وفي مسعى سياسي محمود يعمل جلالة الملك على تحصين بيت الامة من واقع التجاذبات السياسية التى تحاول تقطيع اوصال الجسم العربي فى إطار تحالفات اقليمية تبعدها عن مركز الوحدة ومنطلقاتها الواحدة فى اتون محاولات قوى اقليمية من فرض واقع جديد باستخدام منطق القوة فيما يحاول البعض منها فرض واقع جديد من خلال ترسيم مناطق حدودية ونفوذ جديدة لها وهو غير ابه بكل الاصوات التى نادت بضرورة وقف نفوذها فى خاصرة النظام العربى والاخرى التى لا تكترث بقرارات الشرعية الدولية ولا تلتزم الحفاظ على امن المنطقة وسلامة مجتمعاتها ،
وعلى الرغم من ادخال المنطقة والاردن فى عواصف التغيير ودوامة المتغيرات التى تاتى تارة من بيت المقدس وتارة اخرى من غزة وقوة تاثيرها على ومواقف الاردن وقوامه الا ان الاردن بفضل قيادته الحكيمة مازال يخوض كل تحد عميق برؤية استشرافية وارادة شعبية ونصرة دولية تحققت له ثبات الحفاظ على الانجاز بفضل القراءة السياسية الدقيقة لمجريات الاحداث واستراتيجية عمل حصيفة جعلته يجعل من المتغير مستقرا ومن الاردن واحة للامن والاستقرار .
حيث استطاع الاردن بفضلها تحويل كل منعطف عصيب يمر بالمنطقة الى منطلق قويم يجتازه فاما ان يحقق انجازا او يتراه ، حيث برهنت هذا السياسات المتخذة مقدار نجاعتها ، وقوة تاثيرها على وقع الاحداث كما برهنت حسن الاستجابة الشعبية فيها مقدار الانتماء وقيم الولاء الذى يجسده المجتمع الاردني من واقع حالة الالتفاف الشعبى حول قيادته فى كل محطة مفصلية كانت تعترى مسيرة الوطن ورسالته ، وهذا ما جعل الاردن ينتصر على ذاته فى كل محطة خاضها او تحد واجهه .
ياتى يوم الاستقلال هذا العام متزامنا مع ذكرى مئوية الدولة الذى يحتفل فيه الشعب الاردنى وهو ينفض غبار وباء كورونا وفى الجانب الصحى ويستعد لعودة الحياة الى طبيعتها ويمضى من اجل اضافة ركن شرعية الانجاز الى شرعية تمكين رسالته باركانها الثورية والتاريخية والدينية وذلك ضمن استراتيجية عمل ذاتية منبثقة عن الاوراق الملكية التى كان قد ارساها جلالة الملك لتوضيح الرؤية وتحقيق الامال الوطنية فى النهضة والنماء وفى التنمية والازدهار لتزدهر نتائجها وتتعزز محتواها وتبرهن نجاعتها فى تحقيق ما يصبو اليه المواطن الاردنى من مشاركة فى بيت القرار ومنزلة معيشية وحياة امنة مستقرة واستدامة اقتصاد تحفظ له ديمومة نماءه ليشكل بذلك ركن الانجاز اضافة نوعية للاركان مسيرته
ولقد استطاع جلالته من اجتياز المرحلة الاستثنائية وما واكبها من احداث جسام فى مرحلة الربيع العربى فى محطاتها الناعمة والفظة والتى جاءت برياح التغير والتغيير حيث تعامل الاردن مع هذه المناخات وفق استراتيجية استشرافية احترازية واحتوائية تفاعلية منطلقا من الذات الوطنية والقيمية ومقدما بذلك نموذجا رائدا فى الاصلاح والحفاظ على مناخات الحرية والتعددية ومحافظا على قوام التعددية وحالتها من خلال استيعاب الكل التعددى فى الاطار الجامع الوطنى وهذا ماجعله يشكل درعا مانعا لمناخات الارهاب والتطرف التى اجتاحت المنطقة فى حينها.
ما ينتظر من الاستمرار بنهجه فى اطار مناخات كورونا ليقوم الاردن بإجراء انتخابات مع بداية العام القادم ليؤكد اجتيازه المرحلة وهضم المجتمع الاردنى لمناخات التأقلم ، وهو ما يؤكد من مدى قدرة الاردن على اسيعاب المنحيات والتعاطى مع المنزلقات مهما كانت حادة وتحمل دلالة دولية وذلك بصلابة ارادة وعميق استجابة .
كما استطاع الاردن من التعامل بنجاح مع اسقاطات ظلال نظرية الاحتواء الاقليمي و مناخات الوباء ، وما رافق الطائرة الاردنية فى اجواء المسيرة من تحديات صحية وامنية وسياسية كانت صعبة ومتداخلة ، الا ان كابتن الطائرة الاردنية وفريقه تعاملوا مع هذه الاجواء بحرفية و استطاعوا ان يقدموا نموذجا فى التعاطي فاق كل التوقعات .
حيث تمكنوا من الحالة الظرفية و هبطوا بالطائرة الاردنية بسلام محافظين على سلامة الامتعة والركاب معا ، وسرعان ما اشتبكت قيادته سياسيا عندما حطت طائراتهم بسلام وآمان من اجل قضية الامة المركزية وكما عمل جلالة الملك على وأد الفتنة بسرعة وحوصلة الحالة والاغلاق عليها بفضل الجهوزية العالية التى تتمتع بها الاجهزة الامنية والعسكرية حيث تم ترجمة ذلك من خلال الحماية الاستباقية وكما استطاع الاردن من خلال دبلوماسيته التى تحمل عناوين تاثير واسعة ودوائر اثر عميقة من العمل بكل ثقلة من كف يد نتياهو عن القدس والاقصى ووقف العدوان على غزة حيت تماهى الموقف الرسمى مع الموقف الشعبى ما يجعل من الاردن يشكل الحاضنة الرئيسية لفلسطين عن طريق الاسناد السياسي والشعبى والانسانى وهذا ما يجعل الاردن وفلسطين يشكلان صنوان متلازمان فى عملية الدفاع عن المقدسات وتثبيت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني