هل هناك أكثر من الورد يودع بها المحجورين في فنادق العزل ، قولوا لي هل هناك جيش في العالم يوزع الورد على النزلاء بعدما إستقبلهم ونقلهم في باصات حديثة إلى فنادق فخمى ووقف على حراستهم أسابيع ..
يستقبلون الناس بالإبتسامات رغم تعبهم ، ويسهرون على راحتهم طواقم من الخدمات الطبية ، ويحجزون أنفسهم معهم في سبيل راحتهم .. ويودعونهم بالورد وبأياديهم التي تلّوح لهم بأن يحفظكم الله وأن تعذرونا من تقصيرنا لكم .. هل هناك جيش غير الجيش العربي يفعل ذلك وبتوجيه ملك هاشمي فتح بيته لكل لاجئ ونازح ولكل محتاج ولكل فارّ بروحه ..
إنه الأردن يا سادة ، ليس دولة عظمى ولكنه وطن عظيم ، يقطع من لحمه ويطعم ابنائه رغم ضيق ذات اليد، ويقول للعالم أن الإنسان أثمن من الأموال وأن الأرواح أولى من الأرباح ..
رأينا جيوشا ترمي شعوبها بالبراميل المتفجرة وجيشنا يرمينا بالورد والإبتسامات .. جيوش تقصف المساجد والمآذن، وجيشنا تقف مواكب سياراته وتطفئ أنوارها إحتراما لصوت الآذان في إربد .. بربكم ألا يستحقون التحية والقُبل عند كل صباح والدعوة لهم عقب كل صلاة .
أنه الأردن يا سادة صاحب رسالة وقيم ويثبت للعالم أن الأردني أولا .. أنه الجيش العربي يضرب مثالا فريدا بالتفاني وهم يقفون في الشوارع ساعات وأيام ، ويعلّم من يكنزون الأموال والأرباح سدنة الذهب أن أنفقوا ولا تبخلوا فاليوم ينكشف الناس ويبان معدنهم ، وينحسر الأصيل عن المتكلف والمدّعي ..