كتاب جديد بعنوان " تحليل الخطاب اللغويّ الاجتماعيّ للأمثال العربيّة" عن دار كنوز المعرفة بعمّان
ويمثل هذا الإصدار إضافة جديدة في موضوع بِكر في اللسانيات الاجتماعيّة، التي هي فرع من اللسانيات التطبيقة،بالاستئناس على النظريات والمفاهيم اللغويّة الاجتماعيّة، منها: النموذج الأصل (Proto type)، مفاهيم المستوى الأساسيّ، الهوية الجندريّة، اللاتماثل..
وكانت الدراسة تتغيّا الكشف عن المعرفة الاجتماعيّة في ما تكتنِه الأمثال العربيّة، وذلك بتتبع التمثلات التي تقف عندها المشاهد والمواقف التي يستنطقها المثل؛ باستقصائها وتحليلها وفق منهجيّة معرفيّة، تُفصح عن ملامح المجتمع العربيّ بصروفه وأحواله، وذلك بدراستها في ضوء اللسانيّات الاجتماعيّة.
إذ تُعنى هذه الدراسة بالتعبيرات اللّسانيّة الاجتماعيّة القارّة في نصيّة الأمثال وشروحها، بوصفها مادة تراثيّة تحمل في خزينها أحداثًا تاريخيّة، وأخبارًا أُسطوريّة، ومواقف اجتماعيّة تبسط بدلالاتها صورة جليّة عن حياة الأمة العربيّة بما يتصل فيها من أحوالٍ ووقائع حياتيّة، واقتصاديّة، وبيئيّة، وحربيّة، وغيرها. وذلك باتّباع المنهج الوصفيّ التحليليّ في جمع النماذج المُنتقاة ووصفها وتحليلها.
استطاعت هذه الدراسة أن تُبرهن طواعية الأمثال العربيّة التراثيّة في دراستها بمناهج حديثة، تندرج تحت مصطلحات حداثيّة؛ تبرز الدور الذي قامت به الأمثال في تصوير الحياة العربيّة بجوانبها السلوكية والأخلاقية، والفكريّة، ورسم معالمها الحياتيّة في تمفصلات أحداثها، فأبانت الأمثال نجاعتها في رصد الحَراك الاجتماعيّ بملابساته الحيّة.
وقد اهتدت الدراسة بأنظار ما أكدّه (هدسون) في أن اللغة لا يمكن فهمها فهمًا دقيقًا بمعزل عن السياق الاجتماعيّ، وأُثبت ذلك في دراسة الأمثال العربيّة، أنه لا يمكن فَهمها دون أن تتعانق وسياقها الاجتماعيّ، فهي صورة مُتكاملة عن منظومة ثقافيّة مُجتمعيّة.
ولم تصل هذه الدراسة على هذا الطريق من دون الإشارة إلى أستاذٍ سنِيّ كان له الفضل والإرشاد على ما أصبحت عليه الدراسة، أستاذ يدرك ماهية البحث وأدبياته، بهذه المُناسبة البهيّة أتشرف بشكرٍ خاص للأستاذ الدكتور عيسى برهومة مُشرفًا ورائدًا حقيقيًا لسارية العلم والتباحث.