رحبت صحف الإمارات بالزيارة التي يبدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم للبلاد، ووصفتها بالتاريخية التي تكتسب أهمية فائقة، في ظل العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين.
وقالت صحيفة "الاتحاد" إن تاريخية الزيارة تنبع من كون الاتحاد السوفيتي الذي كانت روسيا عموده الفقري، لعب دورا بالغ الأهمية في الشرق الأوسط عقب الحرب العالمية الثانية، من خلال مساندة حركات التحرر في البلدان العربية، ومن خلال جهود التنمية فيها. ولا ننسى المواقف السوفيتية من قضايا كسر احتكار الغرب وتوريد الأسلحة إلى البلدان العربية، ومعركة تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي على مصر.. إلخ.
واعتبرت الصحيفة أن نموذج الأحادية القطبية الذي روج البعض لاستمراره عقدا كاملا من الزمن، بدأ يتآكل باستعادة روسيا قوتها اعتبارا من مطلع القرن تحت قيادة الرئيس بوتين الذي استطاع إعادة روسيا إلى موقع قيادي في النظام الدولي، كما تبدى ذلك في أزمات إقليمية وعالمية، من جورجيا وأوكرانيا إلى سوريا حيث باتت موسكو صاحبة الكلمة الأولى في الصراع.
وأضافت: "لا ننسى أن الموقف الروسي الراهن من قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، ومن الحفاظ على الدولة الوطنية العربية، يكاد يتطابق مع المواقف العربية الرسمية".
أما صحيفة "الوطن" الإماراتية فقالت: "يبحث الرئيس الروسي خلال الزيارة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآليات تنميتها وتعزيزها في المجالات المختلفة، إضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك".
وتابعت: "تأتي زيارة الرئيس بوتين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار الشراكة الاستراتيجية التي وقعها البلدان خلال شهر يونيو العام الماضي لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف القطاعات الحيوية".
واعتبرت صحيفة "البيان" أن زيارة بوتين الثانية إلى الإمارات منذ العام 2007 تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية، التي وقعها البلدان، خلال يونيو العام الماضي، لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف القطاعات الحيوية، كما تأتي في ظروف دقيقة تمر بها المنطقة العربية عموما والخليج خصوصاً.
وذكرت أن بوتين استبق الزيارة بمقابلة إعلامية شاملة ذكر خلالها: "لن أكشف سرا كبيرا إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك لما له فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها".
وأشارت إلى أن بوتين يسعى خلال الزيارة إلى رفع درجة التعاون الاقتصادي مع الإمارات بحكم ما يملكه البلدان من إمكانات اقتصادية ضخمة جدا.
وقالت إن التنسيق بين البلدين تجلى في التعاون الفضائي بوصول أول رائد فضاء عربي إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وهو هزاع المنصوري، الذي قضى خلالها 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، ضمن بعثة فضاء روسية وبمركبة روسية.
وختمت قائلة إن "زيارة بوتين حبلى بالملفات والمعطيات التي ستكون على طاولة النقاش بين واحدة من الدول العظمى، التي تحمل حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ودولة خليجية شرق أوسطية لم يعد للمستحيل معنى في قاموسها، في ظل قيادة خاضت الصعاب حتى وصلت بأحلام شعبها الفضاء، وعينها على المريخ".