نيروز الاخبارية :- تعتبر أذربيجان وحدة أذربيجانيين العالم ضرورة تاريخية طبيعية في سياق المصالح الوطنية ومصالح الدولة ، وإن تضامن الأذربيجانيين في العالم عامل أساسي يضمن السلامة الأيديولوجية والوحدة الوطنية للشعب الأذربيجاني بأسره وهو أحد الاتجاهات الرئيسية لسياسة الدولة.
يحتفل الاذربيجانيون بأكثر من 70 بلدا في جميع أنحاء العالم باليوم العالمي لتضامن أذربيجان -31 من ديسمبر - وهو يوم الوحدة العالمية للأمة الأذربيجانية ، ويوم عيد رسمي في أذربيجان تجري فيه الاتصالات مع الأذربيجانيين الذين يعيشون في بلدان مختلفة، مما يخلق التضامن فيما بينهم ،
إن لهذه المناسبة ذكرى عزيزة وخالدة في نفوس كل الاذربيجانيين حيث ترتبط ارتباطا كبيرا باسم الزعيم القومي لشعب أذربيجان الرئيس الاسبق المغفور له حيدر علييف والإنجازات الهامة التي قدمها للمحافظة على هوية ووحدة الشعب الأذربيجاني وله الدور الأكبر في تشكيل الوعي والحس الوطني القومي للشعب الأذربيجاني ، مؤمنا بأن النزعة الاذربيجانية هي الحفاظ على الهوية القومية والقيم القومية المعنوية ، كما وقد قام بتعريف هوية وتاريخ الشعب الأذربيجاني الضارب في أعماق التاريخ ، فهو بحق قد ملأ قلوب جميع أذربيجانيي العالم بمحبة الوطن: " نريد ان يعيش الأذربيجانيون القاطنون في البلدان المختلفة كمواطنين لها، ولا ينسوا جذورهم القومية وهويتهم القومية أبدا. ان هويتنا القومية وجذورنا التاريخية وقيمنا القومية المعنوية وثقافتنا القومية - ادبنا وفنوننا الجميلة وموسيقانا وأشعارنا وأغانينا وتقاليدنا وعاداتنا الشعبية تربط بعضنا بالبعض.
ولد يوم التضامن الأذربيجاني في مدينة ناختشيفان الأذربيجانية في أواخر ديسمبر 1989 أثناء إزالة الحدود بين الاتحاد السوفيتي وإيران ، وقد أعلن في 31 ديسمبر (1991). وفي 16 ديسمبر 1991 فقد أصدر المجلس الاعلى لجمهورية ناختشيفان ذات الحكم الذاتي تحت رئاسة حيدر علييف قرارا ينص على اعتبار يوم 31 ديسمبر من كل عام يوما للتضامن الاذربيجاني العالمي بهدف تعزيز الفكرة الاذربيجانية والوعي الوطني الاذربيجاني وتقوية الروابط بين الشتات الاذربيجانيين ووطنهم التاريخي.
لقد أصبحت تلك المناسبة إحدى الأعياد الوطنية التقليدية التي يحتفل بها الشعب الاذربيجاني كل عام وتلتحم فيها مشاعر الوحدة الوطنية ويتقاسمها كل بيت وشارع في أذربيجان غاب عنه أفراد عائلته أو هجره سكانه قسرا وظلما ، وكل لاجئ ابعدته قسوة الاحتلال ومرارة الظلم واضطرته الايام للعيش خارج وطنه .
لقد عاش الشعب الاذربيجاني لألاف السنين في أراضيهم الأصلية ، فانفصلت أذربيجان وأنفصل بعض الاذربيجانيين عن بعضهم البعض وارتحلوأ ، فمنهم من أرسلو الى المنفى بعيدا بسبب الحروب والصراعات ومنهم من غادر الى بلدان أخرى وشكلوا مجتمعا في بلدان عديدة مثل روسيا وجورجيا وايران وتركيا وأوروبا وأمريكيا بغرض البحث عن عمل أو دراسة ،إن المواطنين الأذربيجانيين الموجودين بالخارج تتوسع وتتطور مواقعهم في الحياة الاجتماعية والسياسة والثقافية والتجارية في البلد المقيم ، ويسهم ذلك وبشكل كبير في تعميم وتعزيز ثقافة أذربيجان على المستوى العالمي ، وإن توسيع علاقة جمهورية أذربيجان الدولية ، ليعزز إطلاع المجتمع العالمي على حقائق أذربيجان ونشر ثقافتها التراثية الغنية ، وإنه وبالرغم من جميع الصعوبات التي واجهها الاذربيجانيون من جراء ابعادهم عن بلادهم الأ انهم دائما حافظوا على هويتهم الوطنية وتقاليدهم وقيمهم الأخلاقية. إن الدولة الأذربيجانية هي بمثابة الارتباط السياسي للأذربيجانيين الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم، وتقدر دائما مشاركتهم في حل التحديات التي يواجهونها ، ولتحقيق ذلك فقد أولي اهتمام كبير لتركيز المجتمعات والروابط العاملة في مناطق مختلفة ، وإقامة روابط روحية - أيديولوجية بين الشعب الاذربيجاني لتعزيز الروابط بين الطوائف وإزالة الحواجز السياسية والنفسية ، وبث روح الوحدة والتضامن لديهم بحيث عكست مدى حب الأذربيجانيين للعمل واستعداهم الثقافي وقدرتهم على التشييد والبناء وجعلهم يسهمون إسهامات كبيرة في الحضارة العالمية .
لقد أحرز الشعب الأذربيجاني انجازات تاريخية هامة تحت قيادة الرئيس إلهام علييف الذي يواصل النهج السياسي للزعيم القومي حيدر علييف في جميع المجالات والتي ترسخ معالم الوحدة والتضامن لدى الشعب الأذربيجاني بالشكل الذي يعزز وحدتهم وعقائدهم ويخدم مصالح بلادهم ،و أكد فخامة الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان على أنه سيتم افتتاح مراكز ثقافية أذربيجانية جديدة في الخارج على غرار تلك الموجودة في كل من موسكو وهيوستن وباريس وتركيا ، وذلك لدعم الجاليات الاذربيجانية في الدول المختلفة.
أذربيجان اليوم لها دور بارز وهام في رسم خطط عالمية في مجال التعاون بين العالم الإسلامي والثقافة العربية وبين شعوب الثقافات الأخرى، باعتبارها بلدا يسود فيه التسامح الديني ، ويزخر بالتعدد الثقافي ، وهي تعتبر من اولى دول الاتحاد السوفياتي التي انضمت الى منظمة التعاون الاسلامي ولعل دعم 155 دولة لأذربيجان في انتخابات عضوية مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة واستضافتها هذا العام لاجتماعات القمة 18 لحركة عدم الانجياز ليعد مؤشرا لاحترام وثقة المجتمع الدولي لأذربيجان .. أن أذربيجان دولة رائدة في المنطقة وعززت مكانتها في العالم خلال فترة وجيزة تحت قيادة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وامتدادا لسياسة الزعيم الوطني حيدر علييف.
يبلغ عدد افراد الجالية الأذربيجانية الموجودة في الاردن عشرات الاشخاص بعضهم من الطلاب ، ومنهم رجال أعمال، ومنهم من تزوج من أردنيين وأقاموا في المملكة الاردنية الهاشمية ، وهم يحتلون المناصب الوظيفية المرموقة ، كما ولهم نشاطات فاعلة ويجتمعون في كل محفل يساندون شعبهم وبلادهم ، وينعمون بالأمن والحرية في بلدهم الثاني بلد الامن والامان المملكة الاردنية الهاشمية.
يرأس الجالية الأذربيجانية في الاردن سعادة السفير راسم رضاييف ولديه باع كبير في تعزيز العلاقات الأردنية الأذربيجانية بحضارتهما وثقافتهما العريقة لا سيما وانه يوجد روابط أخوة وصداقة بين قادة البلدين ، ومن الجدير بالذكر فقد قام جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية بزيارة رسمية في مطلع هذا الشهر لجمهورية أذربيجان بدعوة من فخامة الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان وقد شكلت تلك الزيارة أهمية كبيرة على مسار التعاون الثنائي القائم بين البلدين الشقيقين.
لطالما قامت سفارة أذربيجان باحياء فعالياتها ونشاطات الجالية الاذربيجانية على أرض الاردن الشقيق وفي كل مرة لقيت الدعم والمساندة من كافة الجهات الاردنية الرسمية ، وإن حكومة أذربيجان لتثمن وتقدر موقف الاردن الثابت والعادل لقضيتها مع جمهورية أرمينيا وفقا وتماشيا مع قرارات المنظمات الدولية واحترامه للقوانين الشرعية الدولية بوحدة وسيادة الاراضي الأذربيجانية.
إن سفارة جمهورية أذربيجان في عمان لتحي هذه المناسبة الغالية على قلب الشعب الأذربيجاني بجميع اطيافه لما تحمله هذه الكلمة من معاني وذكريات خالدة في تاريخ نضال أذربيجان ، وتشيد بالدور الفاعل الذي قام به الأذربيجانيين الذين هاجروا من ديارهم في تحرير الأراضي الأذربيجانية المحتلة من قبل جمهورية أرمينيا ، وعادة ما يشارك في هذه المناسبة عددا من ابناء الجالية الأذربيجانية المقيمة لدى المملكة وموظفي السفارة وعدد من الأصدقاء الأردنيين ، وتدعو الأذربيجانيين المقيمين الى التعاضد والتضامن لأجل تخليد سيادة واستقلال أذربيجان ووحدة اراضيه وحقه المصيري في ارضه والأمال والتطلعات كبيرة نحو عودة اللاجئين الى وطنهم يوما ما.
يبلغ عدد اللاجئين من الأراضي الأذربيجانية المحتلة أكثر من مليون شخص مشردين داخل وخارج أذربيجان وتعمل جمهورية أذربيجان جاهدة على حل الصراع الأرميني الأذربيجاني بالطرق السلمية ولا تألوا جهدا في اتباع كافة القنوات الدبلوماسية لايجاد حل لهذه اللأزمة والحصول على دعم المجتمع الدولي لحل قضيتها العادلة ، وقد أكد فخامة الرئيس الهام علييف على حرص جمهورية أذربيجان لتسوية النزاع القائم في إقليم ناغورنو قارباغ بالسبل السلمية وفي ضوء قرارات الأمم المتحدة ، ولا بد من القول هنا بأن جمهورية أذربيجان تهتم اهتماما كبيرا لتوفير الحياة الطبيعية في المنطقة، وتطويرها اقتصاديا وهذا لا يمكن اتمامه الا بتوقف النزاع والتوصل الى حل عادل وثابت ، في ظل التوافق بين الطرفين بالطرق السلمية من اجل تحقيق السلام العادل والدائم والشامل .
" إن قوة أذربيجان والقدرة الخلاقة لشعبنا تخلق الثقة في أننا سنصل لمآربنا التي حددناها. ولكن لازالت هناك قضية أمامنا لم تحل وهي إعادة وحدة أراضينا المغتصبة من قبل القوات العسكرية الأرمينية وعودة اللاجئين والمهجرين إلى أراضيهم الأصلية. وليس لدي أي شك في أننا سنحل هذه المشكلة الصعبة قريبا، وسوف ننهي الاحتلال والظلم القائم أمام أعين العالم أجمع." إن اتحادنا وتضامنا يعد أحد الأمور الواجبة لتقليص الطريق الموصل للنصر والعدل. لذلك إنني أدعو جميع الأذربيجانيين للوحدة وللمساهمة فيما بعد في الدفاع عن حقوق المواطنة للأذربيجانيين المقيمين بالخارج وفي الحفاظ المستمر على منافع دولتنا المستقلة، وفي زيادة نفوذها الدولي.