تعقد الأمانة العامة " لمنظمة التعاون الإسلامي " يوم الأربعاء 10/ 6/ 2020 عبر تقنية مؤتمرات الفيديو اجتماعا استثنائيا افتراضيا مفتوح العضوية للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية في الدول الأعضاء لمناقشة نوايا إسرائيل المعلنة بضم أجزاء من الضفة الغربية.
لقد تم تأسيس هذه المنظمة على هامش القمة الإسلامية التي عقدت في العاصمة المغربية الرباط في 22/ 9/ 1969 تحت مسمى " منظمة المؤتمر الإسلامي" وغيّر اسمها بعد ذلك إلى" منظمة التعاون الإسلامي "، وجاء تأسيسها ردا على محاولة الصهاينة إحراق المسجد الأقصى في القدس بالعام ذاته، وتعتبر أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة من حيث عدد الحكومات العضوة فيها التي يبلغ عددها 57 دولة تمثل ما يزيد عن 1.6 مليار مسلم، وتصف نفسها بأنها " الصوت الجماعي للعالم الإسلامي"، وتهدف إلى زيادة التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين المسلمين وحل نزاعاتهم والمحافظة على مصالحهم، والدفاع عن شرف وكرامة أمتهم المتمثلة في القدس ومسجدها الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وقبة الصخرة المشرفة؛ فما الذي أنجزته للعرب والمسلمين؟
فمنذ تأسيسها قبل ما يزيد عن نصف قرن فشلت هذه المنظمة في المساهمة في حل المشاكل الهائلة والمتنامية التي تواجه المسلمين، ولم تقدم شيئا يستحق الذكر للقضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى التي أنشئت من أجل الدفاع عنها، وصمتت عندما أهدت أمريكا القدس والجولان لإسرائيل، ولم تفعل شيئا لمناصرة مسلمي الروهينغا، وتجاهلت معاناة الشعب اليمني الذي يذبح وبهجّر ويدمر وطنه بأسلحة وجيوش دول إسلامية، ولم تتدخل في حل الخلافات السنية الشيعية، أو تنتقد محاصرة وتجويع الشعب الإيراني، ولم تعترض على منع ترامب دخول المواطنين من عدد من الدول الإسلامية للولايات المتحدة، وصمتت على تطبيع المزيد من الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل، ولم تنتقد هدر الثروات والفساد والاستبداد وجرائم القتل البشعة التي ارتكبتها وترتكبها بعض الدول العربية والإسلامية ضد شعوبها، واكتفت بدعم دول إسلامية معينة في نزاعها مع دول إسلامية أخرى! لماذا أو مقابل ماذا؟ الشعوب العربية والإسلامية المظلومة المقيدة تعرف الجواب وتشتكي لله، وتسلم أمرها له!
الفلسطينيون يعتبرون المقدسات الإسلامية في القدس ملكا للأمة الإسلامية كلها، ويثمنون دعم الشعوب العربية والإسلامية لهم ولقضيتهم، لكنهم لا يتوقعون خيرا من اجتماع " منظمة التعاون الإسلامي" الذي سيعقد في جدة يوم الأربعاء، لأنه نظم كجزء من استمرار سلسلة خداع الشعوب العربية والإسلامية، وسينتهي ببيان لا يختلف عن بيانات " الإدانة والشجب والاستنكار" الفارغة المعتادة التي تصدرها القمم والمؤتمرات العربية والإسلامية.
الوزراء الذين سيشاركون في المؤتمر لا حول لهم ولا قوة، والنتيجة المتوقعة لمؤتمرهم لن تغير من الأمر شيئا؛ فإسرائيل لا تهتم بهم وبمؤتمراتهم وجعجعتهم، وستضم تلك الأراضي الفلسطينية سواء شاء الحكام العرب والمسلمين أم أبوا؛ إذا وكما يقول الأخوة اللبنانيون .. " مشان شو " .. يعقدون مؤتمرهم هذا؟ لخدمة الأمة؟ أم للتآمر عليها وتمرير " صفقة القرن؟" .