نيروز الاخبارية : بدأ الفنان والكاتب الصحفي ناصرعبدالحفيظ كتابة مجموعته القصصية الجديدة (باب الجنة) وننفرد بنشر حكاية " السيدة العجوز" والتي جاء فيها " عجوز تتخطى العقود السبع من الغريب انها إستطاعت أن تتحرك بعكازها لركوب الباص لم التفت إليها وقت ركوبي لكنها بصوت ملائكي وبطبقة منخفضه كانت تطلب من السائق الوقوف في المحطه المقبله ضجيج الحوارات الجانبية بين الركاب مع صوت المذياع جعل طلبها يختنق سمعتها لاني منذ طفولتي وأنا أفتقد إلى هذه الطبقة والنوعية من الصوت فبادرتها لأتاكد : هل تودين النزول في المحطة المقبلة يا أمي! أومأت برأسها إيجابا و التقطت أنفاسها لتحاول الإجابة كنت قد إستخدمت طبقة مستعاره لم أستخدمها منذ أن كنت ألهو طفلأ في حدائقنا لأنادي على من هم في الجانب الآخر البعيد صوتي جعل الصمت يخيم ماتت حوارات الركاب الجانبية وأغلق السائق مذياعه المزعج وبردة فعل عصبية : حضرتك نازل المحطة الجاية مش تقول من بدري إحنا ع الدائري كده الزحمة هتفقل علينا اصبر آخد يميني. كانت جملته كفيله بفتح أفواه الجميع، : السواق عنده حق وتداخل صوت آخر ع الطريق السريع لازم تقول من بدري ياباشا وآخر يقول : عطلونا عن مصالحنا وقفلة طريق سودا علينا قاطعتهم بصوت مستعار آخر من طبقة كما لوكنت رجل أمن : إهدا منك ليه مش أنا اللي هنزل دي الست الحاجه عماله تقول ومحدش سامعها. عاد الصمت الأمن أصوات السيارات حولنا التي تسابق الريح خشية دخول موعد الزحام . هذا هو التوقيت الذي أعشق ترتيب مواعيد عملي به من الحادية عشر نزولي ويمكنني العوده إلى منزلي فجر اليوم الثاني أعرف ويعرفون أن الثانية عشر والواحد ظهرا هي أوقات الذروه التي لايصلح فيها داخل عاصمتنا القاهره العامره الساحره أن تتحرك بين ميادينها وشوارعها وأزقتها في هذا الموضوع آلاف السيارات والاف الدراجات النارية وملايين البشر يتقاطعون خطوطهم في هذا التوقيت في مشهد سيريالي مفجع وممتع ومبدع ومدهش وملئ بالأحداث والمشاعر والتناقضات. كانت العجوز على وشك النزول وسألت السائق وهي تتأهب للنزول كيف لها أن تصل إلى سيارة العاشر! ثوان قليلة تفصلنا عن محطتها ولا أعتقد أن السائق سينتظرني لآخذ بيدها حتى تصل إلى النهر الثاني من الطريق كافة مواعيد عملي التي أقدسها سأتحمل ضريبة التأخر عنها ومعي أسرتي الصغيرة المسؤولة مني دون تفكير طلبت من السائق والركاب أن ينتظروني حتى أوصلها وبصوت رجاء حملتهم مسؤلية ضياع جهدي عمل يومي ولم انتظر الإجابة أخذت بيد السيدة وبدأت رحلة محاولة المرور بين سيارات الطريق السريع وفي يدي سيدة عجوز تتعكز. لم أكن أدرك أن بابا يقفل وبعده عدد لامتناهي من الأبواب تفتح أمامي كان وجه السيدة العجوز يتبسم راضيا وكأنه أخذ بيدي وكأنه يقول بصوت عالي كنت أنا من يأخذ بيدك للطريق فأختر بابا من الأبواب وإمضي، فجأة أغلق الباب على تواصلي مع كل من عرفتهم الركاب من حولي يقلبون أمتعتي ويبحثون في خصوصيات هاتفي وجمل كثيره تمر على شفاههم أصواتهم المتداخله لم تستطع إختراق دائرة تركيزي مع السيدة العجوز التي تخيرت سيارة أخرى واتبعت طريقها الباب مغلق خلفي على قصص وحكايات والأم واوجاع جميعها طويت وبقيت الآن وجهتي تجاه باب من هذه الأبواب........... انتظروا البقية