مندوبًا عن رئيس الوزراء الأسبق دولة السيد سمير الرفاعي رعى رئيس جامعة جدارا معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات احتفالات الجامعة بتأسيس مئوية الدولة الأردنية عبر تطبيق زوم بحضور رئيس هيئة مديري الجامعة عطوفة الدكتور شكري المراشدة، ورئيس مجلس الأمناء معالي العين الدكتور صالح ارشيدات وأعضاء المجلس وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في محافظة إربد، وبعض الوزراء السابقين والأعيان، ومجالس الحاكمية في الجامعة، وأسرتها والطلبة.
وقال عبيدات نحن اليوم في جامعة جدارا نشارك الوطن احتفالاته بمئوية الدولة الأردنية، كمناسبة وطنية خالدة في وجدان الأردنيين، لتحكي قصة نجاح لوطن تم بناؤه بإرادة وعزم الهاشميين الأطهار والأردنيين الشرفاء، إبان مسيرة التأسيس والتطوير والبناء والازدهار، فهذا اليوم يشكّل محطة لاستلهام التاريخ واستشراف المستقبل، لتكون الدولة الأردنية منارة يستمد منها جيل الشباب الدروس والعبر نحو المستقبل المشرق لتحقيق مزيدٍ من التقدم والازدهار.
مؤكدًا أن مبادئ الثورة العربية الكبرى، المبنية على الوحدة والحرية والحياة الفضلى، الدولة التي سارت في الانتقال السلس الواثق من الاستقلال في عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، مروراً بعهد الملك طلال واضع الدستور، منتقلة لعهد الملك الباني الحسين طيب الله ثراه، الذي حمى كيان الدولة وحصّن وبنى مؤسساتها، وصولاً للملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين الذي عظّم ازدهار ومنعة وتحديث وعصرنة الدولة واعتمادها على ذاتها ومكّن سيادتها في زمن الألفية الثالثة ألفية العلم والتكنولوجيا، مشيرًا إلى ما قدمه الأردن من تجربة فريدة ومتميزة في بناء الدولة العصرية، من منظومة الأمن والاستقرار على مستوى المنطقة والعالم، وامتلك جيشاً وأجهزة أمن متطورة ومتمكّنة.
مضيفًا وضع جلالة الملك المعزز التعليم كأولوية وطنية، فغدا الأردن محجاً ومركزاً عالمياً في التعليم العام والعالي، وينهل من علم مؤسساته التعليمية على الأرض ما يربو عن مائة وعشر جنسية شقيقة وصديقه، ونسب الوافدين في جامعاتنا الأردنية تجاوز 15%، وإنفاقها على البحث العلمي والابتكار حوالي 5% من موازناتها، وفي الأردن حوالي ثمانمائة باحث لكل مليون مواطن، وإنفاقه على التعليم فاق 14% من الناتج المحلي الإجمالي، ونسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي 100%، ونسبة الانتقال للتعليم العالي 85% من خريجي المدارس، والكثير من المؤشرات.
واستعرض ما قدمته جامعة جدارا كمؤسسة وطنية شهدت وساهمت في نجاحات مئوية الدولة الأردنية، ووفق خطة النهوض التي تتبناها إدارتها ومجالس حاكميتها وأسرتها بحصولها على الاعتمادية العالمية ASIC من هيئة الاعتماد البريطاني، وحصولها على مراكز متقدمة في التصنيفات الدولية في GREEN-METRIC و WEB-MATRIX وضم مجلة جامعة جدارا لقواعد بيانات EBSCO ورفع الطاقة الاستيعابية للجامعة لثمانية آلاف طالب واستقطاب العشرات من الأساتذة المتميزين واستحداث برامج وتخصصات عصرية وبيئة جامعية خضراء ومستدامة ونظيفة وآمنة وصحية .
وهنأ المراشدة قائد الوطن وأجهزته الأمنية وجيشه والشعب الأردني بهذه المناسبة مشيرًا إلى ما حققته الدولة الأردنية من نجاحات وإنجازات على الأصعدة كافة، ويحدونا الأمل هذه المرحلة المفصلية من عمر الدولة الأردنية باحتفالنا في مئوية الدولة الأردنية وبقيادتها الهاشمية التاريخية، منذ تأسست إمارة شرق الأردن في العام 1921 على يد الملك المؤسس عبدالله الأول الذي ساهم في تأسيس دعاماتها واستقلالها، ومروراً بالملك طلال واضع الدستور والملك الحسين الباني طيب الله ثراه، وصولاً لحادي ركب الأردنيين الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين ، الذي عزّز البناء وطوّر وحدّث أدوات وأجهزة الدولة وتطلعاتها، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار والانفتاح والتعددية السياسية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولازدهار والنمو والنماء، وبناء دولة حديثة تستند للدستور والقانون والانتماء للعروبة والإسلام تحقق على يد ملوك بني هاشم الاربعة .
مبينًا أن الاحتفال بمئوية تأسيس الدولة الأردنية ليس أردنياً فحسب، بل إقليمياً وعالمياً على السواء، لدولة تدعو للسلام بين الأمم وتساهم في ترسيخه من خلال قوات حفظ السلام الدولي، وتستقبل أفواج اللاجئين وتحارب الغلو والتطرف والإرهاب، وتساهم في حفظ حقوق الإنسان وتطبيق القانون الدولي واحترام المواثيق الدولية والعلاقات بين دول الجوار، وحافظت على استقرار وأمن الشرق الأوسط برمّته.
وأكد المراشدة أن هيئة مديري جامعة جدارا تصدع لتطلعات جلالة الملك بأن تكون مؤسساتنا التعليمية متميزة ومرموقة وذات سُمعة عالية ورفيعة، فلم نتوانى منذ اللحظة الأولى لتأسيس الجامعة لتكون منارة علمية يشار لها بالبنان، وتوفير البنى التحتية والحاجات اللوجستية المناسبة للتطوير والتحديث والخطط الاستراتيجية والأكاديمية المطلوبة، ولن نتوانى عن تقديم كل الدعم للمضي قُدماً بالجامعة صوب العالمية وفق خطة نهوضها.
واستعرض رئيس مجلس أمناء الجامعة معالي العين الدكتور صالح رشيدات تطور الحياة السياسية في الأردن خلال مائة عام وكيف استطاع الهاشميون بناء دولة الأردن الحديث التي ترتكز على مفاهيم وأسس واضحة المعالم حتى بات للأردن حضورًا مشرفًا في المحافل الدولية.
بينما تناول معالي العين محمد يوسف الملكاوي دور القوات المسلحة في نجاحات الدولة الأردنية، وكيف كان للجيش العربي دور كبير في استقلال الأردن بقيادة الحسين الباني رحمه الله ودوره الكبير في الذود عن حمى الوطن، والجهود الكبيرة التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى تطور الأداة العسكرية الأردنية من جيش وسلاح جو وأمن عام حتى اصبحت اجهزتنا الأمنية والعسكرية من أقوى الأجهزة في المنطقة والإقليم.
وتطرق معالي الدكتور عزمي المحافظة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الأسبق إلى تطور التعليم العام والعالي في الأردن بعد أن كانت الأمية هي المسيطرة في بداية تأسيس الدولة الأردنية، وما آلت اليه الآن من تطور علمي وتكنولوجي وتربوي فازدادت الجامعات والمدارس وأصبح العلم هو هاجس الأردنيون، وأصبحت نسبة التعليم العالي لحملة درجة الدكتوراه مرتفعة جدًا فالجميع يسعى إلى الأفضل.
أما معالي الدكتور محمود الشياب وزير الصحة الأسبق تناول التطور الكبير الذي حصل للقطاع الطبي والصحي في المملكة بفضل الدعم الكبير الذي اولته القيادات الهاشمية على مر السنين لتحسين البنية التحتية والفوقية لهذا القطاع، والتي أتت أكلها أبان جائحة كورونا حيث برهن الوضع الصحي الأردني بأنه كفيل بمجابهة التحديات والصعوبات رغم شح الامكانيات ونجح في ذلك.
الطالب حمزه طاشمان تحدث عن الشباب في عيون القيادة الهاشمية لافتًا أننا على عتبات المئوية الثانية، نستقبلها بطاقات شبابية وافرة كفيلة بان تكون مضادة لعاديات امتنا وجديرة بالتقدم لنمضي يد بيد تحت ضل القيادة الهاشمية المظفرة حتى نصل الى غايات المنى لأردننا الحبيب.
وقدم الدكتور خالد مياس رئيس قسم اللغة العربية، ومديرة الشؤون الدولية لما حداد في الجامعة قصائد شعرية تغنت بهذه المناسبة.
بعد ذلك تم تكريم أصحاب الحاكمية الإدارية في الجامعة من رئيس هيئة المديرين، ورئيس الجامعة ورئيس مجلس الأمناء وأعضاء المجلس، والمشاركون في هذه الاحتفالية، كما تم تكريم رؤساء الجامعة ورؤساء مجالس الأمناء السابقين، والحاكمية الإدارية والامنية في محافظة إربد، وأصحاب الانجازات في الجامعة والطلبة، وبعض ممن توفاهم الله من أكاديميين، وإداريين، وطلبة.