كل صنعة تكتسب أصالتها وجودتها من نسبتها إلى صانع يتميز بخصائص ومميزات تشهد لها بالإتقان والجودة، وبالتميز والتفوق على غيرها من فطر يفطر فطرا وفطرة وفطورا ومن هنا اتت براءة الاختراع فجميع المخلوقات في عالم الغيب أو عالم الشهادة هي من إبداع رب السموات والأرض، فليس لها مثال سابق نسخ منها أو ضوهي فيها تلك المخلوقات،* *ومن أعظم تلك المخلوقات الإنسان، ذلك المجهول إلا من الله تعالى، فقد خلقه الله تعالى على صورته، وأسجد له ملائكته، واستخلفه على الأرض، *وهداه إلى ملة التوحيد، وفطرها على فطرة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير*
*والكمال الخلقي أمر فطري متأصل في الإنسان، فليست الفطرة الإنسانية* *ميالة إلى الشر، لأن الله سبحانه خلقها خيرة في جوهرها، ان التأمل في خلق الله يعني الدخول إلى التفاصيل وإستخراج جمال الموجودات بعين تنظر إلى الجمال لا القبح ، وهو ما أكثره حولنا ، فإن *نظرت قريباً منك ستجد الجمال في أبسط الأشياء الجمال صفة يحبها الناس، ويسعون لنيلها؛ فالإنسان السوي مفطور على حب الجمال في كل شيء، ويحب أن يقتني الجميل من كل شيء، ويحب أن يمتع ناظريه بالجمال. وكل منظر جميل فإن الأعين لا تمل النظر إليه، ولا تطرف عنه.*
*قال الله سبحانه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)، فقد خلق الله الإنسان (فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) من حيث: الخَلْق والصورة، ومن حيث الفطرة السوية والعقل والإيمان بالله تعالى، فذلك أعظمُ أمرٍ فضَّل اللهُ به الإنسانَ على غيره من المخلوقات، ثم قال عزَّ وجلَّ: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) وهو مَنْ انتكس عن الفطرة والإيمان بالله، فمَنْ ضلَّ عن الإيمان بالله بلغ انحطاطُه أسفلَ سافلين من عبادته لغير الله تعالى، وتخبُّطه في الظلمات، وابتعاده عن طريق الحقِّ، وتعطيله لعقله الذي أكرمه الله به.*
*النفس الإنسانية متعلّقة بفطرتها بالله أن الفطرة هي الصفات الخَلقية الأولية التي منحها الله تعالى للإنسان وغرسها في طبيعته هي الاستقامة والسلامة أن كل الناس من جميع الأجناس يولدون على هذه الفطرة أول ما يولدون، فهي سنة من سنن الله التي لا تتبدل ولا تتخلف ولكن بعد الولادة والاندماج في الحياة الاجتماعية، تصبح جميع الصفات الفطرية عرضة للتأثيرات السلبية، التي قد تغير منها قليلا أو كثيرا، دون أن تمحوها وتبدلها من أصلها فالنفس الانسانية دائما متعلقه بالفطره والجمال ان الجمال اعلي وارقي من ان يمسه الشيطان لان لايتصف بهذه الصفة سواءا انسانا او جمادا او حتي الطبيعه الا اذا كان يتصف بصفة الاخلاص لان منحة الجمال هي منحة الاهيه لا يمنحها الا الذي يستحقها واذا منحت للانسان ازداد جمال وايضا الطبيعه او الطيور... فالطبيعة تزداد جمالا والطيور تغرد وتحلق في عنان السماء لكي ترسم لوحة جميله بألوانها المختلفه... ولكن هناك اصحاب النفوس المريضة تتدخل حقدا وغلا لكي تحول الجمال الي قبح وهذا لايتم الا من الاشخاص الشريرة التي تكون تربه خصبة للشيطان ويتحول الجمال الرباني الي قبح الشيطان وبهذا يشيطن الجمال ولكن الجمال يصر علي فرض نفسه لان الجمال منحة الاهيه ولاتزول الا من عند الله الا وهم الغير راضي عنهم الله عز وجل*