كتابة الأديبة الإعلامية د. هيفاء الأمين ابو ظبي في 22 _3_2021
متقاعدون ادباء وكتاب ومثقفون بعد الوظيفة واداء الواجب :
حوارات وتوثيق مع العقيد الركن م/. سعيد بن لحه الشحي الإمارات
في ذاكرة الأيام، رجال تركوا بصماتهم حيث عملوا وأنجزوا، فبذلوا جهدهم من أجل الوطن، وكانوا نموذجاً يحتذى به، عاصروا تأسيس القوات المسلحة وبداية قيام الاتحاد وتأسيس الدولة، وعملوا على تنفيذ توجيهات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فوضعوا ولاء الوطن راية نصب أعينهم، ولم يألو جهداً في خدمة بلادهم من خلال العمل في قواتنا المسلحة حتى أصبحت من أحدث الجيوش بين نظيراتها من الجيوش المتقدمة.
العقيد الركن م/. سعيد بن لحه الشحي ولد في رأس الخيمة 1-6-1958 تعلم في مدارس الإمارات وبريطانية كلية هيرست وفي باكستان والهند التحق بدورات تدريبية عدة وخدم 14 عاماً بالقوات المسلحة كضابط ميداني، لينتقل إلى كلية زايد العسكرية معلما وموجها، ومنها لكلية القيادة والأركان، ليصبح بعدها كبير المعلمين في معهد القوات البرية، ثم قائدا لمدرسة المشاة، تدرج في العمل من مرشح بالقوات المسلحة الإماراتية، إلى رتبة عميد ركن تقلد العديد من المناصب العسكرية آخرها مديرا لإدارة الموارد البشرية منصب مدير القوى البشرية ، وقد حصل خلال خدمته العسكرية على شهادتي ماجستير من باكستان والهند. كما تقلد عدداً من الأوسمة خلال تلك الفترة.
كانت بيننا لقاءات اجريتها معه خلال زياراتي لقرية زايد للتراث ، ذلك خلال عملي معه كمستشارة إعلامية للقرية كانت جل ذكرياته عن دراسته وعمله العسكري وهواياته ، فهو حافظ تراث الوطن وعاشق تراب أرضه ، فهو تلميذ بمدرسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ما أثر فيه من إرث ثقافي كبير نم لديه هوايته لجمع التحف القديمة والأثار وكل ما يمت للماضي بصلة من اللباس إلى ادوات المطبخ والبخور والبيوت القديمة .. وكان يستلهم من كتب الأجداد شغفه بماضيه الذي يمجد تراث الإمارات وحب الوطن وكيف فعل من هوايته وحبه للماضي ترك الآثر في الحاضر لكي يستمر ويعرفه ويحبه الأحفاد والأجيال القادمة ومثاله مقولة، (من لا ماضي له..لا حاضر ولا مستقبل له) هذه العبارة لحكيم العرب جعلته يثقل هذه الهواية وذلك تخليداً لذكرى وجهود مؤسس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة التي بذلها للنهضة بالدولة وتحقيق شهرتها العالمية على كافة الأصعدة.
وفي رحلة الغوص للمثقف المتقاعد الشحي التي غصنا معه فيها وخضناها سوياً إلى قرية زايد التراثية التي تبعد عن رأس الخيمة نحو 30 كم، رافقتنا سلسلة الجبال التي تفصل رأس الخيمة عن عُمان، ولم يكن في المنطقة سوى بعض البيوت المتناثرة التي يلفها الهدوء التام.
استقبلنا باني ومؤسس القرية الشحي الذي أستهل حديثه بقولة : «التراث هوية الإنسان، وهو الذي يشكل ذاته وكيانه، والانفصال عنه إنما هو تدمير للذات والهوية»، وعلى هذا الأساس شيد قريته التراثية التي حملت اسم باني الدولة المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه .
أتم تأسيس قرية زايد التراثية في منطقة (غليلة برأس الخيمة) وهي تحمل بكل عزة وفخر أسم زايد طيب الله ثراه باني نهضة الإمارات الحبيبة التي تستنشق منها عبق الماضي العريق، وتستمع بين صدى جدرانها إلى همهمة الأجداد وأغنياتهم، ووقع خطواتهم التي ما زالت تحتفظ بمعالمها على الأرض المعطاء، هناك بإطلالة على التاريخ الإماراتي العريق غوص مغرق في القدم عبر التاريخ للتعريف بتراثيات الإمارات وتاريخها الماجد نموذج تراثي متميز منذ التأسيس لدولة اعتلت قمم الحضارة بأعلى المستويات
فالقرية ليست الوحيدة في رأس الخيمة، إنما الأكثر شهرة وأكثر تجسيدا لحكاية تأسيس الإتحاد بالإمارات وسميت على اسم مؤسسه ،خلال أرجائها تلمسنا أنها لم تبتعد في موقعها كثيرا عن إرث الأجداد الذين سكنوا الجبل وحرثوا البحر وافترشوا التراب، فقد جاورت الجبل، حيث كانت تدق الفؤوس بالأرض تمهيدا لزراعتها، وتطل منه على البحر على الخليج العربي وصوت النواخذة والبحارة ، يصدح إلهاما ونشوة وفخرا بأغنيتهم المشهورة «يا مال».
لا يجاورالقرية سوى مدفن الذيضض يعود بتاريخه إلى أكثر من أربعة آلاف عام، بحسب البعثة الألمانية التي قامت بتحليل رفات الراقدين فيه.
فكرة تأسيس القرية: « لم تأت فكرة القرية من فراغ، فقد بدأها من مجلس صغير كان يجتمع فيه مع أبنائه وأصدقائه لتجاذب أطراف الحديث، حينها تلقى اقتراحات عدة لتوسيع المجلس بحيث يضم عدداً أكبر من الزوار، والخطوة الأولى في رحلة بناء القرية كانت في عام 2004، وبعد الانتهاء من تشييدها بعد عام قام سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة بافتتاحها رسميا.
وأوضح العميد المتقاعد الشحي مؤسس القرية لقد تأسست في عام 2005 لتؤرخ للإمارات أمجادها على مدى عقود، مشيرا إلى أنها تضم 9 قاعات، أولاها قاعة محمد بن زايد التي تعرض فيها أسلحة تقليدية استخدمها المواطن قديما مثل السيوف والبنادق البدائية، إلى جانب مكتبة تحتوي على 10 آلاف عنوان تحمل اسم المغفور له الشيخ صقر بن محمد ألقاسمي، وقاعة أخرى تحمل اسم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر ألقاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة ومخصصة لحفظ عدد من المقتنيات الفضية والتحف القديمة.
محتويات القرية التراثية: بين العقيد المتقاعد سعيد لحة الشحي بأن القرية التراثية التي تعتبر الأشهر بين القرى التراثية التي يقيمها مواطنون في رأس الخيمة، تحتوي على أقسام تؤرخ للحياة في الإمارات في الماضي، حيث تضم قسم "بيت القفل” الذي يحتوي على تراث أهل الجبل على مر العصور، وقسم "المخزن” المخصص لشرح أسلوب حياة "أهل الجيد” أي الميسورين من التجار من أهل البحر الذين عاشوا في الإمارات بداية القرن الماضي، وقسم "الدهريز” وهو المكان الذي يجلس فيه أصحاب الدخول العالية خلال فصل الصيف، يقابله قسم آخر يحكي كيف كان أهل الجبل يتغلبون على القيظ، وقسم "العريش” وهو المكان المخصص لجلسة أهل الساحل خلال فصل الصيف، يجاوره نموذج للخيمة التي تستخدم في فصل الشتاء، ونموذج لمجلس أهل الساحل يحمل اسم "السبلة”.
كما يوجد في القرية قبر أثري يعود تاريخه إلى 4 آلاف عام قبل الميلاد، يضم رفات 53 من أبناء المنطقة، ويحمل اسم مدفن غليلة الأثري،
وأوضح العقيد الشحي إن المدفن هو ثالث المدافن الأثرية في الدولة حيث يوجد واحد في منطقة القصيص بالشارقة وآخر في مدينة العين..
وتوجد في رأس الخيمة عشرات القرى التراثية التي يحرص المواطنون على إقامتها، حيث لا يكاد يخلو حي أو شعبية من مثل هذه القرى التي تضم العديد من المقتنيات التراثية، فضلاً عن الكثير من البيوت التي تعرض مقتنيات من الزمن الماضي، حيث يحتفظ أهل البر بأدواتهم، وكذلك أهل الجبل، حيث إن طبيعة الأهالي تشجعهم على إقامة مثل هذه المتاحف التي تحكي تاريخ الإمارات، بتراثه وتاريخه العريق.
أقسام القرية تضم قرية زايد للتراث بداخلها أقساما عدة توثق لماضي الإمارات، حيث تبدأ بقاعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد، التي تضم بداخلها أكثر من 120 قطعة سلاح بدءاً من السهم والسيف ومرورا ببندقية الفتيلة التي تعود الى العام 1503، وبندقية أبو حبة المصنوعة في1901، وبندقية أم خمس في 1940، وانتهاء بالبندقية الحديثة، وقد أطلق العميد لحه عليها هذا الاسم تيمنا بشخصية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد العسكرية.
بينما تضم قاعة صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي، مكتبة ضخمة فيها نحو 7000 كتاب توزعت بين موضوعات وعناوين مختلفة في التاريخ والأدب والدين والطب والهندسة وعلم الاجتماع واللغات والاقتصاد وغيرها، كما تضم أيضا صوراً قديمة لأبناء المناطق الساحلية والجبلية، ومخطوطات قديمة تعود إلى 1895.
وتوثق للمراسلات القديمة بين حكام الإمارات والحكومة البريطانية، وفيما بينهم أنفسهم، وهي تستقبل عادة الباحثين وطلبة العلم، وتنظم فيها الندوات، حيث تتسع لنحو 150 شخصاً. وهناك قاعة سمو الشيخ سعود بن صقر، المخصصة للتحف والفضيات والأواني التقليدية التي كان يستخدمها أهل الساحل والجبل.
نماذج البيت الإماراتي والمتجول في القرية سيلاحظ نماذج عدة من البيوت التي سكنها أهل الإمارات قديما، مثل بيت «العريش» الذي كان أهل الساحل يشيدونه من سعف النخيل ويفتح من الأسفل للتهوية، وكان يستخدم في الصيف، حيث يرحل الأهل اليه هربا من قيظ الصحراء.
وهناك نموذج آخر لبيت «السبلة» الذي كان يبنى من جريد النخيل ويفتح من جانب واحد، ودأب أهل الساحل والريف على استخدامه كمجلس لاستقبال ضيوفهم. وكذلك نموذج «الخيمة» التي كان أهل الساحل يستخدمونها في فصل الشتاء، حيث كانوا يشيدونها من سعف النخيل ويقومون بإغلاقها من جميع الجهات عدا جهة واحدة يكون فيها المدخل الرئيسي.
بالمقابل تنتقل القرية بنا إلى نموذج آخر من البيوت التي كان أهل الجبل يستخدمونها في الماضي، مثل بيوت «الصفة أو العقة» التي كانت تبنى من الحجارة وتتميز بكثرة فتحاتها، حيث كان أهل الجبل يستخدمونها كمجلس لاستقبال الضيوف، وكمصيف في الوقت ذاته.
وبيت «القفل»، وهو عبارة عن غرفة تحفر في الأرض أو كهف جبل، وتوصد من كل الجهات ويصمم لها باب كبير وقوي وعادة ما كان يصنع من خشب السدر، ويتميز هذا الباب بطريقة إغلاقه حيث لا يمكن لأحد فتحه سوى صاحب البيت. كما تطالعك أيضا غرفة الدهريز التي تتميز بكثرة شبابيكها، وكان يستخدمها أصحاب الدخول الجيدة من أهل الساحل في فصل الصيف.
وبعيداً عن أنواع البيوت التي شيدت في الإمارات قديماً، تضم القرية نموذجا «للوعب» التي تعني «الأرض المتدرجة»، حيث كان يقوم أهل الجبل قديما بتمهيد الأرض وتنظيفها مع اقتراب حلول الشتاء تمهيداً لزراعتها بالقمح او الشعير.
مدفن غليلة: وما أن ترتفع قليلا في القرية حتى يطالعك مدفن غليلة الأثري، الواقع بالقرب من القرية، ويعود مدفن غليلة الأثري بقدمه إلى 4000 عام، وتشير المصادر إلى إنه استخدم مرة ثانية وبصورة جماعية في العصر الحديدي بين 900 ـ 500 سنة قبل الميلاد، وأغلب الأدوات المكتشفة مماثلة لتلك التي عثر عليها في بيوت تعود للعصر الحديدي والتي وجدت في العين ومدافن القصيص في دبي.
وتقع في شمال المدفن منطقة سكنية تم استيطانها حتى القرن الأول قبل الميلاد، ويتكون المدفن من جدار بيضاوي وقاعدة وسطية، وغرفتين جزء من أرضيتهما مبلط ومدخلها من الشمال، أما الحائط الخارجي.فقد كان في الأصل يحمل سقفا قوامه أحجار مسطحة، وعثر فيه على بقايا 53 شخصا على الأقل وبالرغم من أن هذه البقايا وجدت مبعثرة إلا أنه تم الكشف عن عظام كاملة لشخصين وعدد من الخواتم البرونزية على مقربة منها، كما عثر في هذا المدفن أيضا على أكثر من مئة آنية يوجد بعضها في متحف رأس الخيمة.
أهداف وطنية سامية : ويوضح لنا لحه أن هدفه من بناء القرية لم يكن ماديا بل هدفا وطنيا يسمو بالوطن إلى القمم من خلال تعريف الأجيال المستقبلية بالإمارات بالحياة الماضية لتاريخ الأجداد المؤسسين لهذا الوطن الغالي ، والتغيرات التي حدثت فيها، وأنواع المنازل التي استخدمها الأجداد في الماضي ومحتوياتها من الأثاث والأدوات سواء لأهل الساحل أو الجبل، وإلى جانب ذلك تعريفهم بشخصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد الذي استطاع بحنكته أن يغير الخريطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المنطقة عبر تأسيسه للاتحاد الإماراتي بالتعاون مع إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات رعاهم الله جميعا .
فبهذه الهواية التراثية الثقافية المفيدة التي صممها وبناها وعمل عليها بانجاز متفرد (قرية زايد التراثية في رأس الخيمة) .. إطلالة على التاريخ الإماراتي العريق غوص مغرق في القدم عبر التاريخ للتعريف بتراثيات الإمارات وتاريخها الماجد نموذج تراثي متميز منذ التأسيس لدولة اعتلت قمم الحضارة بأعلى المستويات، وما أجملها أحساسك بالماضي أن تعيشه حاضراً أمامك يثير بك البهجة والفرح ومع النسمات الربيعية التي هبت قادمة بتقاليد وعادات تراثية التي طبعها ببصمة منفردة على ترانيم الحياة الماضية مؤسس قرية زايد التراثية العقيد الركن /م. سعيد بن لحه الشحي الذي أستقبلنا بأجمل صورة للضيافة الأصيلة بالحفاوة والترحيب والأستقبال من باب القرية المزخرف بتراث الأجداد وهذا ميراث اورثه لهم الأباء كرم الضيافة وحسن الأستقبال والترحيب والبسمة حتى تظن نفسك بينهم صاحب الدار وهم الضيوف بلفته طيبة تحسسك بتوافق الاخوة والأصدقاء من ابوظبي لرأس الخمية من الإمارات بوحدتها وإتحادها بالحب والوفاء والعطاء والتنافس على إسعاد القيادة التي أسعدته.
من زوار القرية : فقد زار قرية زايد التراثية العديد من الشخصيات وأهمها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورافقه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وقاما بزيارة القرية.وأكد العقيد على التلاحم الذي يعيشه أبناء الإمارات قيادة وشعباً، وأن هذه الزيارات تأكيد على أهمية التراث الإماراتي .
ومما نعرفه عادة عندما يصل الموظف إلى سنّ التقاعد، تبدأ العديد من الأسئلة تحوم في رأسه، أبرزها؛ ما الذي سيفعله في أول يوم من تقاعده؟ ولأن تقدير المتقاعدين لابد وأن تكون ثقافة مجتمعية راسخة عند جميع فئات المجتمع، فهناك أصوات تطالب باحتوائهم في أندية وجمعيات وملتقيات للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، وتنظيم شتى الأنشطة الهادفة والترفيهية التي تحقق سعادتهم، وشعورهم بأن المجتمع مهتم بهم، لاسيما أن المتقاعد شخص يمتلك طاقة كبيرة يمكن الاستفادة منها، لذا فالمطالبون بالاستفادة من خبراتهم يلحون على الاستفادة من خبراتهم، لاسيما وأن هناك عدداً كبيراً من المتقاعدين القادرين على العمل والإنتاج، كما تذهب الأصوات المنادية بإدماجهم من جديد بتأهيلهم وتدريبهم على استغلال طاقاتهم وإمكانياتهم، خاصة وأن هناك فئة تقاعدت في سن مبكرة ولم تصل إلى عُمر الستين عاماً.
.
وما علينا أن نعرفه أنه هناك حرصاً من الآباء تجاه الأبناء والأجيال الجديدة التي لم تعش السنوات الصعبة قبل اكتشاف النفط، على التعريف بالتراث الوطني فمن خلال هذه المقتنيات يعيش أبناء الجيل الحالي الأجواء التي عشناها في ستينيات وخمسينيات القرن الماضي، والتي لا يستطيع من عاشوا في ظل الحضارة تخيل كيف تغلب الآباء على هذه الظروف القاسية.
لذلك فعلى الجيل الجديد أن يقدر ما قدمه لنا الأباء ويحافظو عليه ليشاهده الأبناء .
فهكذا سنوات التقاعد للمثقفين هي روح وعمل وتحقيق حلم يبقى للأبناء والأحفاد .. ولا يزال للعطاء فيها بقية وبقايا للأجيال القادمة ....