "أوراق الجنة".
وصدر أمس الأحد الملف المفصل بشأن "أوراق الجنة" بإعداد "الاتحاد الدولي للتحقيقات الصحفية" بالتعاون مع "غارديان" و"بي بي سي" و"نيويورك تايمز"، استنادا إلى 13.4 مليون وثيقة مسرّبة حصلت عليها صحيفة "زود دويتشي تسايتونج" الألمانية من مركزين لخدمات النقل إلى الخارج وسجلات الشركات في 19 ملاذا ضريبيا وخاصة في جزر كايمان وبرمودا. وأفادت "غارديان" بأن هذه التسريبات كشفت عن نظام دولي واسع النطاق يتيح لكبار المسؤولين والأثرياء في العالم، وخاصة في بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا، التهرب من الضرائب، وكذلك سلطت الضوء على الأساليب المعقدة التي تلجأ إليها الشركات العملاقة، مثل "نايك" و"آبل" من أجل تفادي المشاكل القانونية في حماية ثرواتها. وأوضحت الصحيفة أن التحقيق كشف أن الملكة إليزابيت نقلت ملايين الجنيهات الاسترلينية من ممتلكاتها الخاصة إلى صندوق في جزر كايمان، وتم استثمار جزء من هذه الأموال في شركات ذات سمعة سيئة ومتهمة باستغلال تعب الفقراء. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن مصدر مقرب من الحكومة البريطانية أن الحديث يدور عن أموال دوقية لانكستر التابعة للملكة إليزابيث، أكبر مالكي الأراضي في البلاد. وذكر المصدر أن نقل الأموال إلى الحسابات الخارجية في الملاذات الضريبية لا يعتبر أمرا غير مشروع في المملكة المتحدة ولا يهدد الملكة بأي عواقب قانونية، غير أن التسريبات ستتسبب على الأرجح بفضيحة داخل البلاد وخارجها، علما أن الفضيحة المماثلة السابقة المعروفة بـ"وثائق بنما" كلفت رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون مقعده. من جانب آخر، كتب رئيس حزب العمال وزعيم المعارضة البريطانية جيرمي كوربين في حسابه على "تويتر": "وثائق الجنة تدل مرة أخرى على ما أكدته لرئيس الوزراء: ثمة قانون للأثرياء وآخر لغيرهم فيما يتعلق بدفع الضرائب".