كشفت منظمة حقوقية دولية، عن أن تنظيم «داعش» الإرهابي، استخدم هوة سحيقة شمال شرقي سوريا، لرمي جثث ضحاياه، وطالبت بإجراء تحقيقات لتحديد هوية المفقودين ومعاقبة القتلة.
وقالت «هيومن رايتس ووتش»، في تقرير أصدرته، اليوم، إن «داعش» استخدم «حفرة الهوتة»، كموقع للتخلص من جثث الأشخاص الذين اختطفهم أو احتجزهم.
وأظهر تحقيق أجرته المنظمة، ورحلة طائرة بدون طيار إلى أسفل الحفرة، الحاجة إلى أن تقوم السلطات بتأمين الموقع، واستخراج الرفات البشرية منه، والحفاظ على الأدلة، من أجل الإجراءات الجنائية ضد القتلة.
وتضمن التحقيق بشأن «الهوتة»، مقابلات مع سكان محليين، ومراجعة لمقاطع فيديو سجّلها «داعش»، وتحليلاً لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية، وتوجيه طائرة بدون طيار إلى الحفرة التي يبلغ عمقها 50 متراً.وتذكّر سكان محليون، تهديد عناصر تنظيم «داعش» لهم، بإلقائهم في الهوتة، عندما كان التنظيم يسيطر على منطقة الرقة، حيث قال بعضهم، إنهم شاهدوا جثثاً متناثرة على طول حافة الحفرة.
ويُظهر مقطع فيديو مُسجَّل من «داعش»، ونُشر على «فيسبوك» عام 2014، مجموعة من الرجال يرمون جثتين في الحفرة، تطابقت ملابس الرجلين مع تلك التي يرتديها شخصان يظهران في فيديو آخر، يتم إعدامهما من قبل «داعش».وأشارت المنظمة إلى أن «داعش» سيطر على المنطقة المحيطة بـ «حفرة الهوتة»، 85 كيلومتراً شمال مدينة الرقة، من 2013 إلى 2015، كما عثر على أكثر من 20 مقبرة جماعية في أنحاء سوريا، فيها آلاف الجثث، في مناطق كان يسيطر عليها التنظيم.
من جانبها، قالت سارة كيالي، وهي باحثة سورية في هيومن رايتس ووتش: «حفرة الهوتة، التي كانت ذات يوم موقعاً طبيعياً جميلاً، أصبحت مكاناً للرعب والاقتصاص». واعتبرت أن «فَضْح ما حدث هناك، وفي المقابر الجماعية الأخرى في سوريا، أمر أساسي، لتحديد ما حدث لآلاف الأشخاص الذين أعدمهم داعش، ومحاسبة قتلتهم»