أعلن قطاع المسؤولية المجتمعية في شركة نوبلز العقارية عن تقديم منحة متكاملة للطالب اليمني مشير الحزمي الموهوب في مجال بناء وتصميم المجسمات الهندسية. وستغطي المنحة نفقات الدراسة الجامعية لمشير، مع توفير سكن مناسب له ولعائلته، وغرفة مجهزة بكل ما يحتاجه من الأدوات الهندسية لممارسة هوايته وتطويرها.
وقد انتشرت قصة مشير ابن الخمسة عشر ربيعا بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن استضافته مجموعة من القنوات التلفزيونية وسلطت الضوء على موهبته في مجال بناء وتصميم المجسمات الهندسية، حيث أوضح بأنه بدء في إعداد هذه المجسمات باستخدام أدوات ومواد أولية متواضعة منذ أن كان في الصف الرابع الابتدائي، وأن ضعف الإمكانات في اليمن يحول دون قدرته على الارتقاء بموهبته في عالم الهندسة المعمارية.
من جهته أكد السيد عمر عايش رئيس مجلس إدارة شركة نوبلز العقارية بأن الاهتمام بالتعليم يحتل المرتبة الأولى في استراتيجية الشركة في مجال المسؤولية المجتمعية لأنه يمثل علاجا ناجعا لأهم المشكلات التي تعصف بالشباب مثل الفساد والبطالة والجريمة والإرهاب والتطرف الفكري وإدمان المخدرات وغير ذلك. كما دعا رجال الأعمال وصناع القرار إلى القيام بمسؤولياتهم تجاه الموهوبين بشكل خاص والتعليم بشكل عام لا سيما في المناطق التي دمرتها الحروب والنزاعات الإقليمية، وأكد بأنه حان الوقت لنقول جميعا بصوت واحد كفى قتلا وتدميرا وتضييعا للموارد متمنيا تغليب صوت العقل والحكمة وتوظيف هذه الأموال الطائلة التي يتم هدرها في الحروب في بناء وتنمية الإنسان والأوطان.
وقد عبرت عائلة مشير عن امتنانها وسعادتها الغامرة بهذه المنحة التي جددت لديها الأمل بمستقبل أفضل لمشير بعد أن كادت تفقده تماما في ظل ما تعيشه اليمن من ظروف قاسية لم يسلم منها الأطفال ومؤسساتهم التعليمية، وأن النداءات الكثيرة التي أطلقوها عبر وسائل الإعلام وجدت أخيرا من يلبيها ويهتم بها.
وبحسب منظمة اليونيسيف فإن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في اليمن يتجاوز ٢ مليون طفل، أي ما يزيد على ربع عدد الأطفال في اليمن، وذلك دون أن نأخذ بعين الاعتبار الإغلاقات التي تسببت بها جائحة كورونا. وهي زيادة كبيرة إذا ما قورنت بالأعداد من نفس المصدر في احصائيات عام ٢٠١٦ والتي بلغت فيها اعداد الأطفال خارج المدارس حوالي ٦٥٠ ألف طفل. وتشير تقارير المنظمة إلى أنه منذ بداية الحرب في اليمن منذ ٦ سنوات، تم إغلاق العديد من المدارس نتيجة الدمار الذي لحق بها من جراء الاعتداءات على المدارس والطلاب والمعلمين، الأمر الذي أدى إلى تدهور النظام التعليمي في الدولة بشكل عام وأثر سلبيا على نسب التحاق الأطفال والمراهقين بالمدارس. وتشير التقارير نفسها بأنه في معظم محافظات اليمن بلغت نسبة المدارس التي تعرضت لتدمير كلي إو جزئي ٥٠ بالمائة من إجمالي المدارس، منها مئات المدارس تدمرت بشكل كلي وأكثر من ١٥٠٠ مدرسة تعرضت للقصف الجوي.
أما تقارير البنك الدولي فتشير إلى أن أكثر من ثلث المؤسسات التعليمية قد تعرضت للهجمات، وأن عدد الطلاب الذين يحتاجون لشتى أنواع الدعم في القطاع التعليمي ارتفع من حوالي مليوني طفل عام ٢٠١٧ الى أكثر من ٤،٥ مليون طفل عام ٢٠١٩. وهذه الاحتياجات تشمل توفر المرافق والمعدات الدراسية والكتب وغيرها.
من الجدير ذكره بأن شركة نوبلز العقارية تأسست في دبي في العام 2008، على يد رجل الأعمال عمر عايش، ويشمل عملها تملك وتطوير وإدارة مشاريع التطوير العقاري التجارية والإسكانية ومتعددة الاستعمال، وتباشر نوبلز العقارية أعمالها التطويرية في عدة مناطق من العالم، منها الولايات الأمريكية المتحدة، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، وشمال أفريقيا. وتقدم نوبلز سنوياً من خلال قطاع المسؤولية المجتمعية حوالي 220 منحة جامعية، حيث وصل مجموع المنح الإجمالي أكثر من 1000 منحة على مدار 5 سنوات في أكثر من 10 دول حول العالم، وتتطلع إلى مضاعفة أعداد المستفيدين من هذه المنحة خلال السنوات القادمة.