يُقصد بالتّنوع الحيوي كل شكل من أشكال الحياة على وجه الأرض أو تنوّع الأحياء المتعددة الموجودة في الأنظمة البيئية المختلفة، والتي تتباين من حيث العدد ومستوى النمو الذي ينحصر ما بين الأدنى تطوّرًا من كائنات حية دقيقة إلى الأعلى تطورًا على سُلّمِ النّظام البيئيّ و أرقاها الإنسان ، كما يتباين تنوّع الأحياء حسب المنطقة الجغرافية، حيث تعتبر الأماكن الدّافئة والاستوائية الأكثر والأغنى بأنوّاع الكائنات الحيّة، على عكس الأماكن الباردة التي تفتقر في التّنوع الحيوي علمًا أن الدراسات الحديثة بينت أن نسبة عالية من الكائنات الحية لم يتم التعرف عليها وتصنيفها حتى الآن .
التنوع الحيوي يعتمد على الاختلاف في الكائنات الحية الحقيقية مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والنباتات والحيوانات ونسبتها و أعدادها وأماكن تواجدها و الإختلاف الجيني الذي يعتبر من أهم المقاييس لاستقرار النظام البيئي حيث تطور الاهتمام بذلك إلى اعتماد بنوك وراثية لحفظ الجينات والاستفادة منها .
الاختلاف في النظام البيئي الذي يعود إلى تعدد البيئات المتواجدة على سطح الأرض سواء اليابسة أو المياه ( العذبة أو المالحة )مثل البيئة المائية الصحراوية الاستوائية أو المعتدلة، حيث من الصعب العيش على أكثر من بيئة مختلفة للكائنات الحيه دون حدوث أي أضرار، و من الممكن أيضًا أن تتأثر بالاختلاف الثقافي حيث أن البعض يقدس بعض الأنواع من الحيوانات أو النباتات تبعًا للتقاليد الشعبية.
إن أهمية التنوع الحيوي تتجلى بالنسبة لصحة الإنسان، حيث يعتبر التنوع البيولوجي ضروري لتحقيق التوازن البيئي للمحافظة على صحة البشر والكائنات الحية بإختلاف أنواعها،
و تكمن أهميته بالنسبة لصحة الإنسان من ناحية الفوائد الصحية والغذائية التي نحصل عليها ، التي هي أساسية لحياة الإنسان، كما تقوم النباتات بتنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون وتزويدنا بالأكسجين، ناهيك عن وجود الغابات التي تساهم بشكل كبير بالتقليل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون الذي يؤثر في التغير المناخي.
بعض الكائنات الحية تتغذى على المواد العضوية بالتربة، مما يمنع تراكمها فيزيد من خصوبة التربة، أما الحيوانات المفترسة فتعمل على ضبط أعداد الكائنات الأخرى وكذلك تساعد الحشرات في تلقيح النباتات مما يزيد من تكاثرها وتعمل الأشجار على تثبيت التربة، وهناك الكائنات الحية التي تقوم بالمكافحة البيولوجية لإبادة الأعشاب والحشرات الضارة فهي أفضل من المكافحة الكيميائية .
للحفاظ على ظاهرة التنوع الحيوي لا بد من الاستعانة بتجارب الدول الناجحة والأمم المتحدة في هذا المجال وتطوير التشريعات والقوانين اللازمة لذلك، بالاضافة إلى دعم الثروات الحيوانية و النباتية وإنشاء الحدائق المنزلية والعامة وزيادة المساحات الزراعية وتنميتها ورعايتها والحد من التوغل في استخدام الأراضي الزراعية الخصبة للبناء ومراقبة المحميات للحد من الصيد الجائر ومراقبة المصانع للتخفيف من الانبعاثات الضارة والتقليل من استخدام المبيدات الحشرية وتشجيع البحوث والدراسات التي تختص بالتنوع الحيوي وغيرها الكثير مما يساعدنا على العيش في بيئة صحية و آمنة .
وهنا لا بد من الإشارة إلى الجهود المبذولة لتعزيز التنوع الحيوي والتعريف به من قبل اللجنة الوطنية للتنوع الحيوي برئاسة سمو الأميرة بسمة بنت علي بن نايف وأهمية إقرار بروتوكول الحصول على الموارد الجينية والمنافع الناتجة عن استخدامها.
وللّه أتضرع أن يحفظ قيادتنا الهاشمية وشعبنا الأردني ووطننا الأبيّ من كل مكروه.