ما أشبه اليوم بالأمس. الزمان تشرين عام ١٩٧٣ شهر رمضان المبارك. المكان الجولان العربي ساحة الصراع بين العرب والصهاينة. فرسان المعركة. كبار البلد حقا انهم كبار البلد الذين قدموا للوطن الكثير من التضحيات وقصص الرجولة والكرامة التي ما زالت احاديث السمر. رفعوا راية الوطن وأقسموا أن لا يهزموا.. بعزائم الرجال وصونا للشرف الذي رسموا حدوده بدمائهم الزكية فمهنم من نال الشرف العظيم ومنهم من ينتظر.. لكن لم ينصف هؤلاء الرجال العظماء في الإعلام والمناسبات إنه قتل الشرفاء إذ تغيب مثل هذه القصص والبطولات عن مسرح الأحداث ومخزون الذاكرة. . رجال بحجم الوطن صافحت اكفهم خفقات الراية التي عقدت للنصر وامتلأت قلوبهم بالإيمان وهم فوق ذلك صائمون شهرهم وبرغم الفتوى الصادرة من دائرة الإفتاء العسكري بالرخصة لهم أن يفطروا بسبب ظروف المعركة إلاّ انهم بهمة الرجال وبسالة الشجعان ثبتوا صياما قياما لله مقبلين غير مدبرين.. لمنازلة عدو الأمة بإصرار عظيم وبوجوه أردنية الملامح.. هاشمية الولاء وجباه سمراء لفحتها شمس الصحراء الحارقة لتصنع فيها سواعد وطنية تحمل الراية وتحمل السلاح.... تكاد الدموع تنهمر من عيوني وأنا اتذكر هذه الكوكبة المنيرة من رفاق السلاح منتسبي لواء الحديد والنار لواء الله اللواء المدرع ٤٠ الملكي في مواقعهم وفوق دباباتهم أمّارا ومدفعيين ومسلحين وقادة... بذلوا دماءهم وارواحهم حتى لا يسجلوا مثلبة او عارا أو هزيمة على وطنهم وقيادتهم وشعبهم العظيم.. . الأردني يرث البطولة عبر الأجيال المتعاقبة وبين ثنايا هذه الكلمات يشرفني أن اسرد قائمة الشرف الرفيع لعدد من فرسان اللواء المدرع ٤٠ الملكي في حرب الجولان تشرين ١٩٧٣ عرفانا بالجميل ووفاءا للأصدقاء وإيمانا بالدماء الزكية ونبضة حيّة في ذاكرة اجيالنا توقظ فيهم سبات الخمول وتذكي فيهم جذوة البطولة والاعتزاز بماضيهم العريق ورجاله الشرفاء الذين ما زالت ذكراهم زيت يشعل فتيل الرجولة والانتماء والعطاء وهم :
اللواء الركن خالد باشا هجهوج المجالي
العميد الركن فنخير عضوب الزبن
الشهيد البطل النقيب فريد الشيشاني
العميد الركن عبدالرحيم ابو وندي
العميد الركن أحمد الحويان
عبدالله بك ابو ردن العجرمي
العقيد الركن إسماعيل عبدلله هزاع العجرمي
الفريق أول الركن محمود حماد المواجدة
و آخروون..
وليعذرنني اخواني رفاق السلاح منتسبو لواء ٤٠ لعدم ذكر جميع الأسماء فلكم جميعا مني السلام وتحية الابطال أيها الشرفاء لمثلكم ترفع القبات وسبب ذكرى لهذه الأسماء تحديدا لأنني كنت أعمل ضمن دائرة هؤلاء الابطال وليس تحيزا أو تمييزا فأنتم في قاموسي جميعكم إعلام وإبطال.. أقبلوا مني عاطر المحبة والوفاء.