قال عامل معهد الدراسات الشرقية التابع لاكادمية العلوم الوطنية الاذربيجانية د. سبحان علي أكبر طالبلي أنه أصبحت جمهورية آذربيجان الدولة الاكثر استقرارا و تطورا في المنطقة في السنوات الاخيرة استخداما من مواردها الهيدروكربونية الغنية بشكل صحيح و فعال و التي تلعب دورا هاما في أمن الطاقة في اوروبا.
مشيرا الى أن "عقد القرن" الذي تم توقيعه بين آذربيجان و الشركات النفطية العالمية بخصوص تصدير النفط عام 1994 خلقت ظروفا واسعا لتطوير القطاع غير النفطي في البلد مع ضمانة الاستقلال الاقتصادي لجمهورية آذربيجان. أكد د. سبحان علي أكبر طالبلي أن "عقد القرن" يلفت الانظار الى مرافق البنية التحتية و أحدث التقنيات المستخدمة في التصدير النفطي في العالم و العديد من المنصات و محطة "سانغاشال" الساحلية و خطوط الانابيب البحرية و انابيب التصدير واسعة النطاق باعتباره الانجازات غير المسبوقة لعصر النفط الجديد لاذربيجان. بعد ثلاث سنوات من توقيع "عقد القرن" بدأ انتاج النفط من بحر قزوين و على مرور الزمن ازداد الانتاج تدريجيا نتيجة الاعمال البنائية التي تم تنفيذها ضمن مشروعي "آذري-جيراق" و "جونشلي"
أوضح د. سبحان علي أكبر طالبلي أن الزعيم الوطني حيدر علييف حدد استراتجية النفط التي ستكون عمادا اساسيا للاصلاحات السياسية و الاقتصادية في المستقبل لتحويل جمهورية آذربيجان دولة معاصرة قوية و مستدامة ذات تنمية اقتصادية. مؤكدا على أنه استراتجية النفط الجديدة قد ادت الى مشاركة المستثمرين الاجانب في تطوير حقول النفط الاذربيجانية و تنوع طرق تصدير النفط الخام و تأسيس الادارة الفعالة المثمرة لعائدات نفطية و دخول آذربيجان الى مرحلة جديدة من الازدهار. تم توقيع الاتفاقية بناء على الفعالية المشتركة و تقاسم الانتاح تحت قيادة الزعيم الوطني حيدر علييف في 20 سبتمبر 1994، في حقول "آذري - جيراق" و "جونشلي" في الجزء الاذربيجاني من بحر قزوين و الذي يعد عقد القرن من اهم الاتفاقيات في تاريخ آذربيجان من جهته السياسية و الاقتصادية و الاستراتيجية. هذا هو عقد القرن الذي يشكل اساس استراتيجية النفط و يفتح آفاقا جديدة لمستقبل البلد و يكتسب قيمة تاريخية جديرة بالخبرة في السنوات التالية. اردف د. سبحان علي أكبر طالبلي منذ الايام الاولى شارك الرئيس الهام علييف في عملية المفاوضة و اصبح احد المشاركين الاكثر نشاطا في تطوير استراتجية النفط الجديدة بنجاح. في قلب كل أنشطته تحتل فكرة قوية قائلا " هدفنا ليس فقط انتاج النفط و نقله و الحصول على المال منه. هدفنا هو توجيه الارباح النفطية الى مصالح و رفاهية الشعب الاذربيجاني في المستقبل".
قال الباحث العلمي لمعهد الدراسات الشرقية التابع لاكادمية العلوم الوطنية الاذربيجانية إلنور مصطفاييف مشيرا الى أنه شاركت 11 شركة نفطيةAmaco, BP, McDermott, SOCAR, Lukoil) (Statoil, Pennzoil, Ramco, Delta تمثل 7 دول ( آذربيجان، الولايات المتحدة الامريكية، بريطانيا، روسيا، تركيا، النرويج، المملكة العربية السعودية) في "عقد القرن" بقيمة 7.4 مليار دولار و صدّق مجلس الشعب الاذربيجاني على عقد القرن في 12 دسمبر عام 1994.
أعرب الباحث العلمي إلنور مصطفاييف قائلا بحسب التقديرات الاولى فأن احتياطي النفط القابل للاستخراج في حقول "آذري - جيراق" و "جونشلي" في الجزء الاذربيجاني يبلغ 511 مليون طن، و لكنه وفق التقديرات الجديدة تم تحديد احتياطي النفط بمقدار 1.072 مليار طن. تجدر الاشارة الى انه بعد عقد القرن تم توقيع 26 اتفاقية اخرى مع 41 شركة نفطية تمثل 19 دولة. بحلول عام 2017 تم استثمار حوالي 33 مليار دولار في تطوير الاحتياطيات النفطية البحرية الاذربيجانية و تم استخراج 3.2 مليار برميل من النفط من حقول "آذري - جيراق" و "جونشلي" و كذلك تم استخراج 30 مليار متر مكعب من الغاز و اقيمت بنقلها الى الحكومة الاذربيجانية. توقيع "عقد القرن" يجعل الاساس لمرحلة جديدة في استراتيجية النفط الاذربيجانية و هذا يعني حقبة جديدة في تاريخ اذربيجان الحديث و ضمانة اضافية للامن السياسي و الاقتصادي في البلد و ايضا استثمارات جديدة تسبب نمو الناتج المحلي الاجمالي و فتح الاعمال الجديدة و تحسين الرفاه.
أوضح د. سبحان علي أكبر طالبلي أنه تم اكتشاف حقل "شاه دنيز" الذي احد من أغنى حقول الغاز في العالم من قبل الجيولوجيين الآذربيجانيين في منتصف القرن الماضي و لكن تم ايقافه بسبب نقص التقنيات المطلوبة و لم يتم تحديد امكانات الحقل. بعد استقلال آذربيجان قد اكتشفت الشركة الحكومية النفطية الاذربيجانية مع الشركات النفطية العالمية ان ذلك الحقل المذكور اعلاه غنيا بالغاز و كانت النتيجة أكثر من المتوقع و يُحتمل ان الحقل الغازي يحتوي على 1.2 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و يُعد احد من حقول الغاز العملاقة الفريدة في العالم. أن اكتشاف حقلي "اوميد" و "آبشيرون" في السنوات التالية يؤكد الاحتياطيات الغازية الكبيرة لدى آذربيجان.
اعرب د. سبحان علي أكبر طالبلي وقع أعضاء الائتلاف التجاري قرارا تاريخيا أخر لتطوير المرحلة الثانية من حقل "شاه دنيز" في باكو في 17 دسمبر عام 2013. و أقيم بحفل التوقيع في مركز حيدر علييف بمشاركة المسؤولين من دول مختلفة. بحسب الاتفاقية يُتوقع المشروع سيجذب 28 مليار دولار. أصبحت فكرة "دهليز الغاز الجنوبي" امرا واقعيا بفضل إرادة و قيادة آذربيجان. بموجب الامر الذي وقعه رئيس جمهورية آذربيجان الهام علييف في 29 أكتوبر عام 2013، تم إنشاء لجنة الدولة لحماية مصالح آذربيجان و تقديم دعم الدولة لمشاركي المشروع ضمن "دهليز الغاز الجنوبي"
أكد الباحث العلمي إلنور مصطفاييف على أنه في عام 2007 تم تشغيل خط أنابيب الغاز - باكو - تبليسي - أرضروم و بدأ تصدير الغاز المُنتج في المرحلة الاولى الى جورجيا و تركيا و اليونان. في عام 2012 تم توقيع مشروع ) "TANAP” خط انابيب الغاز الطبيعي عبر اناضول) بمبادرة الرئيس الاذربيجاني الهام علييف و الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين آذربيجان و تركيا في اسطنبول. ائتلاف "شاه دنيز" التجاري اختار مشروع ) "TAP" خط الانابيب عبر البحر الادرياتيكي) الذي يربط الحدود التركية مع جنوب ايطاليا لتوصيل الغاز الاذربيجاني الى السوق الاوروبية عبر خط مشروع "TANAP" و العمل جارٍ لانشاء خط الانابيب. هذه المشاريع المذكورة تمكن تنفيذ مشروع "دهليز الغاز الجنوبي" من خلال ربط حقل "شاه دنيز" بجنوب ايطاليا.
أفاد د. سبحان علي أكبر طالبلي في الختام أنه في 12 يونيو 2018 أقيمت بمراسم احتفالية خاصة في مدينة اسكي شهر التركية بمناسبة شروع تشغيل خط ) "TANAP" خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر أناضول). يُتوقع تنفيذ مشروع ) "TAP" خط الانابيب عبر البحر الادرياتيكي) بحلول عام 2020 و هكذا يتم تسليم احتياطيات الغاز الغنية لآذربيجان الى الاسواق التركية و الاوروبية بطريقة قصيرة و آمنة بشكل متنوع. كل هذا يدل على ان نشاط آذربيجان في مجال سياسة الطاقة يجعلها مركزا اقليميا للطاقة... https://nayrouz.com