في إحدى الأيام، كان ولد فقير يبيع سلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه..!!
لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه، ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة، فبدلا من أن يطلب وجبة طعام، طلب أن يشرب الماء..
وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من اللبن، فشربه ببطء وسألها : بكم أدين لك..؟؟
فأجابته : لا تدين لي بشيء..!!
لقد علمتنا والدتنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير..
فقال : أشكرك من قلبي ،وعندما غادر المنزل، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط، بل إن إيمانه بالله وبالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان يائساً..!!
بعد سنوات، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير، مما أربك الأطباء المحليين، فأرسلوها لمستشفى المدينة، حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر..........!!
وقد أستدعي أشهر الأطباء للاستشارة الطبية..
وعندما سمع إسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب، وأنتفض في الحال عابراً المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها..
وهو مرتديا الزي الطبي، لرؤية تلك المريضة، وعرفها بمجرد أن رآها، فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء، عاقداً العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها، ومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماما خاصا بحالتها، وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه، وطلب الدكتور كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها، فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة..
كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد ثمن هذه الفاتورة..!!
أخيراً.. نظرت إليها، وأثار إنتباهها تلك الكلمات :
مدفوعة بالكامل بكأس من اللبن..
" التوقيع : الدكتور هوارد كيلي.."
إغرورقت عيناها بدموع الفرح، وصلى قلبها بهذه الكلمات : شكرا لك يا إلهي، بفيض حبك ولطفك الغامر، الممتد عبر قلوب وأيادي البشر..
فلا تبخلوا بفعل الخير والاحسان وتذكروا الحياة دين ووفاء،والمعروف يبقى، والوفاء لا يضيع،
وصنائع الخير ترجع لأصحابها وإن طال الزمن، وعند الله لا يضيع مثقال ذرة..
"اللهم إجعلنا من أهل المعروف وأهل الوفاء وإجعلنا من صناع الخير"