"ما من يوم من أيامنا أجلّ وأعظم من يوم الكرامة التي أشرقت شمسه وتنفس صبحه بنفحات النصر والعز والشموخ قبل ثلاثة وخمسين عاماً مضت”، بهذه الكلمات بدأ الدكتور عمر مشهور الجازي رئيس مجلس أمناء جامعة عمان العربية كلمته وذلك خلال رعايته احتفالات الجامعة بذكرى معركة الكرامة.
وقال خلال كلمته بأن يوم الكرامة الذي تنادى به جنودنا البواسل تشدُّ أياديهم السمر على زناد البنادق ، ويعاضدهم أخوة الدم من عناصر المقاومة تحت راية الجيش العربي المصطفوي حيث كان للفرقة الأولى بقيادة المغفور له بإذن الله الفريق الركن مشهور حديثة الجازي شرف صد العدوان الهمجي، عن ثرى أردننا الطهور وكانوا جميعاً على موعد بفارغ الصبر مع العدو الإسرائيلي يحملون أرواحهم على راحات أيديهم لمواجهة دبابات العدو على ضفة نهر الأردن الخالد الذي خطط لعبوره إلى ضفته الشرقية لتحقيق أهدافه العسكرية للقضاء على خلايا المقاومة الرابضة على شريط الجبهة الغربية لغور الأردن وضرب قطاعات الجيش العربي الأردني المرابطة في تلك المنطقة لمنع وصد تحركات العدو آنذاك وكانت على نية لاحتلال جبال السلط الأبية لجعله حزام أمان وحماية لها كما فعلت في هضبة الجولان المحتلة، والعمل على ترويع المواطنين العزّل لإجبارهم على ترك أراضيهم ومنازلهم هناك لتفريغ المكان لهم ليكون موقع لمعسكراتهم في أنحاء البلقاء الخالدة.
وعبر الدكتور الجازي عن الاعتزاز بأفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وبعث لهم بأحرّ التهاني ومعاني الفخر والاعتزاز بجميع منتسبيها قادة وضباطا وأفرادا وإلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين _حفظه الله _ المعزز وراعي المسيرة المباركة لأردننا الغالي سائلا الله أن يحفظه وينعم عليه بالصحة والعافية وولي عهده الأمين وأسرته الهاشمية وإلى كل أفراد الأسرة الأردنية الكبيرة الممتدة من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها
من جهته قال رئيس جامعة عمان العربية الأستاذ الدكتور محمد الوديان في كلمته التي ألقاها في الاحتفال بأنه في هذا اليوم من أيام الوطن تغمرنا الفرحة ونحن نحتفل بذكرى معركة الكرامة الخالدة التي سطر فيها جيشنا العربي الباسل فجر تاريخ جديد لأمتنا العربية جمعاء ولأردننا خاصة بكل إرادة وعزيمة حينما تصدى للعدو في منطقة الكرامة أرض العز والصمود وقد ظنوا أن الطريق سهل لاقتحام الحدود الغربية للأردن واحتلال منطقة الأغوار وجبال السلط الشامخة والقضاء على عناصر المقاومة التي كانت رابط على الشريط الحدودي الشرقي لنهر الأردن ولكن أبطال القوات المسلحة رجال وعتاد تساندهم نيران المدفعية من على قمة الجبل الحاني على أرض الكرامة قد قالوا كلمتهم ولقنوهم درسا لن ينسوه أبدا وأبطلوا مقولة الجيش الذي لا يقهر وأسقطوا رهان قائدهم الذي وعد الصحفيين بتناول العشاء والقهوة على جبال السلط الأبية فتأجل وعده إلى الأبد وانتهت المعركة وارتفعت راية النصر على العدو واذاقوهم شر الهزيمة وأشربوهم كأس الذل والانكسار.
وأضاف الدكتور الوديان إن احتفالنا اليوم بذكرى الكرامة الثالثة والخمسين هو امتداد لاحتفالنا بهذا الشهر بذكرى تعريب قيادة الجيش العربي المصطفوي في الأول من آذار ولعل حسن الطالع أيضا قد صادفت هذه الذكرى احتفالات المملكة بالمئوية الأولى لتأسيس الدولة الأردنية برعاية الهاشميين الغر الميامين وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين _حفظه الله.
وفي نهاية الاحتفال الذي أداره عميد شؤون الطلبة الدكتور خالد بني حمدان ألقى الشاعر فادي العبادي قصيدة شعرية تغنى بها بهذه المناسبة وبأمجاد العز والكرامة لأردننا الغالي، هذا وحضر الحفل عدد كبير من منسبي الجامعة احتفاءً بهذه المناسبة الغالية على كل الأردنيين.