كما توقعت في مقالي السابق…الفصل الثاني تعليم عن بعد كسابقه، والإضافة الجديدة واقتبس؛(بان تعتمد الجامعات اليات جديدة في تنفيذ التعليم عن بعد، بحيث يتم تزويد اعضاء هيئة التدريس في الجامعات بالادوات والمعدات التكنولوجية المتطورة واللازمة لتغيير نوعية التعليم الإلكتروني الحالية، بحيث تحاكي هذه الآليات الجديدة القاعة الصفية بما يتعلق بطرق التدريس وتوصيل المعلومة للطالب.كما ويجب أن يتزامن توفير تلك البنية التحتية بتوفير تدريب نوعي مبتكر للاساتذة.)… وهنا أعتقد أن المقصود:الفصول الافتراضية ( virtual classroom ) الصفوف الإلكترونية أو الذكية أو الغرف الصفية التخيلية الافتراضية ، وهي فصول شبيهة بالفصول التقليدية من حيث وجود المعلم والطلاب ، وقد لا تتقيد بزمان أو مكان ، وعن طريقها يتم "استحداث بيئات تعليمية افتراضية بحيث يستطيع الطلبة التجمع بواسطة الشبكات للمشاركة في حالات تعلم تعاونية، يكون الطالب مركز التعلم ، بحيث يتم تفعيل عملية الفهم والاستيعاب، من خلال أنظمة إلكترونية تتيح التفاعل بين الطالب والمعلم بالصوت و الصورة من خلال عرض المحتوى التعليمي للفصل التخيلي من خلال الإنترنت، بحيث تنتقل من المحاضرة التي يكون فيها المدرس هو المسيطر (Dominator) الى مناقشات تفاعلية بصورة طالب معلم، معلم طالب، طالب طالب، ويمكن أن يطور ليكون طلبة طلبة من جامعات أو صفوف أخرى لذات المساق، ويسمى التعلم التفاعلي التزامني.
وهنالك صورة أخرى متقدمة من التعليم الإلكتروني هي:نظام إدارة المحتوى والتعلم ( Learning & Content Management System ) LCMS)، وهي حزم برامج متكاملة تشكل نظاماً لإدارة المحتوى المعرفي المطلوب تعلمه أو التدرب عليه ،وهو عبارة عن برنامج Software صمم للمساعدة في إدارة ومتابعة وتقييم التدريب والتعلم والتعليم المستمر وجميع أنشطة التعلم في المؤسسات التعليمية.
هذا ما قصده الوزير في تصريحة ولكن تصريح الناطق الإعلامي لم يشير لذلك ولم اجد أي جديد فعلي على آلية التعليم الإلكتروني، غير شكليات نمارسها كأعضاء هيئات تدريس في ما سبق، وأما المبادرات المبتكرة التي تحدث عنها الوزير وافصح عنها الناطق الإعلامي فلا تعدو كونها شكليات، وممارسات لم تنجح في التعليم الوجاهي، مثل الساعات المكتبية (اون لاين)، لأنها توضع بشكل عشوائي ولا تراعي إنشغال الطلبة بمواد أخرى ثم أن الطلبة يحجمون عن حضور المحاضرات المقررة بنسب كبيرة، وقضية التأكد من الطلبة ووجودهم على المنصة أثناء المحاضرات فنمارسها دون تعليمات فنجد فرق بنسب كبيرة بين من هم حاضرين أثناء المحاضرة وعدد الذين سجلوا ذاتياً حضورهم على التعليم الإلكتروني..! والطلبة مطمئنيين أنه لا حرمان على الغياب، ولكن عندما يكون عدد الطلبة بالمئات فليس من الممكن للمدرس التأكد من حضور الطلبة، ويلي ذلك مجموعة من الشكليات والنسب الخنفشارية نعملها من غير قناعة لأنها لا تمثل الواقع، وفي الآونة الأخيرة وبكل صراحة لاحظنا توجهات قصيرة النظر قد يكون مصدرها إحدى الجامعات تتسلل إلى قرارات التعليم العالي… !
إذا لن يكون هنالك جديد في التعليم الإلكتروني، من الأمور المتقدمة التي ذكرتها، وقضية اجهزة الكمبيوتر لأعضاء الهيئة التدريسية أعتقد أن الجميع لديهم أجهزة، ولديهم مقدرة مادية، والأفضل توجيه شراء الأجهزة لدعم ومساعدة الطلبة والأهالي، لتوفير الأجهزة وحزم النت للطلبة.
ما تم للآن في التعليم الإلكتروني تجربة، لها ما لها وعليها ما عليها، ولكن (مكره أخاك لا بطل)، مطلوب تحسين نوع التعليم الإلكتروني المُقدم، تقليص السلبيات ما أمكن، ألإبتعاد عن الشكليات والإحصاءات والتقارير الخادعة، التعليم الإلكتروني المتقدم أعتقد أننا ما زلنا بعيدين عنه، لا انكر النجاح ولكنه نسبي قليل، مقابل الوجاهي، ويبقى التقييم معضلة المعضلات، فتجارة حل الإمتحانات تسيدت المشهد، وقد يكون جعل الإمتحانات في الجامعات هو الأفضل، إذا استطعنا تنظيمها ومراعاة الجانب الصحي، جهود كبيزة تبذل من أعضاء هيئات التدريس، ولا يخلو الأمر من هنات وتقصير هنا وهناك، ولكننا جميعاً نبحث عن الأفضل لطلبتنا وابنائنا واهلنا… حمى الله الأردن.