إلتقى السيد سمير الرفاعي نائب رئيس مجلس الأعيان في المجلس ظهر اليوم وفدا أكاديميا من منتدى النهضة، وتم خلال اللقاء بحث رؤية المنتدى مؤخرا حول إيجاد وتأسيس حاضنات وقرى الإبتكار ذاتية التشغيل وبمختلف الحقول في الجامعات الأردنية، بهدف دعم وإسناد المشروع النهضوي الملكي دولة الإنتاج بالإبتكار والتطوير من ناحية، وتعزيز منافسية وجودة صناعاتنا الوطنية من ناحية أخرى، وخاصة وأننا ندخل المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية الحديثة، ونعاصر بداية الألفية الثالثة عالميا مع دخول الثورة الصناعية الرابعة، أمام حاجتنا لتعزيز إقتصادنا الوطني وأمننا في مجالات الغذاء والمياه والطاقة.
وقدم الرفاعي في بداية اللقاء موجزا عن التحديات والإنجازات التي عاصرت وواكبت الدولة في مسيرتها مؤخرا، وأكد على رؤية وجهود سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين محليا وإقليميا ودوليا في تعزيز المسيرة والتغلب على التحديات، وخاصة وأننا نواجه مع العالم وباء الكورونا وتبعاته الإقتصادية، والتي تعاني منها كل دول العالم، مؤكدا على متابعته لجهود منتدى النهضة وطروحاتهم وإصرارهم على النجاح، لإسناد المشروع النهضوي الملكي دولة الإنتاج، والذي جاء تتويجا للأوراق النقاشية الملكية.
وقدم المشاركون طروحاتهم من أجل توجيه جامعاتنا إلى طريق الإنتاج والمساهمة الفعلية في إحداث التنمية، عبر الإبتكار والتطوير من خلال البحث العلمي التطبيقي الموجه جزئيا، ولكل جامعة وحسب ميزتها وموقعها الجغرافي وتخصصاتها ومختبراتها المتاحة وطاقاتها العلمية.
وبين مؤسس منتدى النهضة الأستاذ الدكتور محمد الفرجات بأن إبتكارا نوعيا واحدا مما قد ينتج عن حاضنات وقرى الإبتكار ذاتية التشغيل (بإمكانيات كل جامعة وطاقاتها)، قد يرفع الناتج القومي الإجمالي للدولة إلى الضعف، مستشهدا بعوائد تطوير اللقاحات وعوائد مواقع التواصل المختلفة.
هذا وقد تناول المحاورون في الجلسة التي أدارها الأستاذ الدكتور المهندس أحمد السلايمة، البعد السياسي والإقتصادي للطرح والذي قدمته وزيرة النقل السابقة الدكتورة المهندسة لينا الشبيب، إضافة لأهمية وعوائد تنمية تكنولوجيا قطاع النقل والنقل الذكي، فيما قدم المهندس والخبير البيئي سامر ملكاوي مداخلة حول أهمية بحوث وتكنولوجيا الإنتاج الغذائي والزراعة العصرية لضمان أمن المملكة الغذائي.
هذا وقد قدمت خبيرة الأوبئة الدكتورة سهيلة الشبول مداخلة حول عوائد تطوير علم وأبحاث اللقاحات والأوبئة، فيما نقل الدكتور أيمن أبو الرب رؤية المنتدى حول عوائد إيجاد قرية لتطوير صناعة البرمجيات وقرى التكنولوجيا الرقمية والإتصالات.
وحول المياه فقد تقدم الأستاذ الدكتور عدنان حراحشة بمداخلة حول أهمية إيجاد قرية بحوث وتطوير تكنولوجيا تحلية المياه، لضمان أمن المملكة المائي، كما وتحدثت الدكتورة آلاء غيظان عن عوائد إيجاد قرية بحوث وصناعات النانوتكنولوجي في إحدى جامعاتنا، وتحدثت الدكتورة حنين عبيدات عن عوائد إيجاد قرية لتطوير وبحوث الصناعات الدوائية وأهمية الشراكة مع القطاع الخاص في هذا الجانب.
الدكتور مبارك الطهراوي تحدث حول عوائد إيجاد قرية لبحوث وتطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية لضمان أمن المملكة في مجال الطاقة، بينما تحدث الدكتور المهندس ثروت مصالحة عن أهمية تطوير تكنولوجيا الإقتصاد الأخضر والمدن الذكية ومشاريع الدولة الكبرى، لضمان إستدامة البيئة من ناحية، وعجلة التنمية الإقتصادية من ناحية أخرى.
وتطرق الصحفي عمر الصمادي عن أهمية وعوائد إيجاد مركز إعلامي لترويج العقبة الإقتصادية الخاصة عالميا، لإنعاش مشروع العقبة الخاصة، وتحقيق خطتها الشمولية في المجال الإستثماري خاصة.
وتحدث الدكتور مصطفى التل عن الأبعاد القانونية للطرح وقانون التعليم العالي والجامعات، وأهمية تقبل الجامعات لهذا الفكر، وعلى قاعدة من لا يتطور ينقرض.
فيما تطرقت السيدة منال الشاويش لجهود المنتدى وطروحاته ومبادراته والمستمرة منذ عام ٢٠١٣، والذي بدأ مؤخرا برسم خارطة الطريق نحو التنمية لكل محافظة، مقابل بث الفكر النهضوي نحو دولة تنتج وتكتفي ذاتيا، مشددة على فكر ودور المنتدى في تعزيز فكر الإقتصاد التعاوني وسبل البدء فيه وإسناده، كمشروع وطني إقتصادي جمعي ليحقق إقبالا وطنيا كبيرا، يلبي طموح مواطننا بفرص العمل والرفاه والدخل الكافي وشمولية وعصرية الخدمات والبنى التحتية.
وفي آخر اللقاء رد نائب رئيس مجلس الأعيان السيد سمير الرفاعي على جميع المداخلات وبالتفصيل، وثمن دور المنتدى والقائمين عليه، مؤكدا على أهمية العلم والجامعات في تحقيق النهضة، والإنتقال فيها من الدور التقليدي إلى الإنتاجية العلمية والبحثية التطبيقية، بهدف إسناد إقتصادنا الوطني، لتحقيق الرؤى الملكية السامية لتقديم الأفضل للوطن والمواطن، طالبا من الوفد تقديم ما جاء في مداخلاتهم مكتوبا لرفعه إلى الجهات ذات العلاقة، تأكيد على دور مجلس الأعيان الرقابي والتشريعي، إضافة لمتابعة كل الجهود والفرص التنموية وتعزيزها.