لطالما طالبنا نحن الأردنيون بتطوير الدراما و الكوميديا الأردنية، تطوير ثقافي و فكري، يلملم ما تبقى، و يعزز الموجود من محتوى هادف و محترم، له رسالة سامية تنهض بالمجتمعات اجتماعيا و ثقافيا و اقتصاديا.
فالأردن لديه شعب متعدد الإتجاهات الثقافية و السياسية ، عاش مع الدراما و الكوميديا الراقية في فترة زمنية هامة، فلا ننس مسلسل ( العلم نور) الذي مازال راسخا في الذاكرة، و المسلسل القروي (أم الكروم) و مسلسلات بدوية عديدة و هي من أهم ما يعرض على الشاشات العربية.
انسلاخ الإحترام و العادات و التقاليد عن بعض الفن الأردني الموجود حاليا، و كأن هناك من يستأجر البعض ليلوثوا القيم السامية و العادات و التقاليد المحترمة التي عاش عليها الأردنيون بعيدا عن أي تمييز عنصري أو عرقي أو ديني، و هي ما تبقى لنا كأردنيين وسط فوضى سياسة التجهيل المفروضة.
نريد دراما و كوميديا، كتلك التي كان ينطقها هشام يانس رحمه الله ثقة، و التي يدندن فيها موسى حجازين من قلبه حبا، و كتلك التي رسختها أمل الدباس ثقافة و احتراما، و التي أضفت عليها عبير عيسى رونقا وأصالة، و كتلك التي تأخذنا إلى عالم جولييت عواد الكبير ، و التي بقوتها نادرة عمران دخلت قلوبنا شغفا، و غيرهم و غيرهم ،فلدينا فنانون كبار ترفع لهم القبعات.
و لكن التساؤل الهام؟؟؟
لماذا أوقفوا مسلسل أم الدراهم و هو من بطولة الفنان المحترم ساري الأسعد و آخرون، لماذا عليه رقابة مطلقة و بعض الكوميديا و الدراما الهابطة و الدونية لها كامل الصلاحية؟ هل تجهيل الأجيال و مسح الهوية العربية و القيم السامية أمر حقيقي لتبقى الأجيال مستمرة في التفكير الآني و السطحي؟ و إن كان هذا التفكير عميقا فلا نجد له مكانا؟؟
إننا نريد نهضة ثقافية واجتماعية من خلال أهداف فنية تقدم منهاجا ثقافيا و اجتماعيا يتقدم بالمجتمعات، و يؤمن بتعدد الثقافات و المكون الإجتماعي الأردني، لأن الفن رسالة تدخل إلى كل البيوت، فيجب أن تحوي مكنونا ثقافيا هاما ينشل بعض المجتمعات من تفكير عقيم يعود بها إلى الوراء، و يعلم الأجيال الحالية و القادمة أهمية الفن الأردني في ترسيخ الثقافة العربية و الأردنية بعيدا عن أي تشويه و فوضى مقصودة، و وجوب توضيح التغييرات التي طرأت على المجتمعات بسبب عوامل عدة فرضها الزمن و تعديلها ان كانت تحتاج، و بالمقابل تطويرها من خلال الثقافة المقدمة و المعروضة.