بقلم المقدم  المتقاعد أحمد السلايطه 

ودعني سلطان وهو إبن أخي بتاريخ 18_12_2019 منتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة برفقة زملائه الشهداء شهداء الواجب محمد الكعابنه ومحمد الهقيش وبدران المومني والذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى على أثر حادث سير مؤسف أثناء الواجب . 

اقول لسلطان 

وداعا يا سلطان .. وداعا ياابني العزيز .. ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ إبنه ابن أخيه حيث كان أقربُ مِن أخٍي لي. على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا يبقى لنا سوى تذكُر الذكريات التي كانت تجمعنا معهُم والدعاء لهم في قبرهم.

دموع صامتة ياسلطان خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى من اصدقائك ومحبيك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، شريط ذكريات اختزلت نحو عشرين عاما من الذكريات القريبة والبعيدة، رحلت عن دنيانا تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، تلقيت نبأ وفاتك ياسلطان المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم اقو على تحملها، والآن نحن لا نملك يا إبن اخي الراحل في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمد برحمته فقيدنا العزيز، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والاسىى بكل هذه المشاعر الفياضة.

رحلت يا سلطان من بينِ كُلِ الملايين، وتركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، مات فلذة كبدي سلطان وسَيموتُ غَيرهُ الكثيرون، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، انه لا باقي سواه والكل سيفنى.

رحمك الله يا ابا سعود لقد ابدعت وامتعت فرحلت قرير العين.. وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.

«إنا لله وإنا اليه راجعون».