نيروز الإخبارية :
بقلم هيثم النسور
أَشكو إِلى اللَّـهِ طـولَ السُهدِ والأَرقِ
قد مسَّني الضُـرُّ بـالإنـهاكِ والرَهَـقِ
رفَـعـتُ كَـفِّي َأَستـجـديـهِ مغـفِـرةً
وِزري ثـقيـلٌ ثَـنى من حملهِ عُنـقي
أَخفيت ُفي الصدرِ مارَقَّ الحـديـدُ لـهُ
مُصَفـَّد ٌمـع أَسى الأَقـدار ِفي رَبـَقِ
فا القـلبُ معـتـَلُّ والأَوصابُ تـُتـلـِفهُ
كـأَنـَّني مـُدنَـف ٌ فـي آخـر ِالـرمَـقِ
ياعاذلِي لاشتياقي الأَهـل في وطني
قُبـِّحـتَ ليـتـكَ لم تـَصحـو ولم تـُفِـقِ
فكيـف أَنـسى ديـاراً قـد أَلِفـتُ بـها
أَهـلا ؛ ًخيـالُهـم مـاغـابَ عن حـَدَقي
ويـا نسيمَ الصَبـا بلِّـغ ذَوي رحِمي
إِنـِّي عَـوانٌ كمـا المَـأْسور ِفي نَفـَقِ
واطـوِ الصَحارى إِلى الأُردُنِّ مُرتَعُـنـا
ضِـيـاؤُهُ شَـقَّ في دَيـجـورَةِ الغَـسَقِ
وطـُفْ بـِعـمَّان بلِّـغـها مَـدى وَلـَهي
يالَيـتني ؛؛ كأسَ شُـؤمِ البيـنِ لم أَذُقِ
وإِنْ مـَررتَ بـعـبـد ِ اللـَّهِ سيـّدنـا
بـلِّـغـهَ مني سـلامـا ًعَـج َّبـالعـبـَقِ
طـوبى لِمـَجـدِكَ لا مـَسَّتـكَ نـائـِبـةٌ
سَـدادُ رأْيـِكَ ؛؛ رَأْب َالصَدع ِبـالرتَـقِ
في عهدكُم صَحَّـتْ الأَيـامُ من سَـقـَمٍ
وزالَ مايـَشـتـكيـهِ النـاسُ من مَلـَقِ
فكـادَتِ الأَرضُ من غَبـطٍ تـَميـدَ بـنـا
لو لم تـَرَ رسمَ عبـد اللَّـهِ في الأُفُـقِ
يـارأْفَـةَ اللـَّهَ حـُلِّـي في مـضاربـِها
واسقي الرياضَ بهطلٍ فاضَ من وَدَقِ
اصطفـاكـُمُ اللَّـهُ تـكريـماً وشَرَّفـَكـُم
على الخَـلائِـقِ في خَـلقٍ وفي خُلـُقِ
من قبلكُم كان رَوضُ العَـدلِ في ظَمأٍ
لمَّا حكمـتـُم بمـاءِ السَلسبيـلِ سُـقي
وَسـامَـةٌ وبـَهـاءٌ زانَ طـَلـعَـتـَكُـم
سُبحانَ من صاغَ هذا الحُسن من عَلقِ
سَـنـاءُ إِيـمـاضِكُـم كالبـَرقِ مُـتَّـقـِدٌ
كأَنـَّمـا الفَـجـرُ ذَرَّ الـصُبـحَ بالفَـلـقِ
ريـَّا النَسائـِم فـاعَـتْ مـن أَريـجِـكُـمُ
ومِـسكُها كـان فَـوَّاحـاً لـمـُنـتَـشِـقِ
فكيـفَ لاتَفـخـَرُ الأُردُنُّ ؛؛ فـي مَـلكٍ
كتـائِبُ المجـدِ تَحبـو إِليـه في نـَسَقِ
قَـرَّتْ بـه أَعيـُنُ المَظـلومِ وانحسَرَت
عنه المَآسي وخَطبُ الدَّهـرِ لم يَحُـقِ
حـَوى الحَصافةَ صافي الذهنِ مُتـَّقـدٌ
فأَيـنـَعَـت روضَـةُ الإِسلامِ من غـَدقِ
نـَدعـو لك اللَّـهَ إِقبـالاً وعـافـِيـةً
يَرفـُدكَ بالسَعـد ِوالتـأْيـيـدِ والحَـذَقِ
كـَم نِعـمةٍ لك عنـدي أَنـهكَـت ْمُتـُني
لكن على رَدِّهـا مـَولايَ ؛؛ لـم أُطِـقِ
