نيروز الإخبارية : شكلت التكنولوجيا فارقا في حياة الفرد وزاد الإدمان عليها وادى سوء استخدامها إلى تبعات تمثلت في التفكك الأسري وافتقار أواصر العلاقات وروح الحوار بين الأبناء والآباء، بحسب خبراء ومختصين.
ويقدر عدد مستخدمي الفيسبوك في الأردن ، بحسب خبير مواقع التواصل الاجتماعي خالد الاحمد ، نحو 6 ملايين مستخدم .
خبراء بينوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) في اليوم العالمي للوالدين الذي يصادف يوم غد السبت، ضرورة إعادة نظر بعض الأبناء في وقتهم المهدور بين الأجهزة الحاسوبية والموبايل على حساب بر الوالدين، وإيجاد مائدة الحوار بين أفراد الأسرة.
ويعد اليوم العالمي فرصة لتكريم الآباء والأمهات في جميع أنحاء العالم لالتزامهم بنكران الذات من أجل أطفالهم وتضحياتهم مدى الحياة لتعزيز هذه العلاقة.
ولاحظت الجمعية العامة للامم المتحدة دور الأسرة في تحمل المسؤولية الرئيسية بشأن رعاية وحماية الأطفال، لينموا نموا صحيا متكاملا في بيئة أسرية يسودها السعادة والتفاهم والمحبة.
المستشارة الأسرية والنفسية الدكتورة منال الصمادي بينت أهمية دور الأسرة باعتبارها مركز القلب في الحياة الاجتماعية والنفسية لتوفير الرعاية ومتطلبات أطفالها وشبابها وتثقيفهم وتعليمهم فنون الحياة الاجتماعية .
وأشارت إلى ما شهده العالم من تكنولوجيا اخترقت جدران البيوت، فتسببت بهشاشة الحوار والتواصل والنشاطات العائلية بين أفراد الأسرة الواحدة.
ودعت إلى السيطرة على استخدام التكنولوجيا ، وتحديد أوقات لاستخدامها لما لها من آثار سلبية على صحة الفرد النفسية كالتمرد والعنف والتوتر إضافة لتأثيراتها الصحية والعلاقات الاجتماعية، مشددة على ضرورة إيجاد مائدة للحوار بين افراد الأسرة، للتعبير عن همومهم وقضاياهم إن وجدت.
الأخصائية التربوية ناريمان عريقات قالت إن طريقة استخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي ، هي من تحدد إن كنا سنستفيد منها أم سنتركها تلحق بنا الضرر .
وأوضحت أن الخطورة الكبرى تكمن عند الأطفال ، فإدمان الأهل على استخدام الهواتف يعيق النمو اللغوي لدى أطفالهم بسبب قلّة ممارسة الطفل للغته وبالتالي تقل الحصيلة اللغوية لديه، كما يعيق النمو الاجتماعي لديه بسبب عدم ممارسته لمهارات نموه الاجتماعي.
ولفتح باب الحوار بين الفرد ومحيطه ، دعت عريقات إلى مشاركة ما يقرأه الفرد ويشاهده لفظياً لمن حوله، لتكون تلك المواقع وسيلة لفتح حوار وليس سبباً لقلة أو لانعدام الحوار بينهم.
رئيس رابطة علماء الاردن الدكتور بسام العموش قال إن الاسلام أعطى الوالدين مكانة عظيمة ، فقد جاء ذكرهما بعد ذكر الله تعالى، قال الله عز وجل "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"، وقال تعالى:" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا".
وأضاف لقد قضت سنة الله أن يكون البار مرزوقا بذرية بارة له، وان العاق لا بد أن يجد من اولاده من يعقه، داعياً الأبناء والبنات الى تقديم أمر الوالدين على كل أمر الا امر الله ، فالصاحب والصديق والزميل نحترمه لكنه ليس مقدما على الوالدين اهتماما ورعاية وعطاء ومصارحة وبرا، والهاتف الخلوي والبرنامج التلفزيوني ليس مقدما على طلب الوالدين ، فهما أكثر اثنين في العالم يريدان لك الخير وهما مستعدان للموت في سبيل أن تحيا .
وأضاف الدكتور العموش أنه عند ذكر الرسول السبع الموبقات أي المهلكات ذكر منهن ( عقوق الوالدين ) وقال ( من أدرك أبويه أو احدهما فلم يغفر له فلن يغفر له ) فهما طريق السعادة والغفران.
وأوضح أن من العقوق وضعهما في الملاجئ وإهمالهما وطاعة الزوجة في عقوق الوالدين، فالإسلام يريد بناء أسر محترمة متماسكة يلتف فيها الأبناء والبنات حول الوالدين لتكون وحدة المجتمع الأولى لبنة صالحة وبهذا يكون المجتمع صالحا.
فالتفكك الأسري بحسب الدكتور العموش يبدأ بالعقوق فتكون نهاية الأسرة التشرد والتفرق ، والبر المطلوب هو الطاعة والكلمة الطيبة والدعاء لهما في كل صلاة والصدقة عنهما والحج عنهما اذا لم يحجا وزيارة قبريهما وصلة أصدقائهما بعد موتهما .
يشار إلى أن الجمعية العامة خصصت في العام 2012 الأول من حزيران يوماً عالمياً للوالدين تكريمـا لهما.