يبدو أن الكلمات فقدت معناها، وسيل المقالات والتقارير التي حاولت وضع اليد على جرح الكرة الأردنية لم تصل إلى أصحاب القرار، ولا حتى نداءات جمهور النشامى بالأمس على مدرجات ستاد الملك عبد الله في القويسمة بالإنجليزية Vital out لم يصل صداها إلى المنصة حيث يجلس طاقم الاتحاد الكروي المسؤول عن كل ما جرى ويجري حاليا.
بالأمس كان المنتخب الأردني يضيع فرصة سانحة للإنقضاض على صدارة مجموعته بالتصفيات المزدوجة لكأس آسيا 2023 ومونديال قطر 2022، خاصة وأنه واجه شبح منتخب استراليا الذي نعرفه جيدا من خلال 5 مواجهات سابقة، كان لنا نصيب الفوز في 3 منها، فكان مدرب المنتخب فيتال النقطة السوداء الوحيدة في المباراة، بعد فلسفته الزائدة وتحجره خلف آرائه بالدخول بتشكيلة ضعيفة، ارتكز فيها على الدفاع خوفا من الخسارة، وبحثا عن النقطة التي كان يعتبرها إنجازاً بالنسبة له
لن نتحدث فنيا، فالحديث يبدو أنه لم يعد يجدي، فالأزمة إدارية من الأساس، حيث من الواضح أن القائمين على الكرة الأردنية، يعيشون في عالم آخر، ويصمون آذانهم عن الاستماع للنصائح، كما يصمونها عن الانتقادات، بل ويكابرون ويعاندون كما حدث مع تجديد عقد فيتال ومضاعفة راتبه ومكافأته، رغم أدائه الهزيل في التصفيات، وعدم تحقيق الطموحات بالظهور القوي وتحقيق الفوز المقنع على الفرق الضعيفة قبل القوية.
المصائب بدأت بقرار تأجيل دوري المحترفين لمدة تصل إلى نصف عام، لسبب عجيب وهو السير مع الأجندة الأسيوية التي لا يطبقها سوى الاتحاد الياباني وبعض الاتحادات القريبة منه، في حين أن الموسم الكروي في جميع العالم يبدأ في شهر آب/أغسطس، وينتهي في مايو/أيار، ومع هذه التوقيتات العالمية تسير الأجندة العالمية.
قرار تجميد البطولات الأردنية كلف الجزيرة الخروج من قبل نهائي كأس الاتحاد الآسيوي ومن بعده شباب الأردن من بطولة الأندية العربية، بسبب ضعف جاهزية الفريقين وندرة الاحتكاك وافتقار اللاعبين للياقة المباريات والتنافس، كما دمر صناديق الأندية التي هجرها لاعبوها ومدربوها، بل ومارس بعضهم مهنا يدوية بعد توقف التدريبات وانقطاع الرواتب لهذه الفترة الطويلة.
لن نحمل فيتال وحده مسؤولية ما حدث للنشامى، فالمسؤولية يتحملها الاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي جلس في برج عاجي، وعزل نفسه بجدران زجاجية، ويكتفي برؤية المعبد وهو ينهار، دون أن يزعج نفسه بسماع صريخ الضحايا.
باعتقادي على الاتحاد أن يغير جلده، ويمنح الخبراء والمتخصيين الفرصة لإصلاح ما أفسدته القرارات الخاطئة السابقة، ووضع عودة الموسم الكروي أولوية بالسرعة الممكنة، والخروج من هذه الأزمة التي أوصلت الكرة الأردنية لهذه الحالة المزرية على كافة الصعد.