يصادف يوم الأحد التاسع من شباط 2020م، الذكرى الحادية والعشرون ليوم الوفاء والبيعة، ذكرى الوفاء للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب االله ثراه، والبيعة للملك عبداالله الثاني ابن الحسين الذي تسلم سلطاته الدستورية في السابع من شباط عام 1999 ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية.
في عصر ذلك اليوم وأمام مجلس الأمة، أقسم جلالة الملك عبداالله الثاني اليمين الدستورية متولياً أمانة المسؤولية مستعيناً باالله عز وجل على المضي قدماً لمواصلة المسيرة الهاشمية المظفرة، وتعزيز ما بناه الآباء والأجداد الذين قدموا الغالي والنفيس والتضحيات الجسام في سبيل رفعة هذا الوطن ومنعته، وفي سبيل أن تبقى الرايات خفاقة والهامات عالية لا تنحني الا اكان الالتزام بالنهج الهاشمي القائم على العقيدة الإسلامية السمحة، والانتماء للأمة العربية، والسير على خطى الراحل العظيم الملك الباني جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال - طيب االله ثراه - برؤى وبثوابت معاصرة، وبأستشراف المستقبل ثوابت راسخة، انتهجها جلالة الملك عبداالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية.
حقّقَ الأردن ولم يزلْ في عهد جلالته خطوات رائدة في مختلف المجالات، سواء في المجالات السياسية أم الاقتصادية أم في مجال الصحّة والتعليم، كما أصبحَ الأردنّ بلدًا يُشار إليه بالبنان في وسطيّته واعتداله، دون أن يتنازل أبدًا عن قيم الثورة العربيّة الكبرى، فالهاشميّون منذ أن أخذوا أمانة حمل الراية، لم يتوانَوْا أبدًا في إثبات عروبة الأراضي العربيّة من المحيط إلى الخليج، خصوصًا فيما يتعلّق بملف القدس والأراضي المحتلّة، فالأردن بحكم موقعه المتوسط والاستراتيجي، وجد نفسه في مواجهة مختلف الأزمات العربية، التي حرص الملك عبد االله على حماية الأردن وشعبه من أي تبعات سلبية تؤثر عليهم لقد استطاع جلالته برؤيته الثاقبة وقيادته الفذة من قيادة الأردن بكل قوّة، وحمايته من عواصف الحرب والدمار التي أتت على الكثير من الدول، فالأردن اليوم أصبح بمثابة الملاذ الآمن للكثير من العرب، الذين قدموا إليه طالبين الأمن والأمان، وهذا كلّه بفضل القيادة الحكيمة لجلالته الذي لم يتوانَ يومًا عن مهامه تجاه وطنه ودينه وشعبه، فالأردن اليوم أصبح منارة للعلم والمعرفة، كما واكب التطوّر الهائل في جميع المجالات، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أنّ القيادة الحكيمة هي التي تأخذ بيد الوطن إلى بر الأمان.
وفيما يتعلق بصفقة القرن المزعومة فقد كان موقف جلالته من هذه الصفقة واضحاً وصريحاً ورافضاً لها رفضاً قاطعاً جملة وتفصيلاً خصوصاً فيما يتعلق بالقدس الشرقية وسحب الوصاية عليها من العائلة الهاشمية. وقد أكد جلالته في أكثر من مناسبة ضرورة حل الدولتين والتمسك بقرارات الشرعية الدولية، لا سيما المتعلقة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وتحقيق السلام الدائم بما يضمن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.