ساد القلق الاوساط الاردنية بسبب تسارع احداث الثمانية واربعين ساعة الاخيرة من يوم السبت 3 نيسان ، ووقفنا في حيرة من امرنا بين الرفض والشجب من جهة وبين الانتظار للمشهد الاخير ، وسبب الحيرة هي وجود امير هاشمي له مكانته، خاصة اننا في الاردن ننظر الى الاسرة الهاشمية بمعيار المحبة والولاء دون تمييز بين افراد المؤسسة الهاشمية، وفي ذات المعادلة شخصية كانت عرضة للانتقاد والجدل وهي من الشخصيات التي هبطت من سماء ما على الاردن وليست من جلدتنا وكانت فرصة عند البعض للتصعيد ، ولكن ما اضاف تعقيدا هو اعتقال كل من له علاقة بسمو الامير حمزة واعطى هذا الفعل ردود فعل غاضبة خاصة انه ليس من المألوف ابدا ان تكون عشائرنا الاردنية في طرف مؤامرة ما ايا كانت بل هي سيف هاشمي وطني وحصن وطني ودرع للدفاع عن الوطن وقيادته .
ولكن كان الوضع قلقا ، ومتابعة المشهد فيه تخبط برسم السيناريو الذي لا يمكن تحديد البدايات ولا ما خلف الكواليس ، ولا معرفة المخطط الرئيسي ولا معرفة الاهداف النهائية ؟؟
ولكن بالنسبة لنا كأردنيين لو وقع مثل هذا السيناريو مستقبلا وكان هناك احداث على ارض الواقع ،فهل لدينا استعداد للمواجهة ؟ هل الاعلام الاردني كان بمستوى الكفاءة من خلال موقفه ودوره في الحادث العابر الذي عشناه ؟ هل المواطن الاردني على درجة من الوعي لمعرفة كيفية التعامل مع الاشاعات او محاولات التجييش واساليب نشر الاشاعات والفتن ؟
بمعنى آخر : كيف نقيم متانة الجبهة الداخلية وتحصينها في مواجهة الاضطراب والاشاعة والفتنة ؟ وهل نحن بعيدين عن مواجهة فتنة او اضطراب ما او حالة تمرد ؟ هل لنا في مجريات الربيع العربي في بلدنا عبرة ودروس وقد فقدنا عددا من الشهداء في تلك الفترة ؟ وسبق ذلك احداثا في السبعين ايضا،ولكن قد يكون هناك اختلاف في الرجال من مرحلة الى مرحلة .
نحن في مئوية الدولة والتي عاشت فترات حرجة وصعبة ودقيقة عبر العقود الماضية نفترض انها أصلب عودا الان ، واقوى ، ولكن يجب استمرار عملية الصقل والتقوية .
في احداث عمان الاخيرة هي الاختبار للجميع في كيفية التعامل مع الفتنة وهذه الجائحة السياسية بابعادها المختلفة ، ولكن كان قرار جلالة الملك عبدالله الثاني هو الذي نقلنا الى مرحلة الهدوء والثقة والقضاء على كل الاحتمالات التي افرزها الموقف ، وهي احتمالات شيطانية في بعض ملامحها وقد استعد البعض في الداخل مع الابواق الخارجية لانتهاز الوضع لتنفيذ اجندات قذرة .
ولكن لندرك تماما ان الاردن بشعبه وقيادته وجيشه قد خرج من ازمات صعبة عبر تاريخه وهو الاقوى ، وفي كل مرة تتكشف الجهات التي تريد العبث بالامن الوطني والاستقرار وحتى محاولة الوصول الى جذور الدولة .
نحمد الله على ما آلت اليه الامور والى النتيجة التي عالج الملك عبدالله الثاني بحكمته الوضع ، ونحن نتطلع الى التسامح الهاشمي قريبا ، وهو التسامح الذي هو جزء من قيم الهاشميين وهو اساس في مسيرة الدولة الاردنية التي هي على دوام مسيرة الخير والمحبة .
ويبقى السؤال : هل من دراسة لما حدث ؟ وهل هناك استنتاجات ؟ ومعرفة لدور الاعلام والثقافة الوطنية ودور السياسيين ودور المواطنين خلال الازمة هذه الازمة ؟ هل نرى ان ما جلارى تمرينا واختبارا علينا ادراكه ومعرفته لنبني سيناريوهات مستقبلية اضافة لوضع خطط استباقية ليكون المواطن الاردني جاهزا للمواجهة ضد اي خطب ايا مصدره وقوته ؟ ...