اعتبر الخبير العسكري أليكسي ليونيكوف أن مسألة الحضور العسكري الروسي في السودان صارت اليوم أهم من أي وقت مضى بالنسبة إلى الخرطوم وموسكو على حد سواء.
وفي تعليق بهذا الصدد، قال ليونيكوف: "إذا ما نظرنا إلى الخارطة، لتبين لنا أن جزءا لا بأس به من القواعد العسكرية الأمريكية منتشرة في النقاط المشتعلة من العالم، وبينها أفغانستان والعراق على سبيل المثال". وأضاف: "هذه القواعد لم تسهم في إزالة التوتر في البقاع المنتشرة فيها، بل على العكس من ذلك، أسهمت في تأجيج شتى أنواع النزاعات، خلافا لما هو في سوريا التي ترابط فيها القوات الروسية". "الحضور العسكري الروسي في سوريا، قد ساعد في إخماد النزاع هناك بالكامل، الذي كان يهدد بنهاية سوريا كدولة، والتجربة السورية حصرا، هي التي اضطرت الخرطوم لطلب الدعم الروسي". وتابع يقول: "فرغم تقسيم السودان، لا تزال النزاعات والاشتباكات تنشب هنا وهناك من وقت لآخر، ناهيك عن جيران السودان المتقاتلين في إثيوبيا وإريتريا والصومال، وما تشهده اليمن، الأمر الذي يعمق قلق الخرطوم ومخاوفها". "هذا الواقع، والظروف المحيطة بالسودان، تعوق بلا شك، أي تقدم اقتصادي أو تنمية مستدامة فيه، وهذا ما يسوّغ بالدرجة الأولى طلب الخرطوم من موسكو تشييد الأخيرة قاعدة عسكرية لها في السودان، لأن الحضور الروسي، واستنادا إلى التجربة السورية سيعني إحلال السلام في الإقليم". أما بالنسبة إلى روسيا، فإن حضورها العسكري في السودان، سيحظى حسب ليونيكوف بأهمية استراتيجية منقطعة النظير، حيث سيفتح لها الطريق نحو الهند، إذ لا يمكن للسفن الروسية المرور إلى المحيط الهندي إلا عبر قناة السويس، أو بعد الالتفاف حول إفريقيا بما يحمل ذلك في طياته من أعباء لوجستية وزمنية. وأضاف أنه وإذا ما تمركزت السفن الحربية الروسية على ساحل البحر الأحمر، فإنها ستفتح لموسكو معبرا سريعا ومباشرا إلى المحيط الهندي بما يخدم المصالح الروسية والهندية والإيرانية المشتركة. وعلاوة على ذلك، فإن الوجود العسكري الروسي على سواحل السودان، سيساعد في القضاء على خطر إضافي يهدد العالم إلى جانب الإرهاب، وهو القرصنة البحرية التي صارت خطرا لا يستهان به يتهدد التجارة العالمية وأمن الملاحة في المنطقة. المصدر: riafan.ru