لقد اطرقت واجمة لكلمات الصديقة رجاء العبادي وهي تتحدث بكل فخر عن عمها المرحوم حمدان الفياض بصوت اجش شجي، حتى فاضت مدامعي عنوة .
لعمري ليس من السهل على النشمية العبادية حبس مدامعها... وهي تستذكر عمها الغالي الركن الركين والسند المتين، والذي ترك فراغا فى عالم المروءة والاخلاق الذى أصبح عالم القطيعة والنفاق ، فلقد اناخت حروف اللغة العربية ركابها لقلمي.... أيتها الصديقة الحرة الأبية حين شرع بالكتابة عن أبي فادي ..
في يرقا قرية الأوائل.... الشامخة، نشأ وشب في بيت والده الشيخ المختار محمود الفياض الرحامنة، الذي له في مكاييل المجد اوزانا، ولمكارم الاخلاق عنوانا، وللسائلين عن الكرام دليلا ...
بعد أن أنهى الثانوية العامة في " أم المدارس " السلط الثانوية التحق بمعهد المعلمين حواره/ اربد في العام 69 ....وهناك انخرط ومجموعة طلابية للوقوف في خندق الوطن.... يوم لحق أمنه كريهة وجفيلا ..
استهل حياته العملية معلما وزارة التربية والتعليم متنقلا بين مدارسها ، ثم إلى وزارة الشباب مديرا في جرش والبلقاء، واخرها مدير للأندية الرياضية، وكان حاصلا على شارة حكم دولي/ كرة الطاولة.
ابو فادي ..
رجل ذو همه، جريئا قلبه ينبض شجاعة، وحكيما تفيض الحكمة من جوانبه، نفسه مشبعة مروءة وشهامة، وهو أخا ثقة درءا لعشيرته في الحوادث الجلل، حضوره طاغ وقوله شافي، يزرع الثقة في قلوب الحاضرين .
رجل ندر امثاله ... في العفة والطهارة الوظيفية، ارتقى باخلاقه فوق كل مغريات الدنيا التي كانت حوله وتحت تصرفه ..
أبو فادي، قنديل كان يلتم حوله الأهل والأصدقاء، لا يبغض بل لا يحقد على من خالفوه، ودودا لمن ناصروه، لايهزم عند الشدائد، يرمي ببصره بعيدا، لايعمل بالأفراط والتفريط، ولاتهزه صيحات النشاز والتسقيط، ولا يعبئ بالهرير ، ومكانه رأس الحكمة في المواقف الشائكة ..
رحم الله أبا فادي الرجل الصلب، الغائب الحاضر، وسلام على روحه الطاهرة الزكية وقد أفلح من زكاها...