نيروز الإخبارية : سمعنا كثيراً عن الخطورة التي تتعرض لها السيدات في حالة الإنجاب في سن متأخرة، وكم المشاكل والاضطرابات التي يمكن أن تتعرض لها، والنصائح الكثيرة في عدم التفكير في الإنجاب بعد سن معينة، ولكن الجديد أن هناك دراسة أمريكية حديثة توصلت إلى أن الإنجاب في سن متأخرة يعمل على تحسين قدرات الذاكرة بشكل جيد، وخاصة القدرات اللغوية لهذه الذاكرة عندما تتقدم الأم في السن، حيث يؤدي الحمل إلى حدوث تغييرات في معدلات هرمونات الأنوثة وبعض الهرمونات الأخرى بجسم المرأة، وهذه التغييرات تصب في مصلحة قدرات الذاكرة اللغوية بعد انتهاء مرحلة الحمل وفي سن متقدمة.
وجدت هذه الدراسة أن الإنجاب بعد 36 عاما يقوي من الذاكرة اللغوية للأم عندما يتقدم بها العمر، نتيجة التغير الذي يحدث في معدلات هرمونات الاستروجين والبروجستيرون والبرولاكتين والكورتيزول والاكستوسين، وبعض الاندروفينات، ووجدت الدراسة علاقة بين زيادة مستوى هرمون الاستراديول والكورتيزول وبين انخفاض درجة التركيز، بما يعني أن السيدات الحوامل تتناقص لديهن الذاكرة اللغوية في فترة الحمل، وتظهر عليهن بعض الاضطرابات العاطفية مثل الاكتئاب، والمفيد في هذه الحالة يكون على المدى البعيد، لأن هذه الهرمونات تساعد في تحسين بعض قدرات الإدراك والذاكرة للأم، وبحثت الدراسة الجديدة الارتباط بين سن الأم أثناء الحمل في الطفل الأخير، وبين قدرتها الإدراكية بعد تقدم السن بها مستقبلا.
شملت التجربة 780 سيدة بمتوسط عمر 62 عاماً، وتم معرفة البيانات الخاصة بهن مع معرفة العوامل الأخرى مثل الأصول العرقية والدخل ومستوى التعليم، وعمل اختبار للمهارات الإدراكية والذاكرة اللغوية لديهن، وتبين من الدراسة عدد من الارتباطات، منها أن السيدات في مرحلة سن اليأس اللاتي أنجبن بعد عمر 36 عاما، أصبحت لديهن ذاكرة لغوية أفضل بدرجة ملحوظة، والأخريات اللاتي أنجبن لأول مرة في سن 25 وما فوق، أصبح لديهن وظائف تنفيذية أحسن بكثير مثل التركيز والذاكرة العاملة وحل المعضلات، وتوصلت الدراسة إلى أن البلوغ المبكر مع طول الحياة الإنجابية، يسببان تحسيناً في الوظائف التنفيذية السابقة عندما يتقدم عمر السيدة إلى مرحلة الشيخوخة، ويرجع ذلك إلى طول فترة تواجد الهرمونات الأنثوية بالجسم واستفادة الجسم منها، وحدوث الدورة الشهرية للفتاة مبكراً يساهم في تحسين بنية الدماغ بشكل كبير.