نيروز الإخبارية : تعهد أحمد صالح الابن الأكبر للرئيس اليمني المغدور، بأن دماء والده "ستكون جحيما يرتد على أذناب إيران"، وقوله "سأقود المعركة حتى طرد آخر حوثي من اليمن" يرشحه بقوة لوراثة زعامة والده.
فدعوة أحمد صالح أنصار الرئيس اليمني السابق "إلى استكمال معركة الوطن ضد الحوثي" واستعادته من جماعة "أنصار الله" اليمنية، بالإضافة إلى تاريخه الحافل، يؤهله ليكون وريثا طبيعيا لأبيه، وزعيما لحزب المؤتمر الشعبي، الذي أسسه الرئيس القتيل علي عبد الله صالح في العام 1982، وظل يتزعمه حتى آخر لحظة في حياته، رغم محاولات الانشقاق، والأهواء التي عصفت بعدد من قياداته وجعلت بعضهم يلتحق بالرئيس عبد ربه منصور هادي.
وفي اللحظة التي تم فيها اغتيال علي عبد الله صالح، في كمين نصبه له جماعة أنصار الله (الحوثيون)، يوم أمس الاثنين، عاد اسم نجله أحمد علي عبد الله صالح، إلى الواجهة، وعلّق أنصار حزب المؤتمر الشعبي وأعضاؤه الآمال عليه لتسلم راية الزعامة وإعادة توحيد الحزب ولمّ شمله.
تاريخ أحمد علي عبد الله صالح وتجربته ومؤهلاته، كلها تذكّيه لخلافة والده على الزعامة كما على قيادة الحزب، فهو كان سفير اليمن من 2013 حتى 2015 لدى الإمارات العربية المتحدة، وقبل ذلك كان قائدا للحرس الجمهوري اليمني طوال 8 سنوات، أي بدءا من 2004 وحتى العام 2012، إلى أن قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بإلغاء الحرس ودمج وحداته بتشكيلات الجيش المختلفة، في محاولة لتفريق القوة المنظمة الأكثر ولاء للرئيس علي عبد الله صالح.
انتخب أحمد علي عبد الله صالح عام 1997 عضوا بمجلس النواب اليمني، ثم قائدا من عام 1999 وحتى العام 2002 لما كان يعرف باسم "القوات الخاصة"، أي قوات النخبة في الجيش اليمني.
لم يكن خافيا للمتابعين تحضير علي عبد الله صالح نجله البكر لخلافته، فالرئيس السابق "كان يرغب دائما بتوريث نجله أحمد رئاسة الجمهورية" طبقا لما اتضح من وثيقة سرّبها موقع "ويكيلكس" وورد فيها أيضا، أن معظم المراقبين، ومعهم المركز الاستخباراتي التابع للسفارة الأمريكية بصنعاء، يشعرون أنه يجري تحضير أحمد ليكون الرئيس القادم خلفاً لأبيه، وهو الذي ترقى سريعا في رتب السلك العسكري حتى وصل إلى رتبة "عميد ركن" بالجيش.
الابن البكر للرئيس السابق، أبصر النور في 25 يوليو/تموز 1972 بصنعاء، وفيها درس مراحل التعليم النظامي، ثم حصل على بكالوريوس إدارة واقتصاد في 1995 من جامعة أمريكية بواشنطن، وبعد 4 سنوات حصل على ماجستير بالعلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان بالأردن، كما تخرج في عام 2006 في كلية الحرب العليا (الأكاديمية العسكرية العليا) وهو متزوج، وأب لولدين، علي وكهلان، إضافة إلى 4 بنات.
ومن المعلومات عنه أيضا، أنه رئيس مجلس إدارة "مؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية للتنمية" والرئيس الفخري لكل من "نادي التلال الرياضي" بعدن، و"جمعية المعاقين حركيا" وكذلك "منظمة إرادة شعب" وأيضا "اتحاد اليمن لكرة القدم" إضافةً إلى "نادي شعب حضرموت الرياضي" وكذلك "نادي اتحاد إب" في مدينة إب، وتعرض في 2004 لمحاولة اغتيال، قام بها ضابط اسمه علي المرائي، فأطلق عليه 8 رصاصات، أصابته بعضها، فسارعوا لنقله إلى "مستشفى الحسين" الأردني بعمان لتلقي العلاج.
وفور مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، طرحت الأسئلة على كل شفة ولسان، داخل اليمن وخارجه، حول اسم خليفته المحتمل للزعامة؟.
وبحسب مراقبين سياسيين، فإن مقتل الرئيس السابق في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقّدة حاليا في البلاد، يضع الشرعية اليمنية أمام تحدٍّ يفرض عليها المبادرة إلى إعادة توحيد صفوف حزب "المؤتمر الشعبي"، وانتخاب قيادة جديدة موحدة له، على اعتبار أنه الحزب الأكثر نفوذا وانتشارا ودراية بشعاب صنعاء والحكم فيها.
ربما يكون من السابق لأوانه البحث عن خليفة للرئيس المقتول غيلة، قبل مواراة جثمانه الثرى، لكن موضوع خلافته على الزعامة يعتبر اليوم أمرا ملحاً، حتى لا يؤدي الفراغ الذي تركه غياب الرئيس السابق، إلى مزيد من الانشقاقات والتفكك والانقسامات، لذلك تعتبر الأوساط اليمنية المطلعة أن المرشح الأوفر حظا لخلافة علي عبد الله صالح، خاصة مع الظروف الحالية، هو نجله الأكبر أحمد، لأن قيادته لحزب المؤتمر "عامل أساسي لضمان بقاء الحزب وتماسكه، والحفاظ على الولاءات القبلية والعسكرية والسياسية التي استقطبها والده خلال تربعه على عرش الرئاسة لما يقارب 35 عاما، وعلى زعامة الحزب لأكثر من ذلك.
المصدر: RT