نيروز الاخبارية : احتفلت الجامعة الهاشمية بتخريج الفوج الثامن من طلبة كلية الطب البشري- فوج الخريجة المرحومة الدكتورة "سحر يعقوب الفزاع" التي وافها الأجل المحتوم خلال الأيام الماضية، بَعدَ أن أنْهَتْ متطلبات التخرج. وجرى حفل التخريج في صالة الأمير حمزة في مدينة الحسين للشباب مساء يوم الاثنين 10/6/2019.
وتضمن حفل التخريج دخول الخريجين وأعضاء الهيئة التدريسية ثم عزف السلام الملكي من قبل موسيقات القوات المسلحة الأردنية، وتلاوة آي من القرآن الكريم، وكلمة عميد كلية الطب البشري الأستاذ الدكتور درويش بدران، وكلمة السيد يعقوب الفزاع والد الخريجة المرحومة الدكتورة سحر، وكلمة عريف الحفل الدكتور أمجد الطريفي، وكلمة الخريجين ألقتها الخرّيجة لينا وهبه، وفيديو أعضاء الهيئة التدريسية، ومراسم تسليم راية كلية الطب سلمته الخريجّة دعاء رمّاحه إلى الطالبة ياسمين العليمات، ثم أداء مراسم القسم الطبّي، ثم تسليم الشهادات. كما تضمن الحفل قراءةَ الفاتِحَةِ عنْ روحِ فقيدة الجامعة الغالية وأرواحِ شهداء الأمة.
وقال عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور درويش بدران: "بداية، نَسْتذكِرُ في هذا المَوقِفِ بِكلِ أسىً وَحُزنٍ خريجةً عزيزةً اختارها اللهُ إلى جوارِه بَعدَ أن أنْهَتْ كل متطلبات التخرج، كاَنَتْ كَكُلِ واحدٍ مِنكُمْ مثالاً للمثابرةِ والأدبِ والأخلاقِ وأملاً لوالديها، نَسألُ اللهَ أنْ يتغمدَها بِواسِعِ رَحْمَتِه وَنقدِمُ لأهلِها ومحبيها ولأنفُسِنا العَزاءَ بفَقْدِها. وتكريماً لها فَقَدْ قرَّر رئيسُ الجامعةِ الهاشمية أنْ يَحْمِلَ فوجُكُمْ اسْمَها "فوج الدكتورة سحر يعقوب الفزاع".
وأضاف: "هنيئاً لكُم تَخريجُ فلذاتِ أكبادِكُم، سَهِرتُم عليهم ليالٍ طِوال، وكُنتم لهم الأمن والأمان وراحةَ النفسِ وهدوءَ البالِ، وسرَّ النجاحِ والتفوقِ، فلولا دَعْمُكُم لهم لم يكن أملهم البعيد حقيقةً واقعةً في هذا اليوم، إن وجودكم وإياهم في هذا الحفل هو الاستحقاق الطبيعي لجهدهم ومثابرتهم ودعمكم لهم طيلة سنوات دراستهم. لكممنا ومنهم كل الشكر والاحترام".
وقال: "نزف إلى الوطن اليوم وفي غمرة احتفالات الوطن بعيد الجلوس الملكي وذكرى الثورة العربية الكبرى، فوجاً جديداً من خريجي كلية الطب، بذلت الكلية بكل منتسبيها جهوداً مخلصة وصادقة لإيصالهم إلى هذه اللحظة، ونحن على ثقة بأنهم سيكونون إضافة نوعية للقطاع الطبي علماً وأخلاقاً وإنسانية ومثابرة، وليسَ أدلَ على ذلك من أفواجٍ سبعةٍ رفدتْ بهم القطاع الصحي في الأردن والدول العربية والأجنبية سيصل عددهم بكم اليوم إلى (1498) طبيباً، ونصف الأفواج السبعة السابقة يعملون في مراكز طبية متقدمة خارج الأردن وبشكل رئيس في الولايات المتحدة وألمانيا بينهم الآن 65 أخصائياً، ويَلتحِقُ ببرامج الإقامة من هؤلاء الخريجين حالياً نحو 500 طبيب غالبيتهم في الأمراض الباطنية والجراحة، ومن اللافت للنظر أن الجزءَ الأكبرَ مِن خريجي كلية الطب يعملون في الخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة ومستشفى الجامعة الأردنية وأن نحو 25% أو تزيد من المقيمين في المستشفيات الخاصة هم من خريجي كلية الطب وأن عدد الملتحقين ببرامج الإقامة في التخصصات الفرعية مرتفع جداً وإذا علمنا ندرة الشواغر في هذه التخصصات وشدة المنافسة عليها بين كل خريجي كليات الطب من الأردن والخارج نرى تميز خريجي الهاشمية.
لعل من أبرزِ الصعابِ التي واجهتها كليةُ الطبِّ هي عدم وجود مستشفى جامعي مخصص لها كما هو الحال في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا، ومِن هنا قررت الجامعة الهاشمية أن يكونَ لها مُستشفاها تُدرِّبُ فيه طَلَبَتها وترفعُ مُستوى الخدماتِ الصحيةِ في المَنطقةِ وتُوفِرُ فُرصَ التخصصِ والعملِ لخريجيها من الكلياتِ الصحيةِ وغيرِها. إنَّ هذا المشروعَ الضَخْم سيشكلُ نقلةً نوعيةً في الخدماتِ الصحيةِ والتعليمِ الطبيِّ في الأردن وهو بحاجة إلى دعمِ كُلِّ مُواطنٍ غيور.
وبالرغم من ذلك كله، فقد ارتفع عددُ أعضاء هيئة التدريس في مختلف الأقسام ليصل إلى 100 عضو هيئة تدريس جميعُهم يحملونَ أعلى الشهاداتِ في تخصصاتهم ومعهم 150 مدرباً سريرياً من وزارةِ الصحةِ والخدماتِ الطبيةِ الملكيةِ والقطاعُ الخاص، وَقد أوفدت الجامعةُ في السنوات الثلاث الأخيرة أكثَرَ مِنْ 40 موفداً للحصولِ على درجةِ الدكتوراة أو للتخصصِ الدقيقِ في جامعاتٍ عريقةٍ في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة وألمانيا وسويسرا وإيطاليا عاد بعضهم بعد إنهاء التخصص ليسهم مع زمَلائِه في دعم مسيرة الكلية.
وألقى والدة الخريجة الدكتورة سحر يعقوب سالم الفزاع الحوارات كلمة قال فيها: "ففي هذا اليوم الذي تختلط فيه دموع الفرح والحزن سوية وتلتقي العبر مع الضحكات والنشيج مع الزغاريد, يشرفني ويسعدني أيما سعادة أن أقف أمام هذا الجمع الخير من أبناء وطني العزيز ومن ضيوفنا من الدول العربية الشقيقة والصديقة أولياء أمور الخريجين من هذه الكوكبة العظيمة من النجوم التي تتلألأ علما ونورا واحترافا لأشهد معكم تخريج ابنتي الشهيدة الدكتورة سحر يعقوب والتي اصطفاها الله إلى جواره في غرة العيد وخاتمة رمضان المبارك والتي أفلت شمسها بحزن قبل أن تشرق شمس ذلك اليوم , ومن غرائب الصدف أن يكون يوم الخامس من حزيران نكبة مزدوجة فهو يصادف الذكرى 52 لاغتصاب واحتلال الضفة الغربية وقدس الأقداس ويوم وفاة شهيدة العيد والعلم ابنتي وفلذة كبدي سحر يعقوب الحوارات جوهرة التاج .
سادتي الكرام: لم يكن أمامي من خيار إلا أن أحضر الحفل إكراما لروح ابنتي المرحومة الدكتورة سحر والتي أكملت كل متطلبات الدرجة العلمية لبكالوريوس في الطب البشري من الجامعة الهاشمية الغراء والتي هي صرح عظيم من صروح وطني الذي أعشقه معكم وأفخر بترابه الطهور وأبناؤه من هذا الشعب الطاهر الأرادنة الغر الميامين الفرسان المحجلين الذين لا تلين لهم قناة أمام الخطوب, لقد فكرت كثيرا بتكريم ابنتي من قبل عطوفة رئيس الجامعة الدكتور كمال الدين بني هاني عندما حضر لبيت العزاء وقام بتلبية طلبي فورا بتسمية هذه الدفعة من نجوم الوطن باسم أختكم وأبنتكم جميعا وأطلق عليها اسم دفعة الشهيدة سحر يعقوب الفزاع العبادي , ولم يكن أمامي من حل لحضور هذا الحفل إلا أن أعض على جرحي بنفس عنفوان ذئب الجبال الذي يقطع ذراعه التي وقعت في براثن الفخ المعدني ويلوكها بكرامة ويفلت ولا ينصاع للحزن ولا يقنط وقررت بعون الله أن أستمد منكم العزم والجلد والصبر .
أيها الخريجين الكرام , أهنئكم بتخرجكم وتفوقكم ونبوغكم العلمي وأثمن فيكم الصبر والتحصيل الدؤوب الذي واظبتم عليه خلال بضع سنين من الكد والكدح وادعوا الله أن يوفقكم في خدمة الإنسان وتراب الأوطان وتخفيف مصاب البشر المكلومين وإطفاء نيران الألم المستعر وأن لا تنسوا زميلتكم وأختكم من دعائكم وصلواتكم فانتم جسد واحد تربى في كتف هذا الصرح على أن تكونوا كتلة إنسانية متحابة متعاضدة كيف لا وأنا أرى بشائر الأمل في وجوهكم والنور والبريق الذي يمنحنا العزم لنستمد العزم منكم ومن تفاؤلكم واستبشاركم .
شكرا من القلب للجامعة الهاشمية ممثلة برئيسها الرجل الأكاديمي النبيل الفذ المخلص الدكتور كمال الدين بني هاني ولنائب الرئيس الدكتور شاهر الربابعة والدكتور درويش بدران عميد كلية الطب وباقي الأساتذة المحترمين وشكر للدكتورات الفاضلات اللائي حضرن لبيت العزاء والطلاب الأفاضل زملاء ابنتي المرحومة سحر ولكل كادر الجامعة الذين واسونا بعزائنا ومصابنا الجلل فردا فردا بارك الله بكم جميعا وأوصيكم كأب وأخ لكم جميعا بان تكونوا لبنات عظيمة في جدران وطننا العربي الكبير المعطاء وأن تكونوا بلسما شافيا للجراح
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وارزق أهله من طيب الثمرات, حمى الله الوطن وترابه وحياضه وجنده ووفق الله ملك البلاد في خدمة تراب الوطن. المجد والخلود لشهداء الأمة العربية المجيدة جميعا والمجد والخلود لشهداء الجيش الأردني الأبطال الذين بذلوا دمهم رخيصا قانيا مخضبا في اللطرون وباب الواد والكرامة وجنين والخليل ونابلس والأغوار وكل تراب فلسطين. وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر".
ومن الجدير بالذكر بأن مجموع خريجين كلية الطب للعام 2018/2019 قد بلغ (269) طالبةً وطالباً، وبلغت نسبة الطلبة الذكور (124) طالباً ما نسبته (46%)، وعدد الإناث (145) ما نسبته (54%). إضافةً بأن عدد الطلبة الوافدين قد بلغ (21) طالبًة وطالباً من جنسيات عربية وهي فلسطين، والسعودية، والسورية، والعراقية، واليمنية.