2025-09-23 - الثلاثاء
فريد البذل والعطاء يبحث التعاون مع البحث الجنائي nayrouz وزير الشباب يبحث التعاون مع فريق البذل والعطاء nayrouz المواصفات والمقاييس: إجراءات تنظيم استيراد المركبات تدعم السلامة والتحول نحو النقل المستدام nayrouz تكريم سفراء العدالة بمؤتمر الشباب للتغير المناخي nayrouz مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي عشيرة المساعدة nayrouz تشكيل هيئة إدارية مؤقتة للنادي الفيصلي nayrouz الحواتمة يهنئ مجلس فرع مادبا لنقابة المهندسين الزراعيين nayrouz حل الدولتين طريق السلام العادل nayrouz عدد من السفراء من الدول الشقيقة والصديقة يزورون مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة nayrouz إعلان هام لطلبة المكرمة الملكية السامية بشأن طلبات المناقلات.. (روابط) nayrouz "مطالب بفتح القبول المباشر بجامعة الحسين " nayrouz وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية تُحذّر من رسائل احتيالية توهم مستقبلها بأنها روابط لدفع المخالفات تجنّباً لمضاعفتها nayrouz الإجراءات الرقابية على المركبات تعزز مستوى الأمان والجودة وتضمن الحقوق nayrouz رئيس وزراء باكستان يعزي في وفاة سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ : خسارة للأمة الإسلامية جمعاء nayrouz "حزب مسار يطلق تطبيقاً ذكياً وشخصيات افتراضية لتعزيز المشاركة" nayrouz إقامة صلاة الغائب على مفتي المملكة في الحرمين وجميع مساجد المملكة العربية السعودية nayrouz كستنا" تصبح الموزّع الرسمي لخدمة المكالمات الموثوقة بالشراكة مع Trackware nayrouz "الطاقة النيابية" تزور شركة مصفاة البترول nayrouz منابر الأمم المتحدة شاهدة على إنسانية الأردن وإيمانه بالسلام nayrouz بمشاركة الملك.. بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك nayrouz
وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 23-9-2025 nayrouz رحيل مؤلم للشاب الأردني معتز الخطاطبة في كندا nayrouz احمد الحنيطي ينعى وفاة اللواء سليم روحي سليم صابر nayrouz وفاة السيدة آمنة العدوان بعد صراع مع المرض nayrouz وفيات الاردن ليوم الاثنين الموافق 22-9-2025 nayrouz وفاة الفنان السعودي القدير حمد المزيني عن 80 عامًا nayrouz احمد توهان العقيل في ذمة الله nayrouz المفرق تشيع جثمان النقيب منذر الدليجم الخالدي ...صور nayrouz شقيق الزميلة الاعلامية منى الشوابكة في ذمة الله nayrouz شكر على تعاز بوفاة يوسف تركي القراونه nayrouz وفيات الأردن ليوم الأحد 21-9-2025 nayrouz وفاة النقيب منذر عبدالله الخالدي أثر نوبه قلبيه مفاجئه nayrouz الدكتور محمود محمد عطالله خويلة في ذمة الله nayrouz رحيل مازن عليان.. غياب موجع لابتسامة صادقة nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 20-9-2025 nayrouz رحيل العميد أحمد محمد العدينات أبو معتز nayrouz وفاة الحاج حسن خلف ذوقان الزيدان " ابو عارف" nayrouz وفاة حسام العشوش في الأغوار الجنوبية. nayrouz رحيل الشاب عبدالرحمن العموش nayrouz وفاة الحاج محمود ناصر تليلان السليّم والدفن في الحرش nayrouz

اللواء الرقاد يكتب ذاكرة وطن الشريف الحسين بن علي والإرهاصات الأولى للثورة الحلقة (2)

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
اللواء الركن المتقاعد  
الدكتور  محمد خلف الرقـــــاد 
مدير التوجيه المعنوي الأسبق
تهدف وكالة النيروز من خلال زاويتها الجديدة " ذاكرة وطن " إلى إلقاء الضوء على محطات تاريخية سياسية وعسكرية من خلال استعراض ذاكرة الوطن السياسية والعسكرية - وذلك لتعزيز الصورة الزاهية للتاريخ السياسي والعسكري للمملكة الأردنية الهاشمية وللثورة العربية الكبرى وللإنجازات الهاشمية منذ انطلاقة الثورة الكبرى عام 1916م وقيام الكيان الأردني بإنشاء إمارة شرق الأردن عام 1921م ، وذلك سعياً لترسيخ البعد الوطني لدى قرائها الكرام ، والربط المتواصل بين الماضي والحاضر ، ليكون هذا النشر إسهاماً فاعلاً وموصولاً في أداء رسالة الوكالة الوطنية في مجالي التاريخ العسكري والسياسي للمملكة ، ولتكمِّل الجهد الإعلامي الوطني من خلال المنظومات الإعلامية والتعليمية في اردننا الأشم .
 وستركز " وكالة النيروز " على نقل قرائها الكرام عبر صفحاتها في رحلة تاريخية سياسية عسكرية تثقيفية في إطار محاور إعلامية تعكس صوراً واحداثاً وتاريخاً سياسياً وعسكرياً يعكس الشخصية الوطنية الأردنية ببعديها السياسي والعسكري ، حيث استندت هذه الشخصية منذ البداية على مباديء النهضة العربية الكبرى التي تزعّمها وقاد ثورتها المنقذ الأعظم الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه .

الشريف الحسين بن علي والإرهاصات الأولى للثورة 
الحلقة (2)
تحدثنا في الحلقة الأولى من ذاكرة الأردن السياسية والعسكرية عن البيئة السياسية والعسكرية التي سادت في المنطقة العربية إبّان خضوعها للحكم العثماني ، وعن الظلم والحيف اللذين لحقا بأمة العرب على يد الاتحاديين الطورانيين قبل انطلاقة الثورة العربية الكبرى على يد الزعيم والثائر العربي الشريف الحسين بن علي ، وسنتناول في حلقة اليوم ( الثانية ) شخصية الشريف الحسين من حيث الأصل والنسب بالإضافة للإرهاصات الأولى للثورة  .


يتجذر النسب الهاشمي للشريف الحسين بن علي ليتصل من جهة والده إلى سيد الخلق وهادي البشرية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وهو نسب اعتبره العرب خير نسب منذ نشأة قريش في مكة المنحدر من صُلب اسماعيل بن ابراهيم الخليل ، فهو الشريف الحسين بن علي بن محمد بن عون بن عبدالمعين ابن أبي نمي المتصل نسبه بالنبي العربي الهاشمي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . 
ولد الحسين بن علي سنة 1270 للهجرة الموافق لعام 1853 للميلاد ، حيث سافر والده علي بن محمد بن عون إلى الأستانة بعد وفاة أبيه محمد بن عون سنة 1858 ميلادية ، وترك الحسين وله من العمر حوالي الخمس سنوات ولم يصطحبه معه إلى الأستانة ، وبقي في مكة ينهل من العلوم الدينية وغيرها في مدارس خاصة بالأشراف الهاشميين  ، وقبل أن يبلغ السبعة عشر عاماً سافر إلى الأستانة ليرعى والده الذي اشتد عليه المرض هناك وتدهورت صحته ، وظل يرعاه حتى توفى الله والده في عام 1870 للميلاد .


لقد نشأ الحسين نشأة حضرية ، وكان مولعاً بالدرس والمطالعة ، وأتقن مبادىء اللغة العربية ، وتفقه في الدين ، وحفظ القرآن الكريم قبل أن يتجاوز سن العشرين  ، وبعد وفاة والده عاد الحسين إلى الحجاز ، وتربى في كنف عمه الشريف عبدالله بن محمد بن عون الذي كان يتولى إمارة مكة ، وقد عامله عمه معاملة الأبناء ، وأخضعه للتجربة والاختبار من خلال مهام كبيرة ومتنوعة ، فأرسله إلى نجد والحجاز ليزداد خبرة في أساليب الحياة ، وليوثِّق اتصال الهاشميين بالقبائل العربية ، وقد تزوج الشريف الحسين بن علي من الشريفة عابدية ابنة عمه الشريف عبدالله أمير مكة آنئذ ، وأنجبت منه أبناءه الأمراء علي وعبدالله وفيصل .


أما على الصعيد الشخصي ، فقد وُصف الحسين بن علي بأنه كان رجلاً قوي الشكيمة عنيداً جسوراً ، مثلما كان زاهداً في الدنيا وترف الحياة التي كان ينعم أبناء الملوك والسلاطين ، كما وُصِف بأنه كان رجلاً عميق الغور ، شديد التكتم ، قليل البوح بآرائه الشخصية ، مثلما كان عارفاً بأساليب الحياة السائدة ، متأثراً بحاضنته الهاشمية التي كانت الأكثر تأثيراً وفاعلية في بناء شخصيته القوية والمتميزة .
لقد تفيأ الشريف الحسين بن علي في حياته ظلال هذه البيئة الهاشمية التي نهلت من الكرم العربي الأصيل ، وارتوت من نبع النبوة الفياض ، فما كان لسلالة النبي العربي الهاشمي إلا أن تتحلى بأخلاق النبوة ، وتتمسك بفضائل شريعة الإسلام السمحة ، وما كان لهاشمي أن يحيد عن هذه التركيبة الدينية الاجتماعية التي نالت ثقة العرب والمسلمين ، وليس بوسع أحدهم أن يفرط بهذا الإرث الاجتماعي المستمد من الدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد العربية الأصيلة ، ولن يرضى أحد من هذه السلالة الهاشمية أن يُسجل التاريخ والمجتمع العربي والإسلامي أنه اخترق هذه التقاليد والأعراف الهاشمية ، سواء أكان في سدة الحكم أم في موقع مجتمعي آخر .
وهكذا زرعت هذه البيئة الاجتماعية في نفسية الشريف الحسين بن علي احترام وتقدير الآخر، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو ملته ، حيث تجسد هذا الواقع في خطابه الديني والسياسي والاجتماعي والعسكري ، وانعكس إيجاباً على فكره وقراراته السياسية فيما بعد ، وعلى مخاطباته سواء أكانت مع السلطان العثماني أم مع الصدر الأعظم أم مع زعماء العرب والمسلمين أم مع أبناء القبائل العربية الذين انضموا إليه والتفوا حوله .
إن المتمعن في التاريخ بشكل جيد ، يدرك ويكتشف بسهولة أن الشريف الحسين بن علي كان زعيماً بلا منازع ، يتمتع بمكانة اجتماعية ودينية بين العرب والمسلمين ، وقائداً ذا حسٍ أمني عال، وصاحب رؤية استراتيجية سياسية وعسكرية مكنته من أن يتزعم الأمة العربية ، ويقود ثورتها ونهضتها ، ويسعى لتحقيق وحدتها وحريتها ، وبلوغ مكانتها اللائقة بها بين الأمم والشعوب ، رغم أنوف الذين سعوا للتقليل من أهمية إنجازات الثورة العربية الكبرى ، ورغم الغدر ونكث العهود من قبل المستعمرين .
لقد أثّرت الأبعاد الدينية والاجتماعية والسياسية والعسكرية التي نشأ وترعرع في ظلها الشريف الحسين بن على شخصيته السياسية والعسكرية ، حيث اختزن هذا الزعيم في مكنونه دوافع كثيرة وحوافز متنوعة تحثه باستمرار على العمل لمعاجة الأوضاع المؤلمة التي كان يمر بها الواقع العربي الذي كان يرزح تحت وطأة الظلم والتحكم السياسي والاجتماعي للشعوب غير العربية ، مثلما حرك هذا الواقع الدامي ضمائر المتنورين من رجال الفكر العربي ، ليضعوا يدهم بيد الشريف الحسين بهدف إصلاح الأوضاع وقيام نهضة عربية شاملة .
وتنامى هذا الشعور والإحساس الديني والقومي لدي الحسين بن علي ، ولدى المفكرين وأحرار العرب حينما كان أميراً لمكة ، وبخاصة بعد إعلان الحرب العالمية الأولى عام 1914 م بين دول الحلفاء ودول المحور الأوروبية ، وبتزامن مع تشدد جماعة الاتحاد والترقي وإحكام قبضتهم على مفاصل الدولة العثمانية ، حيث قاموا بتعيين ولاة من الضباط المتعصبين لسياسات السلطنة التي فرضتها وزارتا الحربية والداخلية وجمال باشا السفاح الذي كان يمتلك صلاحيات واسعة ونفوذاً غير محدود في سوريا وفلسطين . 
لقد ضيّق هولاء الولاة بسياساتهم على حقوق إمارة مكة ، بعد أن ظل الشريف الحسين وفياً لروابط الأخوة الإسلامية بين العالم العربي والإسلامي وبين السلطة العثمانية في استنبول ، وبقي وفياً للسياسات العثمانية التي كانت تطبق الشريعة الإسلامية إلى أن قلب الاتحاديون ظهر المجن لكل هذه السياسات ، وجاءوا بسياسات نسفت الحقوق ، وقيدت الحرية والفكر، وفرضت الضرائب الباهضة .



لقد أثبتت الوقائع صدق الحسين في وفائه للسلطة العثمانية ، حيث خطب في جمع من آل عسير وقال : " إعلموا علم اليقين أنه لولا وجود الدولة العثمانية ، وشدة اعتناء خلفائها بالأمة الإسلامية لاختطفتكم الدول الأجنبية اختطاف الذئاب للغنم " ، لكن الاتحاديين لم يتركوا الشريف وشأنه في إمارة مكة ، وحاولوا وضع العثرات أمام سير الأمور في مكة ، من أجل زعزعة الثقة بالشريف الحسين وبإمارته على مكة ، والأدلة والبراهين على ذلك كثيرة ، ومنها ذلك الموقف الذي قام به عبدالرحمن باشا اليوسف أمير الحج في إحدى السنوات ، حيث رفض العودة بقوافل الحج براً بحجة عدم الآمان ، وترك الحج وسافر بحراً إلى مصر ثم إلى الشام ، ولكن الشريف الحسين تركه وشأنه ، وأرسل الحجيج براً وعلى رأسهم الشريف ناصر بن علي ومعه الأمير عبدالله بن الحسين بن علي ، ووصل الحجيج سالماً معافى ، ولدى وصول عبدالرحمن باشا اليوسف إلى الشام وهو مقرب من الاتحاديين ،  أرسل أبياتاً من الشعر يقصد بها الشريف الحسين بن علي منها هذا البيت :إن كنت تبغي ملك مكة فاعلمنأن المليك فيها هو الدستور 


وكان هذا واحداً من الأسباب التي عززت فكر وتوجهات الحسين بن علي لاتخاذ مزيدٍ من المواقف السياسية ضد الاتحاديين ، مما زاد من شدة المناوشات السياسية بين إمارة مكة والأستانة ، وبات  التنافر السياسي والعسكري يتبلوران بشكل أوضح ، وأخذت الشقة تتباعد والهوة تتسع بين أفكار الحسين بن علي وآرائه السياسية والعسكرية وبين آراء الاتحاديين ، وأخذت الخلافات منحى صاعداً بين الطرفين ، وزاد ذلك تدخلات جماعة الاتحاد والترقي وتعدياتها على حقوق الإمارة في مكة ، وصب جام غضبهم على أحرار العرب في بلاد الشام والعراق وفلسطين، وكان الدافع للشريف الحسين بن على في هذه المواقف هو ذلك الواقع المؤلم الذي كانت تعيشه الأمتان العربية والإسلامية ، وزاد الطين بلة تلك التدخلات الأجنبية من قبل الأطماع الاستعمارية والنزاعات الدولية التي نشبت بين الدول الاستعمارية مثل دول الحلفاء ودول المحور التي كانت تعيش صراعاً وسباقاً سياسياً وعسكرياً محمومين طمعاً في المنطقة العربية التي كانت تخضع لحكم الدولة العثمانية آنذاك .   



 في عام 1908 تم إلغاء الدستوور العثماني القائم على يد جماعة الاتحاد والترقي ، وتم وضع دستور جديد بدلاً منه ضيّق على السلطان العثماني وعلى صلاحياته ، وكذلك على حقوق الإمارة في مكة .