قالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير، إن مدينة البتراء الأثرية في جنوب الأردن، أصبحت "مدينة أشباح" خالية من الزوار للمرة الأولى بتاريخها، بسبب القيود المفروضة من جراء كورونا.
وقال مفوض سلطة البتراء التنموي والسياحي، سليمان الفراجات، إن "نحو 80% من سكان إقليم البتراء البالغ عددهم نحو 38 ألفا يعتمدون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على السياحة كمصدر دخل لهم".
وتساهم السياحة بحوالى 12 إلى 14% من الناتج المحلي الأردني، ويقدر عدد العاملين في القطاع بنحو 100 ألف شخص، في بلد وصل معدل البطالة فيه إلى نحو 19,3% في الربع الأول من العام الحالي.
ووفق التقرير، فإنه يبدو أن فنادق البتراء الـ45 وغرفها الثلاثة آلاف ستواجه أياما صعبة مع بدء الموسم السياحي.
وقال مدير هيئة تنشيط السياحة، عبد الرزاق عربيات، إنه "بعد أن بلغ دخل قطاع السياحة في الأردن 5,3 مليار دولار في العام الماضي، تراجع إلى حوالى صفر بعد الإغلاقات".
وأوضح عريبات أن لدى الهيئة خططا لإنقاذ الموسم السياحي، منها "تنشيط السياحة الداخلية"، معتبرا أن "النجاح الأردني في احتواء الأزمة يقدم فرصة للترويج للأردن بشكل أفضل في الأشهر المقبلة".
من جهة أخرى، قال نايف هلالات، حارس في موقع البتراء: "للمرة الأولى في حياتي، أرى المكان خاليا هكذا. عادة هناك آلاف السياح. كنا نضطر أحيانا لتنظيم صفوفهم وعملية إدخالهم كي لا يحصل تدافع.. أما الآن فليس هناك غير أصوات العصافير".
وغادر آخر السياح المملكة في 16 مارس، قبل يوم من إقدام السلطات الأردنية على تعليق الرحلات الدولية وغلق المطارات حتى إشعار آخر.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت البتراء مهجورة، وأصبح نحو مئتي دليل سياحي و1500 من أصحاب الرواحل من خيل وحمير وجمال، من سكان وادي موسى، عاطلين عن العمل.
بدوره، لفت الدليل السياحي، نعيم النوافلة (55 عاما)، إلى أن "ما حصل بالنسبة لنا ولسكان هذه المنطقة أشبه بالكارثة. في السابق، كانت أعداد السياح ترتفع وتنخفض بحسب ظروف المنطقة. أما الآن، فلا يوجد سياح نهائيا. هذا أمر لم يحصل من قبل". ويخشى النوافلة أن تتأخر عودة السياح عاما أو عامين وأن "تكون إجراءات السفر المستقبلية منفرة" للسياح، خصوصا "أن أغلبهم من كبار السن والمتقاعدين".
وتعد البتراء المشهورة بعمارتها المنحوتة بالصخور والتي تقع على بعد 225 كلم جنوب عمان، الوجهة المفضلة للسياح الأجانب في الأردن. وقد اختيرت عام 2007 كواحدة من عجائب الدنيا الجديدة. لكنها اليوم أشبه بمدينة أشباح.
وشيدت المدينة الوردية (نسبة لألوان صخورها) في العام 312 ق. م. كعاصمة لمملكة الأنباط العربية القديمة التي سقطت بيد الرومان في العام 106 ق. م.