أخي العين الأسبق الشيخ محمد إبراهيم ناجي باشا العزام...يوم وفاتك في 17-آذار-2020 سيبقى هو اليوم الأصعب فى حياتي،لقد أحدث رحيلك جرحاً غائراً من القلب أفقدني معه طعم الحياة.في ذلك اليوم فقدت إنسان يستحيل نسيانه.كان رحيله سريعاً وصاعقاً ومفاجئاً، رحلت عنا بدون كلمة أو نظرة وداع.فكان رحيلك أكثر المصائب وجعاً وألماً.
أخي...رحمك الله وعوضنا عن فراقك المبكر بالدنيا بلقاء أبدي في جنة الفردوس.
أخي....لو كان الموت بالإختيار لما كنت الخيار أبداً.فحسرة موتك أماتتني وأنا على قيد الحياة.رحمك الله بقدر شوقي إليك
أخي...إشتقت إليك بحجم إستحالة اللقاء ثانيةً في هذه الدنيا
أخي...مع مرور أيام على فراقك، إلا أنني لا زلت أتخيل أن وفاتك مجرد خبر كاذب وأنك ما زلت على قيد الحياة
أخي...بين لحظة وأخرى أنتظر دخولك علينا، أتخيلك تجلس بيننا كعادتك،تحدثنا ونحدثك. فأبتسم مرة،وأبكي ألف مرة عندما أصحى على حقيقة الموت وقسوة الفراق.
أعذرنا يا أخي...لأننا لم نفتح بيت عزاء.لأننا على يقين تام لو أنه كان هناك وقت ولو باليسير منه قبل وقوع القدر لأمرتنا بذلك.لأننا نعرف مدى حرصك على الوطن والمحافظة على الإنسان.
أخي...لقد سمعناها كثيراً من معزينا.كم كان رحمه يحرص على راحة الناس بحياته، وبحكمة رب العالمين أبى أن يغلبهم حتى في مماته
أخي ...لقد ولدت حراً. وعشت كريماً وفياً،مخلصاً. ورحلت عزيزاً شامخاً
أخي ... لا شك وأنت بدار الحق قد إلتقيت بجدنا الناجي،وعمنا محمد،ووالدنا ابراهيم،وعمنا غازي ، رحمهم الله.أولئك الرجال الرجال الذين سبقوقك بحمل راية العز والفخار وأورثوك رسالتهم الخالدة وحَمَلوك أمانة الإنتماء لثرى الوطن،والولاء لقيادتنا الهاشمية الحكيمة، والمحبة لأبناء الأردن، والتضحية من أجل كرامة الأمة.فكنت أهلاً لها.
***مئوية مؤتمر قم***
أخي ...ها نحن خلفائكم في حمل الراية وبمناسبة مرور 100 عام على إنعقاد مؤتمر قم الذي ترأسه الجد الزعيم الوطني الشيخ (ناجي باشا بن مزيد بن كليب العزام) الذي ولد عام 1873 في قرية حوفا الوسطية وتوفي عام 1937.
وإستضافه في ديوانه ببلدة قم التابعة لناحية الوسطية آنذاك في مثل هذا اليوم قبل 100 عام بتاريخ 06-نيسان-1920 فسُجل في التاريخ على أنه أول مؤتمر على مستوى العالم يُعقد لنُصرة أهلنا في فلسطين
وكان الجد قد إفتتحه بكلمة قال فيها:
"بسم الله الرحمن الرحيم الواحد الأحد والمنتصر لأمة قاتلت من أجل إستقلالها. فكل التهنئة بإعلان إستقلال بلادنا الشامية لصاحب الجلالة الملك فيصل بن الحسين وإلى شعبنا في كل مناطقه السورية.إن الهدف يا مشايخ قضاء عجلون من هذا الإجتماع هو الخروج بقرارات تتضمن الرد السريع على الأعداء الكفار.وقد إتفقنا في سما الروسان على أن يكون الرد بمهاجمة المستوطنات اليهودية في سمخ وبيسان وطبريا والهمة في عشائرنا ورجالنا والله معنا وسيشرح لكم الشيخ كايد المفلح خطة الهجوم التي ستكون في 20 نيسان".
ويُسجل للناجي أنه كان من أوائل الذين تنبهوا للخطر الصهيوني على الأردن وفلسطين حين دعا رجالات العشائر الأردنية ليعقدوا في ديوانه ببلدة قم مؤتمراً وطنياً في 6/ 4/ 1920 حيث إستمر ذلك المؤتمر لمدة 20 دقيقة فقط. وصدرت عنه قرارات هامة منها:مناصرة ثورة الشعب الفلسطيني ودعمها بالمال والسلاح وإعلان الثورة ضد الإنجليز في شرقي الأردن، وكان من نتائج مؤتمر قم معركة تل الثعالب التي حُدد موعدها بتاريخ 20-نيسان-1920 التي قادها الشيخ الشهيد كايد مفلح عبيدات. حيث قدم فيها الشعب الأردني 11 شهيداً هم: الشيخ كايد مفلح عبيدات،وسلطان عبيدات وقفطان عبيدات،وفندي عبيدات،وبلال سالم الحجات ، وسعيد القرعاني ، وزطام القرعان,ومحمد العزام، وثلاثة من مجاهدي حوران وقد اطلق عليها ايضا اسم "يوم سمخ".
لنؤكد لك ولشيوخنا طيب الله ثراكم،بأننا على العهد لن نخلفه،ونحافظ على رايتكم عالية خفاقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.لن نتخلى أبداً عما قضيتم من أجله وحملتوه بكل أمانة وإخلاص ودفعتم من أجله كل غالٍ ونفيس،وتوارثتموه فيما بينكم جيلاً بعد جيل.فكنتم خير من يحمل الأمانة ويصونها
أخي...وفاءً وإخلاصاً منا لتضحياتكم ستبقى رايتكم مرفوعة،وسيبقى ذكركم حياً فينا وفي ذاكرة الأجيال،لن نتهاون ولن نتخاذل في متابعة حمل رايتكم،راية التضحية والإنتصار للوطن تحت راية ملوكنا وأسيادنا آل هاشم الغر الميامين بقيادة مولانا صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني إبن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه
***العزام...عشيرة وطن***
أخي...نطمئنكم بأن عشيرتكم كما عهدتموها عشيرة وطن. فيها رجال صناديد،حكماء أصحاب رأي وأهل مشورة،لن يخذلوكم أبداً،ولن تتغير وجهتهم،ولن يتبدل هواهم. ثوابتهم باقية ومبادئهم حاضرة في كل زمان ومكان.لن يتهاونوا بتأدية واجباتهم تجاه وطنهم وقيادتهم الهاشمية الحكيمة.
شاءت الأقدار أن يكون الإمتحان الصعب في وقت وظرف قاهر يمر فيه الوطن. فكانت عشيرتكم أول عشيرة في المملكة تصاب بمصاب جلل هز مشاعر كل الأردنيين حزناً على رحيلكم،فكانت عشيرتكم على قدر المسؤولية بين فقدان شيخها وزعيمها وعميدها وما يتوجب عليها من إقامة عرس وطني تودعه فيه. وبين مراعاة الوضع الخطير الذي تمر فيه البلاد
وهنا الإختبار الحقيقي بين هذا وذاك.فجاء قرار العشيرة بأنه يتوجب علينا الوفاء لفقيدنا بإنحيازنا للوطن والوقوف إلى جانبه ترجمة لمواقفك الوطنية التي لطالما شهدها القاصي والداني. وأصدرت عشيرتكم يوم وفاتكم وقبل وصول جثمانكم الطاهر إلى ديوان جدكم الناجي ذلك المكان الذي ستودعكم فيه عشيرتكم،بياناً وليس نعياً، تُغلب فيه المصلحة العامة وتلبي فيه نداء الوطن. وقررت بأن تقتصر مراسم وداعكم على الدفن وتقبل العزاء على المقبرة فقط مع أخذ كافة الإحتياطات اللازمة بدون عناق أو مصافحة،وعدم فتح بيت عزاء-مع أننا كنا بأمس الحاجة لعِناق أخ وقريب ومُحب وصديق-لكننا آثرنا التخلي عنها فداءً للوطن وإستجابة منا للإرادة الملكية السامية بتفعيل قانون الدفاع وإلتزاماً بكل ما يصدر عن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية،وحرصاً على أمن الوطن وسلامة المواطنين
رحم الله شيوخنا وأسكنهم فسيح جنانه ... وإنا لله وإنا إليه راجعون