هوامش على دفتر الذكريات قبل خمس وثلاثين سنة كنا في رحلة العودة من المناورة في منطقة الغباوي وكانت طريق العودة من الغباوي باتجاه معسكرات الزرقاء والخروج من باب معسكرات الزرقاء باتجاه الاوتوستراد ثم باتجاه طريق الحزام إلى مثلث الجمرك ومن هناك باتجاه مثلث الإذاعة والتلفزيون ومن أمام مبنى التلفزيون باتجاه مرج الحمام ثم نزولا باتجاه ناعور ثم الوصول إلى دار الدوا وصدف ان تعطلت إحدى ناقلات الدبابات داخل معسكرات الزرقاء وكانت تحمل على ظهرها دبابة بابل وأعتقد انها من الفصيل الأول كان أمر الدبابة عبدالكريم علي قبلان ابو علي وكان سائق الدبابة اذا اسعفتني الذاكرة علي عبدالله من الاغوار واحس اخونا ابو علي باحساس غريب حيث كان يركب في الجرار وطلب من سائق الجرارة ان يتوقف وكنت ارافقهم بسيارة لاند روفر 109 وعندما سألته أخبرني بأنه غير مرتاح وان امر ما سيحدث لذا طلبنا من الضابط المرافق للجرارات تبديل الجرارة لكنه رفض عندها أخبرني ابو علي ان يركب طاقم الدبابه بالروفر لأنه احس بفراسته ان الوضع غير مطمن فقمنا بإنزال الطاقم من الجرارة بإستثناء سائق الدبابة اللذي أصر ان يبقى في الجرارة وفي منطقة نزول ناعور حصلت الكارثة حيث هورت الجرارة ومن ثم انقلبت مما أدى إلى تفجير الدبابة وكان ممن يرافقنا اخونا ابو مشعل عوض حمود اللذي لم يدر ظهره وإنما كان يحاول عمل شيء ما ليحول دون انفجار الدبابة لكن إرادة الله شائت ان يصاب بإحدى القذائف التي كانت متجهة إلى راسه لكنه تلقاها بيده ليصاب باصابة بالغة فقمت باسعافه إلى السرية الطبية وكنت بحالة هلع وارتباك وخوف عليه لكن ابو مشعل لم يفقد وعيه وبدل من أن اطمئنه انا واهديه كان هو من يطمني ويهديني وعندما تم اخلائه إلى المدينة الطبية وكنت ارافقه حتى وصوله إلى غرفة العمليات كان يطلق التعليقات ونضحك هؤلاء هم القادة بجميع مستوياتهم كان ضابط الصف قائد يتمتع بحس قوي وبعد نظر وكان الضابط لا ينهار يبقى محافظ على رباطة جأشه حتى وهو يرى ذراعه على وشك البتر والدماء تنزف بغزارة وهو يطمن من حوله ويرفع معنوياتهم حفظ الله ابو مشعل عوض حمود الخضير الرجل اللذي لم ينهار من قذيفة دبابة وحفظ الله عبدالكريم علي الحماد ابو علي اللذي استطاع ان يخفف من إصابات افراده بحسه القوى .