نيروز الإخبارية : نيروز ـ لم يكن يعلم ابراهيم ابو ثريا أن زحفه نحو الحدود سوف يرعبهم حتى الموت، ولم يعلم ابو ثريا ان عجزه كان صغيرا جدا امام عجزهم، فلما عجزوا وضعوا حدا لحياته.
خرج بلا قدميه يواجه ترسانة الاحتلال وقناصته المختبئة في ابراج عسكرية شرق غزة لا يخاف اسلحتهم ولكنهم خافوا زحفه.
زحفه نحوهم وهو يهتف للقدس اعزلا مجردا من كرسيه المتحرك أرعبهم كما أن زحفه الى عامود الكهرباء لتثبيت العلم الفلسطيني كان مرعبا لهم، وزحفه لتلبية نداء القدس كان مرعبا حتى اخترقت جسده رصاصة قناص اسرائيلي، فرصاصة الموت وضعت حدا لأخر عضو بقي حيا في جسده فارتقى شهيدا.
مضى الشاب الثلاثيني المقعد جريحا بعد أن فقد كلتا قدميه في قصف استهدفه مع مجموعة من المواطنين في البريج في العام 2008، مكافحا عمل في غسيل السيارات بعد أن تقطعت به السبل فأحبه كل من عرفه،فلم يمنعه بتر قدميه من المشاركة في المظاهرات الغاضبة نصرة للقدس ولم يشفع له كرسيه المتحرك فحلق عاليا نحو السماء.
اما والدته لم تخف حزنها على رحيل من كان يعيلها ويعيل اسرة مكونة من احد عشر فردا فسلب منها الاحتلال فرحة لم تكتمل فهي لم يتسنى لها ان تفرح به عريسا فتقول: "كان نفسي افرح فيه وازوجه لكن الحمد لله على كل حال بأتمنى من الله ان يزوج ابراهيم من الحور العين في الجنة".
اما ابراهيم الحنون الشجاع المعطاء ترك ورائه جرح غائر لن يندمل كما تقول والدته: "كان شجاع طول عمره بيواجه الاحتلال وقلبه على فلسطين حتى لما راحت رجليه كان يواجه وكان يروح يرفع علم فلسطين على الحدود".
وأكدت أن مطلبه دائما كان ان ينصر كلمة الحق ويحكي للعالم القدس النا مش لليهود لكن رغم كل شيء.
ليس غريبا على جيش الاحتلال الاسرائيلي أن يستهدف ابراهيم ابو ثريا المقعد على كرسيه المتحرك فابو ثريا هدد امنهم بزحفه الى الحدود.
عائد ياغي مدير الاغاثة الطبية أكد أن هذه ليس اول انتهاك لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة وللأطفال فالكل مستهدف وجميع فئات ابناء الشعب الفلسطيني مستهدف من قبل جيش الاحتلال.
وشدد ياغي أن جيش الاحتلال لا يحترم القوانين الدولية ولا يفهم معنى احترام الاشخاص ذوي الاعاقة وحقوقهم ولا يعترف بهذه الحقوق كيف نطلب من جيش احتلال وهو يوميا ينتهجك جميع القوانين الدولية.
"للقدس رايحين شهداء بالملايين" رددها ابو ثريا منذ اعلان ترامب قراره نقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف بدولة اسرائيل واليوم حمل ابو ثريا ليوارى الثرى وتهتف الجماهير من خلف للقدس رايحين شهداء بالملايين.