قبيلة السيوف والرماح, رمز قوة ذاك الزمان, قبيلة الحسم وقبيلة أحفاد الشهداء, القبيلة التي لا تضام ولا يضام بجوارها أحد,لا آنفاً ولا لاحقاً بإذن الله.
القبيلة الأردنية المتجذرة في تراب الوطن, الشامخة شموخ جباله, الكريمة المعطاءة, كرم سهوله و أوديته, خضر المرابع حمر المواضي وافية العهود صادقة الوعود, العاشقة للأردن بترابه ورماله, المسماة بقبيلة الحسم في كل مفاصل الأردن التاريخية (نسيج فريد وحدها) .
ذات التاريخ المهاب, يوم بسطت نفوذها على أجزاء كبيرة من بلاد الشام وشمال الجزيرة وجنوب أرض الرافدين, يوم ثبت زعمائها العمالقة سيوفهم في نحر الوهابية ودحرهم ليبقى التراب طهورا, حين كادت الوهابية أن تقضي على الكيان الأردني ارضاً وشعباً, يوم لم تسلم النساء الحوامل من قتل أجنتها في بطونها.
إقرأوا الوثائق التاريخية , للمماليك والعثمانين , التي تحدثت عن بطولات بني صخر و قوتهم وشجاعتهم وشكيمتهم وصولاتهم وجولاتهم , بالشام والجزيرة وفلسطين ومصر , هم قبيلة البواسل على أرض مصر , وهم حمر النواظر في بلاد الشام وما حولها , هم كنز من كنوز الشرف والإباء والمجد .
من فروعهم من إستقر في تركيا , وإحتمى بهم النظام في تثبيت أركانه امام كل الهزات المحلية و الإقليمية .
بني صخر من إعتمدت عليهم دولة المماليك و الدولة العثمانية في حفظ الأمن والإستقرار في تلك المساحة الشاسعة بين الشام والحجاز , حيث بسطت نفوذها .
نعم هي قبيلة الحسم , يوم حسمت تحرير الأردن من حزب الإتحاد والترقي , ومثل ذلك في تعاملها مع الإنتداب البريطاني , ودعم النظام السياسي الأردني وتقويته , حين شكلت قوةً لحماية مراكز الإمارة من مشارف الجفر إلى سهول حوران .
وأشيد هنا وأكبر دور قبيلة الحويطات، في فتح العقبة و درء الحاميات التركية وكذلك دور أبناء الطفيلة في خوض غمار معركة الطفيلة الشهيرة والحاسمة وكذلك مواقف المجد لأهل معان وقبائل الكرك، وأدوارهم البارزة في تثبيت حكم الإمارة .
قبيلة بني صخر قدمت ثللٌ من الشهداء , لازالت أسماؤهم محفورة في ذاكرة وقلوب أحفادهم , وستبقى إرثاً موروثاً بإذن الله و قبورهم في أرض المعارك شاهداً ومشهوداً لها على افعالهم وقوتهم وبسالتهم .
وها هي معركة غرايس بقيادة الشيخ طراد بن زبن من حسمت أطماع الطامعين من القبائل غير الأردنية من الإستيلاء على الأراضي الاردنية , هذه المعركة التي أغفلها المؤرخون , وأشهرها فحول الشعراء من البوادي بأشعارهم .
مساهمة بني صخر مع الأردنيين كانت في الطليعة (مقدمة المقدمة ) في علاج الاحداث والهزات والمعارك التي تعرض لها الأردن في حروب فلسطين بدءً من المناضلين ومروراً بعشرات المعارك إلى الكرامة وحرب الإستنزاف وما تلاها .
في نهاية القرن العشرين , ومطلع القرن الحادي والعشرين , تغير كل شيئ , وإستبدل السيف بالقلم وأصبح التفاخر بالعلم وليس بضرب السيف , وتغيرت الثقافات ,فلم تببقى معايير الحسم السابقة متفقة مع الواقع المعاش , إلا أن التاريخ باقٍ ولا يموت , يحفظه ويعتز به الاحفاد الذين دخلوا ساحات التنافس العلمي والثقافي من أوسع أبوابه , فمنهم العلماء في أدق التخصصات وأرقاها علواً ومنفعة للبشرية, ومتعلمين طرقوا بقوة كل أبواب العلوم , بتفوق مذهل , وأجيال مثقفة واعية , بكل مستجدات العصر .
وفي النهاية , قبيلة هذا تاريخها وهذا مجدها , أتساءل ويتسائل آخرون, ما الخطب الذي إعتراها فأضعف تماسكها ؟!وبعثر جهدها وبدأت تعبث بنسيجها ؟! , هل قل الراشدون وكثر المتكسبون ؟! ما الوسيلة وما العلاج ؟! اترك المجال مفتوحاً لكل خيّرٍ مصلحٍ معطاء , طاهر النفس نقي السريرة , يعشق الأردن والقبيلة ليدلي بدلوه ويسهم برأيه , لرأب الصدع ، رامين خلف ظهورنا كل أمر سلبي ، فالهدم ليس من شيم الرجال ، آملا التفاعل بجدية الرجال حملة المسؤولية ، وللحديث متابعة وبقية .