نيروز الاخبارية: في اليوم الثامن من احتجاجات لبنان، لا يزال المشهد مشابها ليومها الأول، رغم انخفاض حدة التظاهرات في معظم أرجاء البلاد بفعل هطول الأمطار، ومحاولات الجيش المتكررة لفتح الطرقات.
وعمل الجيش اليوم الخميس أيضا على فتح بعض الطرقات في البلاد، وأدى الاحتكاك بين المحتجين وعناصر الجيش في منطقة صيدا جنوب لبنان إلى جرح شخص.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن "أحد المحتجين أصيب في عملية تدافع وكر وفر بين المتظاهرين وعناصر الجيش خلال محاولتهم فتح طريق الأولي عند مدخل صيدا، وعمل عناصر من الصليب الأحمر اللبناني على نقل المصاب إلى المستشفى للمعالجة".
وكان الجيش أعلن أمس، أنه يقف إلى جانب اللبنانيين في مطالبهم الحياتية المحقة، مؤكدا "التزامه بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي، بعيدا عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالهم للقيام بأعمال شغب".
وأفاد مراسلنا في لبنان بإصابة عدد من المواطنين في شجار بين مناصري التيار الوطني الحر (حزب رئيس الجمهورية) والمحتجين في بلدة مزرعة يشوع شمالي العاصمة اللبنانية بيروت.
في غضون ذلك، مازال المحتجون يقطعون معظم الطرقات الرئيسية، ما تسبب بحالة شلل جزئي في البلاد، حيث أغلقت المدارس والإدارات العامة والمؤسسات الخاصة.
وقالت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن إن "قيادة قوى الأمن الداخلي، تعمل للحفاظ على سلامة المواطنين والمتظاهرين في آن معا، ومنع الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة"، مشددة في حديث إلى "الشرق الأوسط" على أن "الحل ليس بالأمن، إنما بالسياسة".
ويترقب اللبنانيون ظهر اليوم كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، التي سيتحدث فيها عن آخر التطورات في البلاد.
وأرجأ رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الداعم للاحتجاجات، مؤتمره الصحفي الذي كان مقررا اليوم إلى موعد لاحق، في وقت أفادت صحيفة "الجمهورية" بأن "رئيس الحكومة سعد الحريري تبلغ من وفد الحزب الاشتراكي الذي زاره أمس، أن وزراء الحزب يستعدون للتقدم باستقالتهم من الحكومة، لكنهم يرفضون أن تكون الخطوة منفردة، ودعوه إلى خطوة مماثلة على قاعدة تشكيل حكومة توحي بالثقة لإخراج اللبنانيين من الشوارع".
وعلى صعيد آخر، أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان احتضانه مطالب الشعب اللبناني، مناشدا الدولة التضامن مع هذه المطالب المحقة وتحقيقها بأسرع وقت، كما أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تضامنه مع المحتجين، داعيا السلطات اللبنانية إلى اتخاذ خطوات جدية وشجاعة لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة.