2026-01-01 - الخميس
إنجاز تاريخي لمنتخب الجزائر بعد غياب طويل عن كأس الأمم الإفريقية nayrouz وفاة الحاج أحمد محمد حسن البطوش "أبو محمد" nayrouz نجوم كرة قدم فارقوا الحياة في 2025 nayrouz منخفض جوي جديد يؤثر على المملكة الخميس nayrouz جانب من حفل تخريج دورة إدارة المشاريع (PMP) الاستثنائية في إدارة الأبنية...صور nayrouz كامافينجا يحدد موقفه بشأن الانتقال لـ ليفربول nayrouz تثبيت اسعار الكهرباء لشهر كانون الثاني nayrouz 22 ألف قضية تعاملت معها إدارة مكافحة المخدرات في 2025 nayrouz انخفاض وفيات حوادث السير بنسبة 6.8% في 2025 nayrouz الأردنيون يستقبلون العام الجديد بروح التفاؤل والسلام nayrouz النائب الدكتور أيمن البدادوة يهنّئ القيادة الهاشمية والشعب الأردني بمناسبة العام الجديد nayrouz الجمارك تستعرض رؤية استخدام طائرات الدرون في العمل الجمركي مستقبلاً nayrouz وزير التربية رئيسا للجنة الإشرافية لمشروع تقييم “تحصيل الطلبة العرب” nayrouz الشرطة المجتمعية تُنفذ أنشطة توعوية ومجتمعية في قيادة شرطة البادية الملكية nayrouz الملكة رانيا تهنئ الأردنيين بالعام الجديد nayrouz قبل أن يُغلق باب 2025 nayrouz خلال أسبوع.. الاحتلال يقتلع أكثر من 8 آلاف شجرة بالضفة الغربية nayrouz روسيا تقدم أدلة جديدة على استهداف أوكرانيا مقر بوتين nayrouz انتهاء أعمال الصيانة في مركزي جرش الشامل وسوف الأولي خلال الربع الأول من عام 2026 nayrouz الدكتور أمجد العجارمه يهنئ المحامي راشد العرمان بحصوله على الماجستير في القانون الدولي nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأربعاء 31-12-2025 nayrouz وفاة المعلم محمد فهد محمود المساعيد nayrouz الرقاد يعزي النهار بوفاة أبو مهند نصر الله النهار، nayrouz وفاة الحاج عبد الفتاح فليح النجادا(ابو خلدون) nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 30 كانون الأول 2025 nayrouz عبدالوالي محمود عبد الرحيم الحوامده "ابو احمد" في ذمة الله nayrouz والد اللواء الركن حسان عنّاب في ذمّة الله nayrouz نعي وفاة الأستاذ أحمد الدسيت من عشيرة آل الدسيت في قبائل بئر سبع nayrouz في الذكرى السنوية الأولى لوفاة فواز الزهير... رجل من رجالات الوطن والأمن العام nayrouz ماجد دهاج الحنيطي "ابو ثامر" في ذمة الله nayrouz وفاة عدنان خلف المعايطة " أبو فارس" nayrouz تشييع جثمان العميد الطبيب فايز أحمد الكركي في محافظة الكرك nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 29-12-2025 nayrouz وفاة الحاج محمد ذيب البطاينة (أبو زياد) nayrouz قبيلة عباد : الشكر لكل الأردنيين والقيادة الهاشمية على مواساتنا nayrouz عشيرة الخطبا تودع أحد رجالتها الوجيه الفاضل الشيخ محمود عوده الخطبا nayrouz ذكرى وفاة أمي الغالية أم عطية تصادف اليوم nayrouz لجنة بلدية الحسينية تعزي وزير الإدارة المحلية بوفاة والده nayrouz وفاة والد وزير الادارة المحلية وليد المصري nayrouz المرحوم دخل الله موسى عمّاري.. شيخ من شيوخ آل عمّاري في الحصن nayrouz

عطالله بن سليمان الفرجات يعد تاريخا حافلا بالرجولة والشهامة

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
نيروز  خاص 
تنوعت قيم الرجولة وتسامت معانيها عند اللياثنه في القرن العشرين، فاشتهر البعض بقوة القلب والجَسَارة على المخاطر والجرأة على المهالك، بينما عُرِف آخرون بالدهاء والذكاء ووَظّفوا ما أنعم الله به عليهم لخدمة أهلهم وناسِهم، فاسْتغلوا ذكاءَهم لإحقاق الحقوق وإنْصَاف المظلومين عندما تجتمع على بعض الناس نوائب الدهر ورداءة البخت، وعُرف آخرون بالكرم الفاضح لا رياءً ولا جُبْناً، بل نفساً طيبه إستطابت وإستمتعت وهي تقدم الطعام لجائع أو عابر سبيل في ظروف عَمّت فيها قلة الحيلة والجوع والفقر المُدقع، فأعَطاهم الله من فضله فجادت أنفسهم ليُسَطِّروا على صفحات الزمن أرقى معاني القيم الاجتماعية، وأعظم المواقف الانسانية، وأرقى القصص الواقعية عِبْرَةً وغَرَابة، وكأن أخلاقهم أخلاق الملوك، وكأن شِيَمَهم شِيَم الأولياء.
بطلنا في هذه العجالة هو المرحوم عطالله بن سليمان الفرجات، والمعروف بالغزلي "أبو حاتم"، وقد يستغرب القاريء الكريم هذه الكُنْية، وهو الذي يُنادى بأبي سليمان، فلقد كان اسم ابنه البكر حاتم، ولكن الله توفاه طفلاً، واشتهر بكنية ثانيه غلبت كل المسميات وهي "الغزلي"، وللغزلي قصّة فاقت معانيها كل المعاني، وعرفها القاصي والداني، وهابَهَا البطل قبل الخائن والجاني.
بطلنا الليلة هو عطاالله بن سليمان بن علي بن موسى الفرجات، والغزلي هو إسم السيف العائد الى جدّه موسى المُلَقّب بـ"موسى الوِهْر"، وَرِثهُ حفيده عطالله جيلاً بعد جيل، وقيل لي أن هذا السيف قد اختفى في أواسط السبعينات من القرن العشرين، أما الصفة التي لازمت موسى وهي "الوِهْر"، فهي بسبب ما أنعم الله عليه من بُنْيَةٍ جسديةٍ ضخمة، وقوّةٍ بدنيةٍ مُرعبة، وجرأةٍ وشجاعةٍ عالية، لدرجه أن اللياثنه كانوا يُرسلونه منفرداً وحيداً لاستلام "الخاوة" ممن خضع لسطوتهم، وكان يقوم بالمهمة خير قيام، حتى أنه في احدى المرّات، ذهب لجلب الخاوة ولم يعطوه شيئاً بحجة أنهم لا يملكون، فنام عندهم بكل جُرأه، وبعد أن تناول طعام الافطار، قام بكل هدوء وثقه الى عجلين لهم وفكهما، وعاد بهما الى وادي موسى وهم ينظرون، فلم يُحرك أحداً منهم ساكناً، فهم يعرفون الرجل حقّ المعرفة.
ولد عطالله عام 1918م، في بدايات تشكل الدولة الهاشمية، ونشأ وترعرع في بيئة آمنه جلبتها ثورة العرب الأشراف، فلقد انتهت الحروب القبلية، وتوقف الغزو وانتشر الأمان، وبدأ الناس يبنون علاقاتهم على الأخلاق والقيم الاجتماعية الراقية، وعلى معاني الرجولة والوفاء، وعلى التعفف عن الرذيلة والرَديّة، فتشكلت في هذه البيئة شخصية الغزلي عطالله، الذي ورث المهابة من جدّة، لتصبح داره قبلة الجائع وعابر السبيل، وكل ذي حاجة.
أبو حاتم كان له من اسمه نصيب، فقد اشتهر َ فيُقْسِم على قِرى الضيف بحجة أنه يعرفه وأنه أكرمه ولا بُدّ أن يردها له، وفي الحقيقة لا يعرف الضيف ولكن رحمة بالمعزب صاحب الدور المُبتلى بالفاقة وقلة الحيلة.
ومن طيب خلقه، نَشَرَ ثقافة "التشريكه"، وكان يستهدف بها الفقراء، حيث تتشارك العائلات في الذبيحة الواحده من الانعام سواءً الغنم أو الابل أو البقر، وكان يستمتع بها أيما استمتاع، فهو يعلم حال الناس من التكافل والمودة في زمانه، فالجار والمريض والمرأة الولادة لهم حصة من الطعام خصوصاً اذا كان لحماً، كما كانت نار بيته اذا أوقدت مبعث سعادة وأمل للجار والمريض والنفساء، فكلهم دوماً في حساباته، ولم يَخِبْ مرّة ظنهم فيه.
 "أَيْ نَعَمْ، بالوجه القطعي"، بمعنى نعم وتأكيداً من العبارات التي نشرها لتميز  أحاديثه الرقيقة، فارتبطت العبارة بشخصيته، فكررها الناس استحباباً في أحاديثهم، وكلما ذكرت واينما ذكرت حتى بعد وفاته، تحضر معها الى الذاكرة مباشرة صورة الغزلي، "أيْ نَعَم" هو المحبوب وهو مختار العشيرة، وهو الحاضر عند الدوله، وهو المعزب، وهو المتفاعل دوماً مع محيطه وبين ربعه، ينشر الخير والايثار.
من نوادره -رحمة الله عليه- أنه ذات مرّة سمع اطلاق عيارات نارية من مخفر وادي موسى، وكان من عادة الفرسان آنذاك أنهم ان ارادوا تعميماً للناس أطلقوا عدة طلقات؛ فان كان الناس ينتظرون عيد رمضان فهم الناس الرسالة، وان كان في غير ذلك ارسلوا "سامعه" لاستعلام الخبر، كما كان الناس يَرُدّون على اطلاق العيارات في المخفر باطلاق عيارات من كل اتجاه في منطقة الوادي، وكأنها رسالة مشفرة أننا سمعنا رسالتكم وسنبعث من يستلمها، فما كان من ابا سليمان الا أن نزل من "الحبلان" المقابلة لمبنى المخفر متجهاً الى الشرطة ليستوضح الخبر، فكان الناس يسألونه بحكم أنه الوحيد المتفاعل مع الحدث، ما الأمر؟ فكان جوابه: "والله ما بدري"، فقالوا له: ولماذا تطلق النار اذن؟! فقال بكل عفوية: "أنا بطخ حَقّة بني عطا"، كان رحمه الله كاملاً لا يقبل النقيصة على نفسه أو ربعه. 
عشق الضيف وهلل ترحيباً لمقدمه، وإن نزل بداره أكرمه بكل رضا وسعادة، أحبه الناس لطيبته وسخائه، وبادلهم الحب بطريقته إكراماً وكرامة، ومات في مطلع عام 1984م راضياً مرضياً، وترك ارثاً من المكارم عرفه أقرب الناس له فقط يوم وفاته وفي مأتمه، فقد جاءت الوفود من كل مكان تفتقد الرجل الشهم الكريم، جاءوا يرثونه ويستذكرون له مواقف أذهلت كل الحضور حتى أقرب الناس اليه، فلم تكن صنائعه تملقاً أو استعراضاً، بل كانت شاهداً حيّاً على صدق كرمه وسخاء نفسه، كما كانت طباعه التي جُبِلَ عليها منذ بدايات شبابه.
نسأل الله أن تكون أفعاله التي ملأت البيوت فرحاً أن تكون في موازين أعماله يوم يلقى ربه الكريم، اللهم آمين.
كتب هاني الفلاحات