غالبًا ما تكون علاجات البروتين أكثر فاعلية من الأدوية، ومع ذلك، من المرجح أن تتحلل البروتينات من الدم مما يحد من استخدامها السريري.
الآن، صمم الباحثون في جامعة كارولينا الشمالية بأمريكا، ناقلات خلايا الدم الحمراء التي تطلق البروتينات العلاجية عند تحفيزها بالضوء بمساعدة أحد مكونات سم نحل العسل.
ونظرًا لأن الأدوية البروتينية غير مستقرة في الجسم ويجب إعطاؤها بمستويات عالية مما قد يؤدي إلى آثار جانبية، فحاول العلماء حماية العلاجات البروتينية من التدهور عن طريق تغليفها في ناقلات، مثل الجسيمات النانوية وكرات الدم الحمراء، لكن كان من الصعب جعل الناقلات تفرج عن حمولتها في المكان والزمان المناسبين.
وخلال الدراسة، التي نشرت الأربعاء في دورية "إيه سي إس – سنترال ساينس"، أراد بريانا فيكرمان وديفيد لورانس، وزملاؤهم، تصميم كرات الدم الحمراء لإطلاق بروتينات علاجية في مناطق معينة من الجسم عندما يتم تشغيلها بواسطة أطوال موجية معينة من الضوء.
وقام الباحثون بدمج أحد مكونات سم نحل العسل (يسمى ميليتين) في غشاء خلية كرات الدم الحمراء، ويتسبب الميليتين عادة في تمزق كرات الدم الحمراء، لكن الفريق عدله بحيث لا يفعل ذلك إلا عند إضاءته بطول موجي معين من الضوء.
ولإثبات ذلك، حمل الباحثون "الثرومبين"، وهو إنزيم تخثر الدم الذي يستخدم لمنع النزيف المفرط، في كرات الدم الحمراء المهندسة وحقنوها في الفئران، ثم قاموا بتسليط الضوء على منطقة صغيرة من أذن كل فأر وفحصوا أجزاء من النسيج.
وأظهر التحليل تخثر الدم المرتبط بالثرومبين فقط في المواقع المضيئة، ويقول الباحثون إن هذه الاستراتيجية يمكن أن تكون مفيدة في توصيل الدواء بشكل أكثر فعالية.
ويقول الدكتور عادل مهدي، أستاذ العلوم الصيدلية بجامعة الزقازيق (شمالي شرق القاهرة) إن إثبات فعالية هذه الطريقة يحتاج إلى إجراء دراسات على حيوانات أكبر، تمهيدا لإجراء دراسات سريرية خلال ثلاثة أعوام على الأكثر.
وأوضح أنه إذا أثبتت تلك الطريقة نجاحا في التجارب السريرية ستكون مفيدة في علاج الأمراض السرطانية، عن طريق توصيل المادة لعلاجية إلى مكان الورم بشكل أكثر تحديدا.