السيدة التي جسّدت اكثر الشخصيات النسائية العربية المثيرة للجدل في السينما وبقالب نقدي ، خاصة في فترة السبعينات من القرن الماضي والذي وصفها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأنها "ثروة قومية"
قدّمت السيدة فاتن حمامه فيلم " امبراطورية ميم " في العام 1972 بطابع نقدي جميل حَمَلَ في طياته رموزا ً ديمقراطية حيث تم عرضه في مهرجان موسكو للسينما وحصلت من خلاله على جائزة تقديرية من إتحاد النساء السوفيتي ، تبِعته بعد ذلك بفيلم "أُريد حلا ً" في العام 1975 ، حيث وجّهت فيه نقدا ً لاذعا ً لقوانين الزواج والطلاق في مصر ، مما حدا بالحكومة المصرية إلى إلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن ، وبالتالي الى إصدار قانون " الخلع " .
غادرت فاتن حمامه مصر في العام 1966 إلى غير رجعه او هكذا قررت في حينه لاستيائها من تصرفات بعض رجال المخابرات المصريه وعلى رأسهم صلاح نصر ( الذي حوكم بالسجن 15 عاماً بعد نكسة 1967 ) حيث حاول تجنيدها للتجسس على زملائها الفنانين ، فرفضت ذلك وآثرت الخروج ... وبقيت تتنقل ما بين باريس ولندن والمغرب العربي... وكم حاول العديد من كبار الفنانيين المصريين والعرب اقناعها بالعودة كونها تركت فراغاً في السينما المصرية لا يملؤه الا هي .. لكن دون جدوى .. ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب والسيدة ام كلثوم ... وإحسان عبد القدوس وغيرهم الكثير الا ان الموسيقار فريد الاطرش كان قد زارها بلندن في العام 1969 واقنعها هو بالعودة إلى بلدها ومتابعة مسيرتها الفنيه حيث أن الصداقة الكبيرة بينهما كانت لا تسمح لها بأن ترفض له طلباً ... وابعد من ذلك فقد وقع معها عقداً للوقوف امامه في فيلمه" الحب الكبير" الذي لعبت دور البطولة فيه وتم إخراجه بالكامل في بيروت في العام 1970 وكان أول أفلامها بعد عودتها من أوروبا ... وروي عن الصحفي مفيد فوزي قوله ان لا احد من الفنانيين المصريين اهتم بالشأن العام كالممثلة فاتن حمامه ... نالت العديد من الجوائز والاوسمة طيلة حياتها الفنية واستحقت بجدارة لقب " سيدة الشاشة العربية" .
ولدت السيدة فاتن حمامة في 27/5/1931 ... ورحلت عن عالمنا في 17/1/2015 .... ورصيدها ٩٤ فيلما ً بالسينما المصرية .