عليها رحمة الله اولا ، وثانيا لن أنسى هذه المربية التي لم تتزوج إلا الوظيفة العامة حيث كانت معلمة اولا ثم مديرة لمدرسة الربة الثانوية للبنات لأكثر من 30 عاما . المربية الفاضلة المرحومة زحله الحوراني كانت تهتم بالعلم والأخلاق والنظام والإدارة ،ولم تكن تقبل مشاهدة مظاهر التبرج لطالباتها التي نشاهدها الآن ، او التغيب او الإنحراف او التكاسل ، فكانت الأم العقلانية الثانية لكل بنات مدرستها ، حتى بعد تخرجهن من المدرسة والجامعة وعودة بعض منهن عندها كمعلمات كانت لهن كما انهن طالبات .
زحلة الحوراني صاحبة الإبتسامة الرائعة والمحفزة للمجتهدة ، والمخيفة المرعبة للمهملة ولكنها المشجعة للمتكاسلة بالتخلص من كسلها ، مس زحلة لم تكن تغيب عن اي مناسبة اجتماعية او وطنية ، فكانت بحق هي الأم تيريزا التي رهبنت نفسها خدمة لرسالتها وأهلها ، وهي رفيدة الأسلمية التي داوت جراح الكثير من بناتها في مشاكلهن الإجتماعية .
والله انني اقف عاجزا عن الكتابة بحق هذه القامة التربوية الكركية المسيحية التي كانت لا تبدأ كلامها الا بطلب الصلاة على رسول الله وكانت اخلاقها وسلوكياتها من تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا محمد علية الصلاة والسلام .
وداعا ايتها الأم تيريزا الكركية ، وداعا زحلة الحوراني ، ولكنني اعرف ان الخالدين في ذكراهم وسيرتهم حتى وإن غابت أجسادهم لن يغيبوا هم من حياتنا المستقبلية ولسوف نتوارث سيرتهم وذكراهم العطرة اجيالا تلو أجيال ، وانتي من الخالدات الماجدات التي سنبقى نذكرها كمثالا بالإقتداء لكل بنت من بناتنا او مربية فاضلة من معلماتنا .
أعزي نفسي وعشيرتي واهل قريتي الربة وأدر ولواء القصر ومحافظة الكرك اولا ، ومن ثم اعزي الأسرة التربوية ووزارة التربية والتعليم والوطن كله في فقدانك .
اللهم ارحمها برحمتك وعوضنا عنها خيرا يا رب العالمين ..