البادية الأردنية- نفذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن إجراءات طارئة لمساعدة مربي المواشي في "انقاذ موسم الصوف والحليب" وتخفيف آثار إجراءات حظر التجول الذي فرض على كافة مدن المملكة درءاً لانتشار فايروس كورونا.
وقام مشروع البادية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والممول من وزارة البيئة/برنامج إعادة تأهيل البادية الأردنية وبالشراكة مع وزارة الزراعة والمؤسسة التعاونية بتزويد ٢٥ جمعية تعاونية بالمعدات الحديثة والتدريب اللازم ما مكنهم من تقديم خدمات جز الصوف لمجتمعات البادية الشمالية والوسطى والجنوبية التي تعتمد على تربية الأغنام كمصدر رئيسي للدخل.
وكانت الحكومة الأردنية قد فرضت حظر تجوال شامل على مستوى المملكة ما أوقف معظم النشاط الاقتصادي. وجاء الحظر في ذروة "موسم حليب الأغنام"، وبالتالي تم إيقاف جميع الأنشطة التي تتم في موسم الربيع بما في ذلك حلب الأغنام، جز الصوف وإنتاج منتجات الحليب مثل الجبن. اثناء الحظر الشامل، ظهرت أنشطة جز الأغنام "في الظل" وتعرض مربو الماشية للاستغلال بأساليب يدوية عالية السعر ومنخفضة الجودة.
بالتنسيق مع الحكومة، نفذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إجراءات مكنت مربي المواشي من حلب الأغنام وجز الصوف ضمن تدابير صحية صارمة. كما تم تدريب أعضاء الجمعيات على مهارات الجز الحديثة والصديقة للحيوان باستخدام الأدوات الكهربائية الحديثة، حيث ساهمت هذه الإجراءات الى تخفيض تكلفة جز الصوف الى أقل من النصف.
وقال مدير جمعية أيادي البادية التعاونية عيادة الشرفات أن الجمعيات التعاونية اعتمدت على أساليب القص اليدوية لسنوات، وهي غير مجدية اقتصاديًا ومكلفة وتؤذي الحيوانات.
وقال: "خلال فترة الإغلاق، تم استغلالنا من قِبل الجزازين الذين يستخدمون المقصات اليدوية التقليدية الذين ضاعفوا التكلفة المعتادة وقدموا خدمة سيئة للغاية حتى تدخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وطبق الأساليب الحديثة لمساعدتنا."
وقام المشروع بتدريب أفراد من المجتمع المحلي في مختلف مناطق البادية على مهارة جز الصوف بإستخدام الماكينات الكهربائية مما ساهم في تقديم خدمات عالية الجودة لعدد أكبر من مربي الماشية وخلق فرص عمل ومصادر دخل جديدة لأبناء البادية.
وتلقى غيث العجيان تدريبا مكثفا على جز الأغنام من خلال المشروع ما مكنه من تقديم هذه الخدمة لمربي المواشي في مجتمعه في أم القطين.
وقال: "على الرغم من أن تربية الأغنام كانت مهنتنا في العائلة لسنوات، إلا أنني لم أتعلم أبدًا كيفية قص الأغنام بشكل صحيح. لقد تدربت لمدة شهر على استخدام المقص الكهربائي، ويمكنني جز صوف الخروف الآن في أقل من دقيقة".
كما درب المشروع مجموعة من السيدات على هذه المهارة الأساسية. انتصار خالد، 18 سنة، تعلمت كيفية استخدام المقص الكهربائي لجز صوف الأغنام والعناية بالحيوانات.
"لقد رعيت الأغنام طوال حياتي، وانا مبسوطة حقًا لرؤية أن الجز لم يعد مؤلمًا للاغنام بعد الآن. كما أن العملية الان أسرع وأنظف ".
كما ساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعملية التوصيل السريع للحليب الطازج من مزارعي الأغنام إلى الجمعيات المنتجة للجبن حيث قام البرنامج بتجديد وتحديث مرافق إنتاج الألبان الخاصة ب ١١ جمعية تعاونية وتزويدها بآلات إنتاج جديدة ومعامل صغيرة لاختبار جودة الحليب قبل التجهيز.
وتراجعت أسعار الحليب الطازج بسبب انخفاض الطلب خلال فترة الإغلاق ما حدا ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم ومتابعة مستمرة من وزير البيئة ووزير الزراعة بالوكالة الدكتور صالح الخرابشة أن طبق اجراءات ساعدت مربي المواشي في توصيل الحليب الطازج إلى الجمعيات التعاونية وبيعه بأسعار عادلة لصنع الجبن.
كما تلقى العاملون بالجمعيات تدريباً على مهارات الأعمال بالإضافة إلى التسويق وكيفية الوصول إلى الأسواق الكبيرة. كما تلقوا تدريبًا عمليًا على أفضل الممارسات لإنتاج الجبن وتخزينه ومراعاة معايير الصحة والنظافة.
ومن الجدير بالذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد ساعد الجمعيات التعاونية أيضًا على تطوير العلامة التجارية لجبن "العواسي" المعروفة بجودتها العالية والموجودة في الأسواق الرئيسية في جميع أنحاء المنطقة.