قبل كل شيء تبقى الصحة والسلامة لابنائنا ولمجتمعنا وبلدناهدفاً اسمى يتقدم على العملية التعليمية مرحليا ولضرورة أحكام، ويتساءل الأهالي والطلبة عن مصير الفصل والعام الدراسي لطلبة الجامعات والمدارس وطلبة التوجيهي، وأظن أن الإدارات التعليمية بمستوياتها في التعليم العالي والعام ووزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم منغمسة بالهم العام وتدرك متطلبات المرحلة وجاهزة لوضع الحلول بما يقنع الجميع بعد انقشاع الأزمة إن شاءالله ، وهنا أضع بعض السيناريوهات المحتملة والتي تعتبر رأيا شخصيا قد يأخذ به صانع القرار أو يقرر غيره لكن من باب تطمين طلبتنا على مستقبلهم قد تكون المقترحات والسناريوهات التالية ممكنه وترضي الجميع:
أولا: بالنسبة للمدارس التعليم عن بعد يسير على ما يرام قد لا يكون بالمستوى المطلوب، لكنه افضل الممكن للحفاظ على الحد الأدنى من التعليم والتواصل مع الطلبة، واعتقد انه لن يكون كافياً، ففي المرحلة القادمة وحسب مدة الإنقطاع مطلوب تمديد الفصل الثاني بفترة مضغوطة لتغطية المناهج للطلبة وإجراء عمليات التقييم المناسبة. ومعنا تقريبا مدة ثلاثة شهور اي الفصل الصيفي نأخذ منه، وبعده يعطى للجميع عطلة حسب ما يتيحه الزمن المتوفر لنبدأ العام الدراسي الجديد على أفضل وجه.
ثانيا: بالنسبة لطلبة التعليم العالي الجامعات والكليات المتوسطة، فالتعليم عن بعد أخذ شوطا كبيرا، كنا خائفين من التجربة في البداية ولكن الأمور تسير على ما يرام، حيث وصلت نسب التعليم الإلكتروني من خلال المنصات الإلكترونية والبرمجيات المتاحة في الجامعات نسب عالية تصل 90% وأكثر في بعض الجامعات، ونعترف أن بعض الجامعات لا تزال دون الحد الأدنى المطلوب لكن الجميع يبذل جهود جباره لإدامة العملية التعليمية وبعض رؤساء الجامعات يتابعون ويحللون ويوجهون بشكل يومي ولساعات متأخرة، وتردهم التقارير يوميا وكذلك وزارة التعليم العالي، وترفع القبعات لأساتذة الجامعات الذين تغلبوا على ذاتهم وحولوا بيوتهم لمنصات تدريس عبر الوسائل الإلكترونية المتاحة، ولا أنسى جهود الجامعات وأخص بالذكر جامعتي البلقاء التطبيقية في توفير التدريب عن بعد للمدرسين لكيفية إستخدام وسائل وبرامج التعليم عن بعد والجهود الجبارة لتدعيم البنية التحتية الرقمية والإلكترونية في توفير الخوادم التي تدعم تواجد ألآف الطلبة في آن واحد، إذا التعليم يسير بنسب متفاوته، وعليه وحسب توقيت العودة للدراسة، فالسيناريو المطروح إعطاء الطلبة شهر أو اكثر للإنتظام وحسب مدة الإنقطاع، وذلك لإعادة دراسة ما فات أو ترسيخ بعض المفاهيم التعليمية لدى الطلبة، وكذلك اختيار طرق التقييم المناسبة للفصل الثاني بطريقة صحيحة تاخذ بعين الإعتبار نوعية التعليم ومصلحة الطلبة، ويبقى الجانب العملي في المقررات، وأقترح أن يخصص له يوم السبت من كل أسبوع بعد العودة للدراسة لتعويض ما فات بحيث لا تحسب ساعاته من العبء الدراسي للطالب للفصول القادمة، ويمكن تعويض الفصل الصيفي أيضا بجعل الدوام أربعة أيام من الأحد إلى الأربعاء كما هو في الجامعات الخاصة، ويمكن إستخدام السبت والخميس لطرح مواد العملي ومواد الصيفي دون حسابها من العبء الدراسي للفصل القادم، وهذا يعني أن أي إضافة للفصل الثاني الحالي سيكون على حساب الصيفي، وهنا إذا كان الوقت لا يزيد عن شهر فيمكن الإبقاء على الصيفي، وإذا استمر التمديد لوقت اكبر فيتم اللجوء لفصل صيفي مكثف أو كما أسلفت.
أما بالنسبة للإمتحانات فيتم ترتيبها من كل جامعة وحسب تقدمها وما حققته في التعليم الإلكتروني، والإقتراحات مفتوحة.
ثالثاً: طلبة التوجيهي، الطلبة وألأهالي متخوفون، لأن الطلبة قد لا يكونوا إستفادوا مما اتيح لهم من التعلم عن بعد، كما هو في الإنتظام أو الإعتماد على الدروس الخصوصية، صحيح أن أمامنا ما يقارب الأربعة أشهر عن إمتحان الشهادة الثانوية العامة التوجيهي، إلا أن الطلبة والأهالي يطالبون ويطمحون بتعويض ما فاتهم في فترة تعطيل الدراسة مع وجود التعليم الإلكتروني، وعليه وحسب تاريخ إنتهاء الأزمة والعودة للدراسة، مطلوب تأجيل موعد إمتحان الثانوية العامة وإتاحة الفرصة للطلبة للإنتظام وتعويض ما فات بوقت مناسب ليكونوا جاهزين لتقديم الإمتحان وإعطاء الجميع فرص متساوية في التعلم والجهوزية للإمتحان.
رابعاً: تبقى بقية الإمتحانات سواء إمتحان الكفاءة أو إمتحان الشهادة الجامعية المتوسطة، فهيئة الإعتماد وإدارة جامعة البلقاء أعلنت أنها ستحدد لاحقاً مواعيدها آخذةً بعين الإعتبار إعطاء الطلبة الوقت الكافي والمناسب للجهوزية للإمتحانات.
خامسا: مشاريع التخرج وخاصة للتخصصات الهندسية والتطبيقية والتي تحتاج لتنفيذ عملي، فتغطى جوانبها النظرية بين الطلبة والمشرفين عن طريق التعليم عن بعد المتاح، ويمكن إستخدام برامج التصميم الإفتراضي وحسب المطلوب والممكن، وإرجاء التنفيذ العملي لحين العودة للدراسة بحيث يخصص له يوم السبت أو الخميس كما اقترحت سابقاً.
سادسا: أما طلبة الدراسات العليا، فيتم تدريس المواد عن بعد كما هو جاري حاليا، وكتابة الرسائل تتم من خلال التواصل عن بعد مع المشرف، والتقييم يمكن عمله عن بعد وكل جامعة تستخدم ما تراه مناسبا من طرق التقييم، وأما الجوانب العملية لرسائل الدرجات العلمية العليا فيتم تأجيلها لحين الإنتظام ويتم ترتيب الأمور مع الجامعات وكليات الدراسات العليا فيها.
سابعا: طلبة كليات الطب، فلها خصوصيتها، وأعتقد أن الجامعات المعنية تنفذ التعليم عن بعد للمواد النظرية، أما العملية والتي لا يمكن التهاون فيها، فيتم تعويضها للطلبة كما أسلفت بالنسبة لإستخدام يوم السبت، أو الخميس، ويبقى الدوام التدريبي أو السريري، فيمكن تعويضه بما تراه عمادات وإدارات الجامعات مناسبا، وقد تكون الفترة الليلية أو المسائية إحدى الحلول، وكذلك التقييم فيتم تنفيذه لاحقا بالطرق المناسبة.
ثامناً: عمليات التغيير واستخدام طرق تدريس وتقييم مختلفة عن ما كان، وكذلك تغيير الروزنامة الجامعية وغيرها من الأمور، مثل عدم إحتساب فترة التوقف عن الدراسة من المدة التي تقرها التشريعات للحصول على الدرجة الجامعية في أيً من مراحلها، كل هذا مطلوب من مجالس الحاكمية في الجامعات ومن وزارة التعليم العالي العمل من الآن على تعديل التشريعات بالسرعة الممكنة لتلبية كافة التغييرات التي تطلبتها الأزمة، وعملية إدامة التعليم.
هذه سيناريوهات نتمنى أن لا نصل لها وأن يعود طلبتنا لدراستهم بأقرب وقت، ولكن ضمن ما هو مطروح من إمكانية إستمرار الأزمة وتعطيل الدراسة فيجب أن نفكر بكل شيء لما فيه مصلحة طلبتنا وبلدنا… .حمى الله الأردن.