حدثني أحدهم..لا بل حدثتني نفسي، أن نائب الوطن يمكن أن يكون أو يتحول إلى نائم وطن..!
مع تحفظنا الشديد على المجلس وما يتحدث به الكثيرون شرقاً وغرباً، من أن الإنتخابات كانت نزيهه وكلكم تعرفون نزيهه وأم نزيهة وخالة نزيهه…! المهم اشبعونا عنتريات ووعود وأول ما دخلوا المجلس قابلونا بالجحود… هذه إشكالية البعض لا بل الكثير من النواب حين ينسون أنفسهم ويتنكرون لقواعدهم… يصحون قبل الإنتخابات وبعد الفوز يدخلون بياتهم الشتوي أقصد النيابي.
المجلس الحالي يعج بالجدد ونعرف ان الحكومة اشتغلت على ذلك للتخلص من أقطاب مزعجة، الجدد منقسمون بين مستقل او يحاول أن يكون مستقلا، والبعض يبحث عن الإقتراب من الحكومة وأصحاب القرار ليصبح أكثر تدجينا..! والبعض يشبعك عنتريات وخطابات تلفزيونية رنانة وفي الواقع هو حمل وديع في حضن الحكومة وأصحاب القرار، والبعض وجد نفسه ذات غفلة نائب وطن وشعر أن المسمى أكبر منه، فبقي يتصرف كالعسكري الذي ترفع من جندي ليصبح ظابط، يشعر أن المسمى فضفاض عليه ولا يستطيع الخروج من دائرة متلقي الأوامر لدائرة صانع القرار او الأوامر… لاحظوا لم اتحدث عن النائب كمنصب سياسي تشريعي مراقب، ربما لم اجد احد منهم يحمل هذه الثنائية وربما لم يقنعنا احدهم أنه كذلك لتاريخه عدى ارقام قد لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة.
مصيبة المصائب عندما تجد أحد متسنمي المناصب، رئيس جامعة او مسؤول في مكان ما قد بنى علاقات مصلحية مع النواب، نعم إنهم ينسون أنفسهم، مقابل تنفيعة من مثل تعيين غير مستحق، ترفيع بالتزريق، ترقية من تحت الطاولة، تعيين لمعارفهم او خاصتهم في مراكز قيادية غير مستحقة، تمرير ما لا يمرر… وغيرها، تجد هذا المسؤول قد اصبح مدعوما بفضل تبادل المصالح، واصبح نائب الوطن المراقب (ابو الندهتين خشخيشة بيد هذا المسؤول) أمثلة كثيرة تجعلك تحزن، نائب يسخر نفسه للدفاع عن فاسد والمقابل تعيين زوجته او تنفيعة لأحد أصوله فالنواب لا يساعدون إلا (جماعتهم اللزم)، مؤلم حد الإجرام أن يصبح النائب مطية لمصالحه الشخصية ويقزم النيابة لتنفيعة أو مصلحة واهنة، ويغمض عينيه عن مصالح الوطن، انتخبك الناس لتكون نائبا لهم وليس عليهم، إنتخبك الناس لتساعدهم لا أن تتآمر عليهم، انتخبك الناس لتجعل مصلحة الوطن فوق كل إعتبار فتختزلها بتنفيعة وتذل نفسك لفاسد وجب عليك محاسبته، إنهم يصنعون الفاسدين بذلك.
نصيحة للتحول من وضع نائم وطن إلى نائب وطن، لا نطلب منك أن تحمل (قنوه لتكسر رأس الحكومة) ولا أن تكون مناكفا مزعجا تبحث عن الشعبوية الرخيصة، كن مبدئيا لك قناعات راسخة لا تحتمل الشراء أو التجزئة، راقب وشرع لمصلحة الناس، لا تجعل مصالحك الشخصية الصغيرة أساسا لنيابتك، تذكر أنك نائب وطن وأمة، تذكر أن النواب الذين ذهبوا لمزابل التاريخ كثر، وأن من يذكرهم الناس قلة قليلة، اعطوا النيابة حقها ولم يتخاذلوا ولم يكونوا جزءاً من منظومة الفساد والإفساد… في الجعبة الكثير… ولكن يبقى السؤال قائماً إسأله لنفسك ايها النائب المحترم… هل أنت نائم وطن أم نائب وطن..! أم أنه لا فرق بينهما لديك؟ الناس تراقب وتقيم… ولا تركن حضرتك لدعمه من هنا او هناك… رصيدك الحقيقي عامة الناس والتاريخ لا يرحم… فاصحى ... إن اسعفتك ذاتك يا رعاك الله… حفظ الله الأردن.