قلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة/ أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية. 

ما أود أن أقوله بأن عظمة اللقاءات والمواقف والإنجازات المتميزة هي التي تدفع وتفجر طاقات لدى الإنسان ليتحدث عن الإبداعات الثقافية والعلمية في الشأن العالمي والعربي ، وما الإبداعات والإنجازات الثقافية التي تحققت في منتدى الفكر العربي، إلا شاهد على هذه الإنجازات الوطنيه..وما دفعني بشوق وبحرارة زائدة أن أكتب هو ما أبهرنا به معالي الأستاذ الدكتور محمد أبو حمور على ما قدمه من سلسلة من الندوات المتميزة في مواضيعها والتي سلطت الضوء على الشأن الداخلي والإقليمي والدولي ركزت على القضايا الساخنة نتيجة للآثار السلبية لأزمة كورونا والتي تذوقها الحضور وراقت لهم، في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية منها.. وبمشاركة النخب السياسية والاقتصادية والثقافية 

وخبراء عرب يناقشون القضايا الساخنة على الساحة العالمية والعربية والاردنية منها... ومن على منبر منتدى الفكر العربي ، خاصة فيما يتعلق بالمخاطر والآثار السلبية لأزمة كورونا التي إجتاحت العالم بشكل متسارع وفرضت نفسها كعنوان رئيسي للمرحلة القادمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فالجائحه هي دولية واقليمية وعربية وهي شاملة تتناول الحياة بمعانيها المختلفه. 

وعلية فقد نظم منتدى الفكر العربي محاضرة يوم الأربعاء الموافق 8/7/2020‪

بعنوان الاثار الاقتصادية الأولية والمستقبلية لجائحة كورونا

في المنطقة العربية الاقتصاد الاردني أنموذجا... قدمها عطوفة الدكتور عدلي قندح وبمشاركة عدد من عمالقة الفكر والمعرفة وبيوت الخبرة المتخصصين في مجال التحليل الاقتصادي والمالي لأستشرف آثار أزمة كورونا عبر تقنية الاتصال المرئي باستخدام تطبيق زووم (Zoom) وبما يليق بمستوى النوافذ الفكرية لمنتدى الفكر العربي وبأدارة معالي الأستاذ الدكتور محمد أبو حمور الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الذي أدار اللقاء بكل مهنية وحرفية عالية القدر والمستوى الثقافي الذي جمع المقدرة المعرفية والخبرات العملية المميزة ذات النضوج الفكري المعبر عن رقي حضاري وإنساني لمعالي الدكتور أبو حمور أذهل الحضور ممن شاركوا في الاستماع لمحاور هذه المحاضرة وكل الندوات والمؤتمرات التي عقدت في رحاب منتدى الفكر العربي. 

لقد كانت محاور المحاضرة بمثابة إضاءة فكريه للتفسير والتنبوء والتنوير لبعض الزوايا الغامضة لجائحة كورونا واثارها السلبية على مختلف الاقتصاديات العالمية والعربية. فقد سلط المحاضر الدكتور عدلي الضوء على آثار أزمة كورونا وتحدث بلغة علمية فائقة الدقة والبلاغة ، فأحسن التحليل والتصوير والتقيم بلغة الأرقام من خلال إتباع المقارنه لمستوى التأثير على الاقتصاد قبل وبعد أزمة كورونا لأستشراف آثار أزَمة فيروس كورونا بناء على الأحداث التي هي مرآه للواقع الحالي فكانت المحاضرة ذات عناوين غاية في الأهمية والقيمة العلمية عبرت عن المستوى الثقافي عالي القدر والمكانة الرفيعة لهذه الأيقونة الفكرية للدكتور عدلي الذي يعتبر كنز من الكنوز المعرفية في عالم الفضاء العلمي وأدبيات التحليل الاقتصادي والمالي 

فقد سلطت المحاضرة الضوء على كثير من المحاور الرئيسية لأثار أزمة كورونا وخصوصاً على الجانب الاقتصادي العالمي والعربي كون أن الجانب الاقتصادي يمثل القاطرة الرئيسية التي تجر كل القاطرات الأخرى ورائها والتي طالتها الآثار السلبية الكبيرة والخطيرة وأثرت على القطاعات الاقتصادية وبنسب متفاوتة حسب مقدرة كل دولة في مواجهتها اعتماداً على وزنها الاقتصادي والصحي وتعافي بعض الدول من جراء مخاطر هذا الوباء ، حيث تعرض المحاضر إلى الآفاق الاقتصادية العالمية والخسائر التي تعرض لها الاقتصاد العالمي، وكذلك تحدث عن الآفاق الاقتصادية للاقتصاد العربي لعام 2020 و2012 والذي يشكل حوالي 3.1% من الاقتصاد العالمي، وحلل وقيم المحاضر المخاطر المتوقعه لأزمة لكورونا على سوق العمل وتداعيات فيروس كورونا التي إنعكس آثارها على سوق العمل بتسريح الكثير من العمالة مما سيشكل مخاطر اجتماعية في المنظور القريب ، كما ونقاش موضوع المديونية العربية حيث من المتوقع أن يتدهور العجز المالي في المنطقة العربية من 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2019 إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، نتيجة لتراجع الايرادات الضريبية وايرادات النفط وزيادة الانفاق . وأثر كورونا على الاستمار الاجنبي المباشر في الدول العربية وبما تأثرت به التحويلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتناول كذلك أثر كورونا على قطاع السياحة في الدول العربية حيث كان التأثير أقوى على قطاع السياحة والنقل من أكثر قطاعات الاقتصادية تضرراً خلال الأزمة. ونوه أيضا إلى أثر كورونا على السياسة النقدية والبنوك المركزية وعلى اقتصادات دول الخليج. 

وسوق النفط العالمي وقطاع التجارة الخارجية العالمية وأثر ذلك على أسواق الأسهم في الدول العربية. وقال المحاضر الذي افاض في التحليل والتشخيص في تداعيات جائحة كورونا على أن الدول العربية قد اتبعت مجموعة من السياسات المالية والنقدية والمصرفية والاجراءات وحزم الانقاذ لمواجهة تداعيات أزمة كورونا ساهمت في استعادة نشاط الدورة الاقتصادية ولو بشكل جزئي وتدريجي، كما تحدث عن الاقتصاد الاردني كيف واجه الأردن مخاطر هذه الجائحة التي رتبت علية أزمة اقتصادية غير مسبوقة نتيجة اندلاع جائحة فيروس كورونا والتدابير اللازمة لاحتواءه وأشاد بمستوى الإنجازات المقدمة من الحكومة الأردنية والدعم المتواصل من جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين لإنجاح جهود الحكومة في هذا الخصوص ، منوه إلى الآفاق المستقبلية للاقتصاد الاردني 2020‪،الذي يحمل مؤشرات تدل على تدهورت حالة الاقتصاد الاردني الكلي في المدى القريب بشكل كبير.حيث من المتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 3.4%، كما وأشار بأن الحكومة الأردنية اتخذت عدة إجراءات وبرامج من خلال البنك المركزي الأردني فعلى صعيد القطاع المصرفي، فقد اتخذ البنك المركزي الأردني إجراءات احترازية كبيرة وفعالة خلال الآونة الأخيرة لاحتواء الآثار السلبية لجائحة كورونا على الاقتصاد الوطني، التي تم تحقيقها بالتعاون مع البنوك في المملكة، ومن أهم هذه الإجراءات تخفيض أسعار الفائدة على أدوات السياسة النقدية. وقد كشفت محاور المحاضرة الضوء بأن هناك خلل ومخاطر على الأداء الاقتصادي تمثل ذلك بتراجع مستويات النمو وتدني مستوى فرص الاستثمار وتزايد نسب البطالة والفقر وغيرها من الأمور ذات الأثر السلبي على معيشة الإنسان وتحقيق تطلعاته المستقبلية التي تلاشت نتيجة التأثيرات التي أحدثها وباء كورونا ومن أهمها التأثيرات الاقتصادية، لذلك لا بد من العمل بتكاتف وتعاون الجميع لتحقيق مرحلة النهوض من حالة الشلل الاقتصادي ومن حالة الإغماء الاجتماعي الذي أصاب العالم أجمع، وقد دار نقاش بين المشاركين والمحاضر أثروا المحاضرة بمداخلاتهم القيمة وأضافوا معلومات وازنه لمضمون المحاضرة عبرت عن المستوى الثقافي العالي لأصحاب المعالي والعطوفةِ والسعادة الذين كانت في مداخلاتهم الكثير من تحليل وجهات النظر وتركيب المفردات من خلال الحوار الراقي برقي مستوياتهم الفكرية والأخلاقية، مما أضاف قيمة إضافية لجوهر المحاضرة، حيث أكد المشاركون بأن المحاضرة ذات قيمة عالية القدر والمدعومة بالأرقام حيث طرحوا من خلال مناقشاتهم حلول ومقترحات متعددة لتحسين ظروف الإنتاج والتقليل من كلف الإنتاج والتسويق والتصدير والتخفيف من الرسوم الجمركية والضرائب والعمل على تشجيع الاستثمار الأجنبي من خلال تبسيط الأجراءات تجنبا لأي معيقات تقلل من فرص الاستثمار. 

وهناك قلق أيضا على مستوى العالم  على الامن الغذائي العالمي بعد أن عطل فيروس كوروناحركة الإنتاج بكافة القطاعات لا سيما الزراعي.فخطورة هذا المرض آتية من كونه أصبح عالمياً، فتسببّ في إيقاف عجلة الاقتصاد، وإيقاع غالبية دول العالم في حالةٍ مُفاجئة من الركود، فضرب قطاعات الطيران والسياحة والصناعة والتجارة العالمية في مقتل، وأوقف النمو الاقتصادي، وفاقم مشكلة البطالة، وشلّ الوضع الزراعي وإشكاليات الأمن الغذائي العربي وهذا كان موضوع لمحاضرة سابقة عقدت في رحاب منتدى الفكر العربي كان فارسها المستشار الاقتصادي الدكتور حميد الجُميلي من دولة العراق ، إيمانا معالي الأستاذ الدكتور محمد أبو حمور بأن الثقافة المعرفية يجب أن تكون عابرة للجغرافيا النخبوية لتعريف برموز ورجالات الوطن الذين كان لهم إسهامات كبيرة في بناء أركان الوطن كلاً من على منبرة وحسب قدراته في عصرة في كافة المجالات الإبداعية والتي ما زال آثارها بارزه نتغنى بها في كل الدواوين الأدبية فهذه هي القلوب الطيبه التي كانت تعطي كل الاشياء لوطنها بدون مقابل ، هي بطبيعتها يتواجد داخلها الإحساس وتشعر بألم وأحزان غيرها ويؤلمها أن تراهم يعانون ويحتاجون. لذلك تشاركهم هذه المشاعر وكأنها هي من تعاني هذه الآلام وتبكي وتحزن وتدمع عيونها فكانت لديها القدرة الفائقة على استشراف المستقبل من خلال استقراء واقع الأمة وظروفها وما يحاك ضدها من قوى الشر .. وهم الذين كانوا يحملون هم الأمة ويسعون لتجميل صورتها واعطاؤها رونقاً يليق بها من خلال نشر ثقافتها وثوابتها الدينية والأخلاقية والإنسانية لكي تبقي أمه يشار اليها بالبنان لعظمة إنجازاتها ورايتها كانت عالية بعلو مجد قيادتها.... 

أما أنتم فرسان ورواد المنتدى العربي ممثلين بفارسكم معالي الدكتور محمد أبو حمور بحق إنكم من الجنود الذين يعملون بصمت لإعلاء شأن الوطن العربي وثقافته بفكركم العميق الناضج ايمانا منكم بأن الأوطان لا تحمى فقط بالجيوش وإنما تحمى أيضا بالفكر الناضج السوي الذي يهذب ويعلم ويطور فالأمم ترتقي بعلمها وثقافتها وبرجالها الشرفاء الأتقياء ، عنوانكم الثقافي أن المستقبل لن تبنية الأيدي المرتعشة ،لذلك جاءت أولويات مهامكم بأن الوطن بحاجة إلى ثورة تنويرية تربوية وسياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية تعيد توازن القوى لقطاعاته المتنوعة اعتقادا منكم أيضا بأنه إذ لم تتغير الثقافة لن يتغير السلوك للأفراد صغار وكبار، ودولا ومنظمات....نعم هؤلاء هم المفكرين والعلماء الإجلاء الذين يعملون دون أن ينتظروا وساماً ومكافأة نهاية الخدمة وإنما دافعهم هو العمل لنشر ثقافة الحوار وثقافة التمايز التي ينهض بها المجتمع بالإضافة إلى ارتفاع منسوب جينات الإنتماء والولاء والوفاء لمبادئهم والي الثوابت الوطنية والدينية والأخلاقية لديهم. 

هكذا وجدنا في لوائح منتدى الفكر العربي النصوص التوجيهية التي تركز على تجذير الثقافة العربية في نفوس أبنائنا والارتقاء بمستوى الوعي السياسي والاقتصادي والإنساني لدى كافة فئات المجتمع، فالمجتمع بحاجة للسيف والقلم معا لكي نحقق النهضة لأمتنا ونخرج من كابوس اليتم الذي فرضه علينا الإستعمار بكل وسائله القذرة. فأنتم تمثلوا فعلا أحسن الفسائل الشجرية للتطعيم الذي يُعد من أهم الطرق لتحسين النباتات وتقويتها وتحسين مواصفاتها، فنلجأ إلية لإكثار أنواع وأصناف أكثر ذات مواصفات جيدة وعالية الإنتاجية، وخالية من الأمراض، والتي لا يمكن إكثارها بالعُقل أو من خلال طرق الإكثار الخضري فالمقصود من هذا التعبير هنا هو إجراء التغيير في الصفات أو السلوكيات المعينة في كائن ما لأسباب مختلفة تقتضيها رفعة الوطن وتقدمه بأعادة بناء الثقافة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمواطن الأردني والعربي على أسس محدثه تشمل القيم المدنية والديموقراطيه من خلال وسائل ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية مثل ، الأسرة وجماعات الرفاق ، والمدرسة ، والمؤسسات الدينيه ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني ، والأحزاب السياسية على أسس تعزّز المواطنة وقيم العدالة والمساواة واحترام الآخر ، وسيادة القانون وغير ذلك من القيم التي تتماشى مع مفهوم المجتمع المدني الذي يقود الي بناء الدولة المدنية وهذه العناوين الرئيسية وجدناه في جميع فعاليات المنتدى الذي يُعد رافعة من روافع البناء والتحديث وخاصة عندما يكون ذلك في بناء العقول والأفكار وتطوير الأداء لمؤسسات التعليم لنشر ثقافة التميز للأرتقاء بكافة مكونات العملية التعليمية والتربوية باعتبار أن التعليم يعد أحد عناوين النهضة لأي أمة من الأمم والشعوب. من هنا نرى بأنه لا مندوحة من الأشاره لأهتمام لأدارة المنتدى والتي تثمن دوما الجانب الثقافي كمعلم بارز في الساحة الثقافية محليا وعربيا وأقليميا ودوليا رغم كل المعوقات التي لاتخفى على المتابعين في ظل هذه الظروف الصعبة ، لذلك نقول وكما هو الحال بأن الحقول تتجدد ثمارها و يزداد نضوجها اعتمادا على نوعية البذار الطيب وأحيانا بما تُطعم به من فسائل عالية الجودة ، فأن الثقافة بحاجة إلى فكر إبداعي وعميق يطهرها من أوجاعها ويعيد لها الحياة من جديد وهذا مالمسنا بحق من الدور الذي يقوم به معالي أبو حمور أمين عام منتدى الفكر العربي وزملاؤه من أهل الفكر العميق الكرم ومن أهل الأرث الحضاري والفكر والإبداع الذين دائماً تزهو بهم منصات ومنابر منتدى الفكر العربي الذي يستمد كينونته من الرعاية الفكرية الموزونه بفكر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال فعلى المنتدى درجات ودرجات من هالات المجد بفضل الرعاية والاهتمام من سمو الأمير الحسن طول الله بعمره، وكذلك ارتقى المنتدى بفضل الإدارة المميزة لمعالي الدكتور محمد أبو حمور لإعادة النبض لثقافتنا العربية وقيمنا الإسلامية والعمل على المحافظة على الإرث النهضوي الذي قام به آباءنا وأجدادنا. 

هكذا هو معالي الأستاذ الدكتور محمد أبو حمور عرفناه كما عرفنا الشجرة من ثمارها، وكما عرفنا العيد من طلة الهلال، وكما عرفنا الأنهار العذبة من أسراب الطيور تحوم حولها لسد عطشها الشديد ذلك هو فارسنا عرفناه لأنه يحمل القيم والأصالة والمجد عرفناه من خلال نجوميته العالية في فضاء المعرفة المهنية لعملة ومستوى الأداء في العمل، حيث وضع المنتدى ضمن المنتديات العالمية في التنافس على النجومية في عالم المعرفة والفكر التي تعتبر  إرث ثقافي، وكنز حضاري مطلوب منا جميعاً المحافظة عليه.

مقدماً من خلال منبر منتدى الفكر العربي خالص مودتي ومحبتي وتقديري للأخوه الأفاضل الذين شاركوا في هذه المحاضرة وأثروها بمدخلاتهم القيمة المضافة بالمعلومات والحوار الراقي برقي أخلاقهم وثقافتهم الناضجة التي انعكست على جو المحاضرة فزادتها رونقاً وجمالاً... 

متمنياً أن يبقى المنتدى مركز إشعاع ثقافي وحضاري وإرث أردني وعربي عريق نتفاخر ونتباهى به في فضاء الفكر والمعرفة.تحت ظل القيادة الهاشمية العامرة  لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم أعز الله ملكة.